والي العزيز / أبو إيهاب
شكراً لك على موضوعك
وهذا كلام الشيخ ابن عثيمين
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما حكم إطلاق المسيحية على النصرانية والمسيحي على النصراني ؟
فقال: لا شك أن انتساب النصارى إلى المسيح بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم انتساب غير صحيح لأنه لو كان صحيحاً لآمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام فإن إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم إيمان بالمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام لأن الله تعالى قال: ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ){ الصف: 6} ولم يبشرهم المسيح عيسى ابن مريم بمحمد صلى الله عليه وسلم إلا من أجل أن يقبلوا ما جاء به لأن البشارة بما لا ينفع لغو من القول لا يمكن أن تأتي من أدنى الناس عقلاً فضلاً من أن تكون صدرت من عند أحد الرسل الكرام أولي العزم عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام. وهذا الذي بشر به عيسى ابن مريم بني إسرائيل هو محمد صلى الله عليه وسلم وقوله: ( فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) وهذا يدل على أن الرسول الذي بشر قد جاء ولكنهم كفروا به وقالوا: هذا سحر مبين.
فإذا كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فإن هذا كفر بعيسى ابن مريم الذي بشرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وحينئذ لا يصح أن ينتسبوا إليه فيقولوا إنهم مسيحيون، إذ لو كانوا حقيقة لآمنوا بما بشر به المسيح ابن مريم لأن عيسى وغيره من الرسل قد أخذ الله عليهم العهد والميثاق أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما ءاتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلك ذالكم إصري قالوا أقررنا ) { آل عمران:81}. والذي جاء مصدقاً لما معهم هو محمد صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ) { المائدة:48}.
وخلاصة القول أن نسبة النصارى إلى المسيح ابن مريم نسبة يكذبها الواقع لأنهم كفروا ببشارة عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وكفرهم به كفر.
انتهى كلامه رحمه الله تعالى { فتاوى علماء البلد الحرام، ص1127 }.
وهذه قصيدة ابن القيم رحمه الله
في الرد على النصارى
أعباد المسيح لنا سؤال؟
[الكاتب: ابن القيم]
أَعُبّاد المسيح لنا سؤالٌ نريدُ جوابه ممّن وّعاهُ
إذا مات الإله بصنع قومٍ أماتوه فما هذا الإله؟
وهل أرضاه ما نالوه منه؟ فبشراهم إذا نالوا رضاهُ
وإن سخط الذي فعلوه فيه فقّوتهم إذا أوهت قواه
وهل بقي الوجود بالا إله سميع يستجيب لمن دعاه؟
وهل خلت الطباق السبع لما ثوى تحت التراب وقد علاه؟
وهل خلت العوالم من إلهٍ يدبرها وقد سمرت يداه؟
وكيف تخلت الأملاك عنه بنصرهم وقد سمعوا بكاه؟
وكيف أطاقت الخشبات حمل الأله الحق شد على قفاهُ
وكيف دنا الحديد إليه حتى يخالطه ويلحقه أذاه؟
وكيف تمكنت أيدي عداه وطالت حيث قد صفعوا قفاه؟
وهل عاد المسيح إلى حياة أم المحيي له رب سواه
ويا عجباً لقبر ضم ربا وأعجب منه بطن قد حواهُ
أقام هناك تسعاً من شهورٍ لدى الظلمات من حيض غذاه
وشق الفرج مولوداً صغيراً ضعيفاً فاتحاً للثدي فاهُ
ويأكل ثم يشرب ثم يأتي بلازم ذاك هل هذا إلهُ؟
تعالى الله عن إفك النصارى سيسأل كلهم عما افتراه
أعباد الصليب بأيّ معنىً يُعظّم، أو يقبح من رماهُ
وهل تقضي العقول بغير كسر وإحراق له ولمن بغاه
إذا ركب الإله !! عليه كرهاً وقد شدت بتسمير يداه
فذاك المركب الملعون حقاً فدسه لا تبسه إذ تراه
يهان عليه رب الخلق طراً وتعبده؟ فإنك من عداه
فإن عظمته من أجل أن قد حوى رب العباد وقد علاه
فهلا للقبور سجدت طراً لضم القبر ربك في حشاه؟
فياعبد المسيح أفق فهذا بدايته وهذا منتهاه