الحج لله أم لآل سعود "والذي تتعقبه السلطات السعودية
الكتاب للمؤلف:- حمد الشيباني
الناشر ...منشورات الأمة
دأب الحكم السعودي بكل أجنحته على ممارسة دبلوماسية الصفقات الرديئة .. حيث تجرى مبادلة الضمائر مقابل الدولار في أسوأ مقايضة في التاريخ .فمن شراء الصمت إلى شراء الذمم ظل الحكام السعوديون يلعبون لعبتهم . ولكن هناك ضمائر ليست معروضة للبيع وهناك أصوات تخترق حاجز المسكوت عنه .
وكتاب ( الحج لله أم لآل سعود ) يؤكد أنه لايوجد ( سوبر ماركت) للضمائر والألسن , بل توجد ضمائر غير قابلة للبيع وأصوات أقوى من ريالات التشويش . هذا الكتاب الذي تتعقبه السلطات السعودية بدأ يأخذ طريقه ليد القارئ في الجزيرة العربية وهو يشكِّل إعلاناً مهماً يمكن عنونته ب( وداعاً للصمت) .صحيفة الجماهيرية التي تنشر مقتطفات منه سوف تتولى نشره بالكامل على صفحاتها وكذلك موقعها على شبكة الاتصالات الدولية الانترنتعن شعيرة الحج والعمرة .. والحرمين الشريفين وما يفعله آل سعود
وداعاً للصمت
قطرة أولى
كيف يمكن أن يكون الدين لله , إذا كان المسجد مثلاً في يد شخص ما , يفتحه متى شاء في وقت غير أوقات الصلاة ويغلقه متى شاء حتى لو كان الوقت وقت صلاة ?!
كيف يكون الدين لله إذا الصيام لا يتم إلا عن طريق وكيل من البشر ? !
كيف يمكن للدين أن يكون لله إذا كان الحج في يد مجموعة من الناس تتاجر بتأشيراته , وتمنع من تشاء من المسلمين من أداء هذا الواجب?
هل الذاهب إلى الحج ذاهب إلى بيت الله أم إلى بيت آل سعود ?
وإذا كان ذاهبا إلى بيت الله فهل يحق لآل سعود أن يمنعوه من ذلك لا لشيء إلا لأن البيت واقع في مجال نفوذهم السياسي?!
وإذا كان ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب , أفليس واجباً إخراج الحرمين من تحت وطأة الاستعمار السعودي ليتسنى للمسلمين بعد ذلك إقامة هذه الشعيرة كما كما أراد الله لا حسب صفقات آل سعود ?!
إن الإشراف على الأماكن المقدسة وعلى الحج والعمرة يجب أن يكون من طرف هيئة تمثل المسلمين جميعهم , ولا يجوز استئثار جهة ما مهما كانت بذلك
مقدمة
أن تكتب عن واجب تحرير الحرمين وإخراجهما من لعبة قذرة خطيرة , فذلك يعني أنك تعرض نفسك للتآمر السعودي , إذ أن هناك طابوهين عند آل سعود لا يجب الإقتراب منهما, أحدهما هو الحرمان الشريفان , أما الآخر فهو النفط .لذلك فمن شأن كتاب مثل هذا أن يفعل في آل سعود ما لا تفعله فيهم الكثير من المناوشات التي يلقونها حتى من دول بذاتها .القضية هنا حساسة لذلك سيتم التقاط ذبذباتها بسرعة , وسيدرك آل سعود أن هناك كتاباً لا يلجأون إلى مساومتهم للصمت وعدم طبع كتبهم مقابل شيكات ضخمة .سيدرك آل سعود أن الأمة بدأت تتحرك وتحرك قضاياها بإيمان لا لمجرد الإبتزاز .
هذه قضية خطيرة تعني لآل سعود الكثير , بل إنها تمس وجودهم , خاصة إذا تم تنظيمها وتوسيع دائرتها وترسيخ مطالبها وأهدافها .إن معنى الأحتلال واقع على الحرمين , لذلك لابد من أن تأخذ الأمة دورها في تحريرهما , عبر كل الوسائل المشروعة لا الممنوعة .وسيضاف هذا الملف الخطير إلى مجموع الملفات الحرجة التي انفتحت فجأة وفي وقت واحد في وجه آل سعود .أليس عيباً أن تترك أمة بأكملها واجبها تجاه الحرمين لغلمان عابثين مفسدين كل همهم استعمال نفوذهم باسم الأمة والإشراف على الحرمين في عقد صفقات تزيد من انتفاخ ارصدتهم التي يبددونها في كباريهات وملاهي الغرب والشرق ?!
ومن متى كان أمر الأمة بما فيها من عباد وزهاد وأتقياء وفضلاء في أيدي غلمان من أبناء عبد العزيز وأحفادهم وأبناء أحفادهم الباذخين المترفين .ولئن كان الشعب السعودي قد غلب على أمره و أخذت منه مردودات النفط والثروات , فلماذاتصمت الأمة حين يأخذ منها آل سعود حقها في بقاع مقدسة وجدت لعبادتها تماماً كما يوجد المسجد? .
إننا نسأل :
هل يحق لحاكم ما أن يمنع المسلمين من دخول مسجد ما لإقامة الصلاة ?
هل يجوز له استعمال المسجد لأغراضه ومصالحه الشخصية ?
هل يجوز له التصرف على أن المسجد ملك شخصي موروث , فيمنع من دخول المسجد كل من كانت له حزازة شخصية معه , أو من لم يعجبه لون عينيه وقصة شعره ?
فإذا كان الجواب بأنه لايحق له ذلك في المسجد , فلماذا يحق له في الأماكن المقدسة ?
إن الأمة قد لحقها الكثير من الغبن والظلم باحتلال آل سعود للأماكن المقدسة , وتحويلهم مواسم الحج والعمر إلى صفقات مشبوهة يثري منها متنفذون على حساب مصلحة الأمة .
مطلوب لذلك فتح تحقيقات في التجاوزات المالية التي حدثت طوال عقود .
مطلوب فتح تحقيقات حول ما تعرض له الممنوعون من الحج والاعتمار من الإحصار الناتج عن الهوى والمواقف السياسية والمصالح الشخصية , طوال عقود .
مطلوب فتح تحقيقيات في الابتزازات والإهانات التي يتعرض لها طالبو تأشيرات الحج والعمرة من طرف موظفي سفارات آل سعود.
مطلوب تحريك الاعداد التي تمنع كل سنة من الحج في إطار تظاهر منظم يكشف عبث العابثين .
مطلوب تنظيم ما يسمى بمخيمات ( الإحصار ) وهي مخيمات تتخذ من الساحات العامة والأماكن المواجهة لسفارات السعودية في العالم معتصماً يتم فيه التعبير عن الرفض , والتوعية بفقه الإحصار .
مطلوب تكوين لجنة خاصة بالمحصرين الممنوعين تعسفاً من الحج والعمرة .
مطلوب السعي في تكوين مجلس إسلامي مهمته تنظيم شؤون الحج والعمرة والإشراف على الأماكن المقدسة , تشارك فيه شخصيات دينية وحقوقية من كل الشعوب والجاليات الإسلامية .
مطلوب تحريك القضية في كل اتجاه وبكل الوسائل المتاحة والمشروعة احتساباً لله , ليكون الدين كله . و منه الحج , له سبحانه وتعالى وليس لأحد غيره .
إننا نكتب قياماً بواجب التوعية , كما أننا نكتفي بالكتابة , فأصحاب القضايا ديدنهم العمل لا القول , لذلك فكتابتنا هذه عمل لا مجرد كلام وقول .
كتابتنا هذه خطوة أولى على طريق تحرير الحرمين وإعادتهما إلى الأمة .
وإن مساقة المائة ميل تبدأ بخطوة .
وإن الله تعالى يعلم أن السعي لإصلاح هذا الواقع المر من أولى أولو يات الأمة .
وبالله المستعان .
تحرير الأماكن المقدسة
منذ سنوات كتب الشيخ مقبل بن هادي الوادعي كتابه ( المخرج من الفتنة ) ودعا فيه على حكام آل سعود الذين منعوه من دخول الاراضي المقدسة للحج و العمرة وحرموه من هذه الفريضة لا لشيء إلا لأنه يخالفهم في الرأي .وعند أمن المطارات والحدود في السعودية قائمة طويلة للممنوعين من دخول المملكة و لو للحج أو العمرة
ف ( من اظلم ممن منع مساجد اللّه أن يذكر فيها اسمه )?
هل البقاع المقدسة حق لجميع المسلمين أم أنها ملك شخصي لأسرة تمنع من تشاء من دخولها ولو كان عالماً زاهداً ورعاً وتسمح لمن تشاء ولو كان من جنود المارينز?
ثم لماذا تدخل المواقف السياسية في العبادات ?
ولئن استجلب آل سعود الامريكيين إلى المنطقة و قال لهم قائل لا يخاف اللّه ( لا يجوز ) فهل يصح عقلاً وديناً وقانوناً أن يقمع مستجلب الغزاة رافضهم و يمنعه من الحج والعمرة ?
وقد ظهر قبل ذلك وبعد سوء التسيير لمواسم الحج والعمرة , إذ لا يهم آل سعود و أبواق دعايتهم كل سنة إلا أن ليتقطوا من عرفة أو منى أو مواقيت الإحرام كلمات من الحجاج يتم فيها الثناء على خادم الحرمين .وفي كل سنة تفقد الأمة من قاصدي البيت العتيق تلبية لنداء إبراهيم عليه السلام المئات .
وفي كل عام يدخل أرصدة أمراء آل سعود من صفقاتهم في نسب الحجاج لكل بلد إسلامي , حين تعطى لكل أمير آلاف التأشيرات يوزعها على من يشاء يبيعها بالثمن الذي يريد .
أذلك حق أو باطل ?
لنسأل الذين تدمع أعينهم كل سنة حين تؤم جموع الحجيج الأرض المقدسة بينما منعوا هم من الحصول على تأشيرة .لنسأل جموع المسلمين الذين تهفو قلوبهم إلى الكعبة فيصطفون أمام سفارات المملكة , بينما يتلذذ بتعذيبهم بإبقائهم ساعات كذلك , دبلوماسيو و إداريو خادم الحرمين الشريفين الذين يطلون عليك من خلال الشبابيك ولا يعطونك فرصة حتى لسؤالهم أو الاستفسار منهم .
لنسأل صاحبة شيبة يرمي له موظف خادم الحرمين جوازها من خلال الشباك على الأرض , وهو يقول : ( أنقلعي ) يقولها بإحتقار .
لنسأل الذين عانوا ويعانون من وجود الحرمين في يد لصوص المناسك .
أفلا يجوز بعد هذا للأمة بأكملها أن تتحرك لتطالب بتحرير الحرمين ?
وإذا تحركت الأمة فهل الحق معها وهي صاحبة الحق في المناسك أم أنها مع أمراء البترودو دولار الذين سيتهمونها بالتدخل في الشؤون الداخلية لملك الشخصي الذي ورثه ( تسعة رهط ) عن أبيهم ?
إن أرض الحرمين , مستعمرة يجب تحريرها .
إننا لا نتكلم هنا عن الرياض , وعن المملكة السعودية , بل نتحدث عن الأماكن التي لا تتم شعيرة الحج إلا فيها , فهذه المناطق ليست لآل سعود , بل هي للأمة , وهو ما يستدعى تحريرها .
لابد من الدفع بالأمور نحو إيجاد هيئة إسلامية عامة تشرف على مناطق الحرمين وترعى شؤون الحج والعمرة .
الملايين سيجدون أن هذه الفكرة هي فكرتهم , و سيتحمسون لها , سيعملون لها .
أما المتشككون فأنا أدعوهم إلى زيارة سفارة سعودية لأجل الحج والعمرة , أدعوهم لذلك ليدركوا قيمتهم الفعلية , وليعملوا هل الذهاب إلى الحج أو العمرة حق لهم كونهم من أمة محمد صلى اللّْه عليه وسلم , أم أنه عطاء يقفون لأجله مستولين تحت شباك موظف سفارة خادم الحرمين , فإما يجود و إما يطلقها بإحتقار : ( انقلع ) وهو يخرج لسانه من طرف فمه وينفت نفثاً مستقذراً .
وما ضاع حق وراءه مطالب , وستكبر كرة الثلج وتيحول الهمس إلى صرخة مدوية تفتك الحرمين من تحت نير الاستعمار السعودي .
يحسسك موظف خادم الحرمين أنك مخلوق حقير , وأنه هو السيد , وتعلم أنه من أصحاب السهرات والقمار والفساد , لكنك لا تملك أن تفعل شيئاً , وهو يمنعم من العمرة بغلظة .
فلماذا على الأمة أن تقبل الذل من حفنة أمراء و تابعيهم وأبواقهم هي الأمة التي لم تستكن لأعتى قوى الشر ?
نحو مساءلة تحقيقات حول أحداث الحج المكتررة
لا يمر موسوم حج إلا والأمة اخسر المئات من أبنائها في حوادث أليمة
ويجمع العارفون والمراقبون والمحققون المستقلون في تلك الأحداث أنها نتيجة سوء التنظيم .
فأين يدهب ريع الحج ?
ولماذا يستأثر أمراء آل سعود بمداخيل الموسم ينفقونها على سهراتهم وهدايا البغايا بدل أن يعود على تنظيم وتطوير المرافق في المناطق المقدسة للتقليل من هذه الحوادث ?!
وهنا نسأل : إذا كان آل سعود وفيما تعلق بالجماعات المسلحة التي تمس عرشهم يتحدثون عن حرمة قتل النفس أو التسبب في قتلها , فإننا نسأل :
وما حكم الذي ينفق أموال الحج على القواعد المستقدمة التي تؤمنه , وعلى أمراء البذخ , دون أن ينفقها في وجوه تطوير خدمات الحج وتنظيمها مما يتسبب كل سنة في إزهاق المئات من ,الخارجين إلى ربهم شعثاً غبرا ?
ما حكم الذي يقتل أو يتسبب في قتل الحجاج ?
ثم إذا قام قائم بكلمة الحق ونادى بلجان تحقيق مستقلة تمثل الأمة , وبإشراف مجلس إسلامي علي شؤون الحج وعلى المناطق المقدسة , وارتعش آل سعود وهبوا هية الملسوع يلحقونه بقائمة المغضوب عليهم الممنوعين من دخول المناطق المقدسة وأداء عبادة الحج ?
أفيكون الدفاع عن حق الأمة مكراً ?
ثم لماذا يمكن أن نستبعد أن الحوادث التي تقع في البقاع المقدسة كل سنة هي حوادث مدبرة ?
وإذا جاءنا سوال عمن يقف وراء ذلك قلنا للسائل
وجه سؤالك إلى من فتح الباب لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والأسرائيلية لتصول وتجول في الأماكن المقدسة بكل حرية , تجمع التقارير وتحبك المؤامرات
أن من حق الأمة , ومن حق كل من مات له شخص في الحج أن يطالب بفتح تحقيقات جادة حول هذه الأحداث , ذلك لأن الواقع السياسي لآل سعود يخرج الحوادث عن دائرة (البراءة ) , ويحفها بالكثير من الغموض وإشارات الاستفهام , خاصة مع ازدياد الاحتمالات القائلة بأن هذه الحوادث مدبرة , وأن آل سعود يعرفون ذلك , لكنهم يتسترون عليه .
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات
|