عرض مشاركة مفردة
  #45  
قديم 04-01-2006, 11:04 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام





إن الأرض للّه , يرثها من يشاء من عباده , هكذا يقول القرآن الكريم أما المساجد وأماكن العبادة فإنها للّه , والقرآن الكريم يقول : ( و أن المساجد للّه فلا تدعو مع اللّه أحدا ) .

ولقد جاء الإسلالم لتحرير العبادة للّه تعالى , ونفي الشركاء والقرناء عنه سبحانه , فإذا كانت العبادة لا تتم إلا عبر وساطات من البشر أو تصرف وتقنين منهم , فإنها تفقد معناها .

وكان مما دهى به المسلمون من الدواهي في هذا العصر أن استولت على الحرمين الشريفين أسرة .

ولو أحبت الأمة أن تضع أمر أماكنها المقدسة في يد قيلة ما , فإنها لن ترضى بغير قبيلة محمد صلى اللّه عليه وسلم , وهي قريش , إما آل سعود فإنهم ليسوا من قريش , ثم أنهم في ترتيب الناس في المملكة يجعلون أنفسهم في الدرجة الأولى , بينما تأتي قبيلة محمد صلى اللّه عليه وسلم في درجة أدنى من ذلك .

فأي ميزان عادل هذا الذي يعطي الفضل لآل سعود على قريش ?

وأي حق هذا الذي ملك به أمرأء لا ظاهرهم الصلاح ولا باطنهم التقوى أمر أحد أركان الإسلام (الحج ) فهم يتصرفون فيه تصرفهم في آبار النفط , دون حسيب ولا رقيب .

واللوم هنا على من ?

على فرعون المتكبر ?

أم على شعب فرعون اللازم الصمت وتصديق الآخرة والأولى من مدعيات الذي له ملك مصر و تجري الأنهار من تحته ? ( فأستخف قومه فأطاعوه ) .

أليس عجيباً أن تسلّم الأمة لآل سعود بما هو حق لها تم إغتصابه ?!

إن آل سعود كثيراً ما يمنون أنهم خدام الحرمين , و نحن نسأل :

خدام الحرمين بماذا ?

إن كان بعمارتهما فما يدخل خزائنكم من موسم الحج كل سنة يكفي لأضعاف اضعاف ما تعمرونهما به ?

وإن كان بغير ذلك فلا نرى غير ذلك ?

ثم إن خدمة الحج لا تعني التصرف فيه كما لو كان ملكاً شخصياً . كما أنها لا تعني مقاماً أعلى من يقام بقية المسلمين .

ورب صيف من ضيوف الرحمن جاء أشعت أغبر يلبي نداء أبراهيم هو أحب إلى اللّه من كل تلك المظاهر التي يبذلها أمراء آل سعود , حين ينقفون على عمار الحرمين ويقضون أغلب أوقاتهم لا فيهما , بل في ملاهي الغرب.

ويطبعون المصحف ويقرؤن سواه , مما هو معروف لمن يعرف .

لهذا قال تعالى : ( أجعلتهم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن باللّه واليوم الآخر وجاهد في سبيل اللّه لا يستوون عند اللّه ولا يهدي الون الظالمين ).

( سورة التوبة . الآية :19 ) .

أي : هل جعلتم من يسقي الحجاج ويخدمهم ويقوم على عمارة المسجد الحرام بناء وتوسعة وتجديداً , كمن آمن باللّه واليوم الآخر وجاهد في سبيل اللّه .

هنا تظهر شناعة ما تبثه التلفزة السعودية في أيام الحج , حين تسأل حجيج بيت اللّه , القادمين من كل فج , المفترشين الأرض , والملتحقين السماء , تسألهم عن تسهيلات خادم الحرمين وخدماته , وتستدرج الأميين الطيبين من المسلمين والمسلمات إلى المدح والثناء والأعتراف بالفضل والجميل .

ولو عرف السائل عما يتحدث , لاستغفر ربه تعالى , فعيب أن يسأل الإنسان قادماً إلى اللّه رغم الفقر والضعف وبعد الشقة وعذاب السفر , عن مقيم في قصور شيدت بمال المسلمين , مكيفة تكييفاً , لا نصب فيها ولا تعب , جدرانها الذهب , وحصباؤها اللؤلؤ و القوارير التي تمشف فيها الساق, وماء مراحيها زمزم (نعوذ باللّه من الحور بعد الكور ) .

فمن الافضل ?

وهل حدث أن قال حاج يوماً للسائل ( أجعلتهم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن باللّه واليوم الآخر وجاهد في سبيل اللّه لا يستوون عند اللّه ولا يهدي القوم الظالمين ) ?

هل يستدعى الإمر إنشاء لجنة تحقيق تقوم بحساب ما يدخل خزينة العودية كل سنة من موسم الحج و طوال مائة سنة كان الموس يحيي إليها الكثير , فدعونا مع ما أضيف إلى الأماكن المقدسة من الخدمات بما فيها توسعة الحرمين ?

فبماذا يمن آل سعود على أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم ?

ولماذا لا يثير المسلمون قضية وجوب رجوع مداخيل الحج إلى خدمة الحجاج والأماكن المقدسة بكل شفافغية ?

أم أن ذلك مما لا يحب أمراء آل سعود إثارته , لأنه سيحرمهم موارد ضخمة تدخل سنوياً إلى أرصدتهم في الخارج , والتي يستعملونها في خدمة الأمة عبر تحسين النسل في كاباريهات لندن ?

لقد بنى إبراهيم الكعبة وإذن للحاج وطهر البيت كما قال له تعالى ولأبنه ( وإذا جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً وأتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلي إبراهيم وإسماعيل أن طهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ) البقرة (125) .

لكننا متأكدون أن إبراهيم وإسماعيل كانت خدمتهما خالصة لوجه اللّه , وتلك الخدمة الحقيقية للحرم , فرحم اللّه إبراهيم فقد كان بحق ( خادم الحرم الشريف ) .





الإذعان ليس على حساب الأمة



يستعمل آل سعود الدين في تبرير توجهاتهم السياسية الاستراتيجية والتكتيكية , ويضبطون الفتوى حسب الفصول والمواسمم , ويدخل الحرمان والمناطق المقدية اللعبة بكل ما فيهما من المساوىء , وفي إطار الانطباح الذي يتبناه آل سعود تجاه الولايات المتحدة الأمريكية يحدث الإخلال بقداسة الحرمين

إن السعودية حرة في أن تلبي للولايات المتحدة كل طلباتها حتى تلم المتنافية مع الذين والعرف والأخلاق , لكن ليس على حساب مقدسات أمة , فمن أعطى آل سعود حق الوصاية على الحرمين ?1

هناك أخبار مؤكدة تدل على أن جموعا من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يدخلون كل سنة المناطق القدسة في موسم الحج والعمرة في إطار كا تسميه الولايات المتحدة " الحرب على الإرهاب " , ويقوم عملاء ال" سي آي إيه " هؤلاء بمتابعة بعض المشبوه بهم أو المطلوبين أو الموضوعين تحت المراقبة من علماء ودعاة وشخصيات دينيه من شتى أنحاء العلم الإسلامي .

ويتم هذا بالتنسيق مع شعبة خاصة في المباحث السعودية , تؤمن لهؤلاء الدخول رغم أن ذلك يتنافى مع الشرع , كما يتنافى مع أخلاقيات الأمة الإسلامية التي ترفض هذا التدهخل السافر حتى في عباداتها .إن آل سعود يفعلون ذلك استرضاء لواشنطن وتأكيداً على أنهم متعاونون معها في حخربها على ما تسميه إرهاباً , غير أن الأمة ليست معنية بأن تفقد الكثير من عزتها وكرامتها ليحافظ آل سعود على مناصبهم .

إن وجود أعداد كبيرة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية في الأماكن المقدسة يعني أن هناك من بين هؤلاء أعضاء في أجهزة استخباراتية إسرائيلية , إذ من المعروف أن السي آي إيه كثيرا ما تدخل الإسرائيليين في أحشائها للعبور بهم إلى الأماكن الممنوعة عليهم .

وعند الموساد ما يدعوه هو ذاته إلى اختراق مواسن الحج والعمرة لمراقبة الناشطين الفلسطينيين وقيادات المقاومة , واكتشاف الشخصيات العالمية التي يتصلون بها في الحج .

ولعدة مرات صدر عن الإسرائيليين ما يفيد أنهم يعتبرون الحج مؤتمراً سياسياً يضر بمصالحهم ومشروعهم

وليس هذا هو المجال الوحيد لتنازل السعوديين , فهناك القواعد الأمريكية التي أصبحت ترنّر الحرمين وتجعل حجاج الأمة لا يطوفون ولا يسعون ولا يحرمون ولا يحلون إلا رؤوسهم محنية ذلا أمام عار الترسانة الرهيبة التي تقتل إخوانهم في فلسطين والعراق .

فكيف للمسلمين أن يحسوا بالعزة وهم يحجون إلى القواعد وغرف الاستخبارات الامريكية على أراضي الحجاز ?

ولأن آل سعود يتعرضون للإبتزاز والضغط من طرف الجناح الليبرالي الذي يمتلك المنابر الإعلامية والنفوذ الثقافي ويعيش تحت جلباب

الأمراء الليبراليين , فإنهم يقدمون التنازلات لإرضاء هذا الجناح , لا من مخصصاتهم ولكن من حق الأمة , وإلا فما معنى أن يسمح آل سعود إجراء انفتاح يتم فيه تجاوز كل الحدود اعدية والأخلاقية التي تقتضيها قداسة الحرمين ?

وترى الأمة أنه ليس من حق آل سعود أن يدخلوا الحرمين في لعبتهم السياسية , ولا أن يسىئوا إلى قداستها للحفاظ على عشهم , خاصة أمام رياح التغيير والتطوير التي تحل بين جوانحها طمساً ثقافياً يستهدف شريعة الأمة وأخالقها ومقدساتها .
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات