هي "ماتت" لفظةً من دونِ معنى
وصدى مطرقةٍ جوفاء يعلو ثم يفنى
ليس يعنيك تواليه الرتيبُ
كل ما تُبصرهُ الآن هو الخيطُ العجيبُ
أتراها هي شدتهُ؟ ويعلو
ذلك الصوتُ المملُ
صوتُ "ماتت" داوياً لا يضمحلُ
يملأ الليلُ صراخاً ودوياً
"انها ماتت" صدى يهمسهُ الصوتُ ملياً
وهتافٌ ردتته الظلماتُ
وروته شجراتُ السرو في صوتٍ عميقِ
"أنها ماتت" وهذا ما تقولُ العاصفاتُ
"انها ماتت" صدىً يصرخُ في النجم السحيقِ
وتكادُ الآن ان تسمعه خلف العروق
***
صوتُ ماتت رن في كل مكان
هذه المطرقةُ الجوفاءُ في سمع الزمانٍ
صوتُ "ماتت" خانقٌ كالافعوانِ
كلُ حرفٍ عصبٌ يلهثُ في صدرك رُعباً
ورؤى مشنقةٍ حمراء لا تملكُ قلباً
وتجني مخلبٍ مختلج ينهش نهشاً
وصدى صوتٍ جحيميٍ أجشاً
هذه المطرقةُ الجوفاءُ: "ماتت"
هي مات، وخلا العالمُ منها
وسُدى ما تسألُ الظلمة عنها
وسُدى تُصغي الى وقع خطاها
وسُدىً تبحثُ عنها في القمر
وسدى تحلمُ يوماً ان تراها
في مكانٍ غير أقباء الذكر
انها غابت وراء الانجُمِ
وأستحالت ومضةً من حُلُمِ