الناحية الأمنية
أدخلت المناطق المقدسة في اللعبة السياسية في السعودية ,وبات واضحاً أن مكة أو المدينة أو جدة لا تختلف من الناحية الأمنية عن الرياض أو غيرها , لذلك تعد مخاوف المسافرين إلى السعودية للحج والعمرة المقدسة عن لعبة السياسة .وهناك تخوف كبير من أن يعمد آل سعود في موسم حج إلى القيام بعملية مدبرة تتم نسبتها إلى الجماعات المسلحة المناوئة لهم لتحقيق مكاسب سياسية وإيصال رسالة إلى الأمة الإسلامية كلها مفادها أن هؤلاء مفسدون يستهدفون الأمة كلها لا آل سعود والأمريكان فقط .بل إن قوى أجنبية مثل الولايات المتحدة أو إسرائيل قد تلجأ إلى فعل ذلك من باب الاصطياد في الماء العكر .
إن التخوف من مثل هذه الأمور يزداد يوما بعد يوم .
فلماذا يرتبط أمن حجيج أمة بكاملها بأمن أسرة مالكة أو دولة غازية لها مصالحها ?
هذا يتطلب التفكير الجدّي والعمل لتأسيس أعراف جديدة لرعاية والإشراف على شؤون الحرمين وشؤون الحج والعمرة .وقد كان مثل هذا المطلب يظهر في الحالات التي يتعرض فيها الحجاج لحوادث أليمة نتيجة لسوء التنظيم الذي تتحمل مسؤوليته سلطة آل سعود , خاصة وأن المبرر المنطقي لحدوث تلك الحوادث منعدم , فهناك ساحات في الغرب يدخلها في ساعة واحدة ملايين , دون أن يحدث شىء , بينما يكاد لا يمر موسم حج إلا والأمة ترزأ في مئات من أبنائها الذين خرجوا طلباً للعفو والمغفرة .
وكان آل سعود يتحسسون من كل صوت يعلن سوء تنظيمهم وينتقد تقصيرهم , مثلما هو الحال في كبتهم للشعب السعودي فهم يريدون كبت الأمة بأكملها ولا يسمحون حتى لمن مات له حاج أن يعلن رأيه ولو كان وجهاً , " أفحشف وسوء كيل ?!"
إن من حق الأمة أن تسائل حكومة آل سعود عن الحوادث الرهيبة التي يتعرض لها الحجاج كل سنة , ومن حقها أن تحقق في ذلك , ومن حقها كذلك أن تنشىء هيئة إسلامية عامة تعمل على تنظيم وإدارة شؤون الحرمين وأمور الحج والعمرة .
الفاتيكان عند المسيحيين يمثل دولة , لها استقلاليتها , ولها سفاراتها ,وسفارات الفاتيكان في العالم ليست هي سفارات إيطاليا , كما أن سياسة الفاتيكان ليست هي سياسة إيطاليا , لهذا علينا أن نجيب بوضوح عن السؤال :
هل الحرمان للمسلمين كلهم أم لآل سعود ?
أو بمعنى آخر : هل الحرمان مثل النفط ملك لآل سعود يتصرفون فيه كيفما شاؤوا ويلقون للشعب فتات ريعه ?أم أن الحرمين لجميع الأمة ?
وهل من شروط الحج أن يكون الحاج مرضيا عليه عند آل سعود وإلا فإنه إما أن يمنع من الدخول أصلاً أو يتم السماح له بالدخول لتعريضه لمساءلات المباحث ثم سجنه مثلما حدث للعشرات ممن قصدوا السعودية في الحج ولم يظهر لهم خبر بعد ذلك ?
هل قال الله تعالى لإبراهيم عليه السلام

وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر - إن لم تكن اسماؤهم في القوائم السوداء في حواسيب المطارات والمعابر في المملكة) ?
وليس هناك مانع من أن يكون لكل دولة مطلوبها , لكن المناطق المقدسة يجب أن تكون لها ضوابط واعتبارات أمنية خاصة , إذ لا يجوز مثلاً منه شخص من الحج كونه أبدى رأياً في آل سعود , بينما يجوز منعه من الدخول مثلاً كونه معروف بصلاته مع أعداء الأمة أو ناشر للضلال داعية للكفر محارب للدين .
إن السعودية تتعرض اليوم لهزات أمنية خطيرة , وليس منتظراً أن تنتهي تلك الهزات في خلال سنة أو خمس سنوات , لذلك لابد من ابعاد الحرمين عن معنى الاستهداف , بتحريرهما من السيطرة السعودية , وهذا يجب أن يكون مطلب الأمة وواجبها الذي تناضل من أجل تحقيقه , ليكون الدين بحجة وصلاته وصيامه وعمرته وغير ذلك , لله تعالى .
قصة الحجاج
وابن الزبير تعيد نفسها
يحتمي عبد الله بن الزبير بالكعبة , ويقوم الحجاج بوقف موسم الحج , وقصف الكعبة بالمنجنيق .
ومرة أخرى يلجأ جهيمان العتيبي إلى الحرم وتخرج الدبابات لتقول كلمتها.واليوم مع ازدياد الثورة على آل سعود واتساع دائرة العمليات المسلحة ووصولها إلى جدة حيث المطار الذي ينزل فيه الحجاج , يكون السؤال هو : هل ستبقى الأمة تدفع ثمن آل سعود وكل حجاج في كل ما يحدث ضدهم من ثورات رفض ونقمة ? وما دخل الأمة في كل ذلك ? إن من حق الأمة أن تطالب آل سعود بإخراج الأجانب من المناطق المقدسة حتى وإن كانوا من عملاء المخابرات , , أو من العسكريين الذين يتم تمويههم لتسهيل إقامتهم في الأماكن المقدسة .وهذا الطلب ليس طلب إرهابيين , بل هو طلب يمكن لآل سعود أن يستفتوا أمة المسلمين كلها ليعرفوا أنه مطلبها , وهي ترفض أن يدخل هؤلاء أماكنها المقدسة .كما أن الأمة تطالب آل سعود أن يخرجوا من الأماكن كونهم مستهدفين , وأت يستبدل جنودهم ورجالهم المستهدفون كذلك بقوة إسلامية تشارك فيها الدول الإسلامية تشارك فيها الدول الإسلامية كلها .ذلك لأن من شأن المعارك الدائرة بين آل سعود وأعدائهم من حاملي السلاح أن تمس أمن ضيوف الرحمن , فيدفعوا ثمنها كبيرا .
أيها الحاج .. انتبه ..فلعلك من المطلوبين
لم يعد خافياً أن المملكة العربية السعودية تمثل ذراعاً لوكالة الاستخبارات المركزية في المنطقة , لذلك تم تسليم مجموعة من الذين قصدوا الحج أو العمرة طوال الأشهر الأخيرة إلى الولايات المتحدة .
لذلك بدأ المناوئن للولايات المتحدة من مثقفين وكتاب وعلماء ودعاة يحسبون حساب إمكانية تسليم السلطات السعودية لهم إلى أمريكا في حال ما إذا خرجوا للحج أو العمرة .
وحين تكون بوابة الأماكن المقدسة مصفاة سياسية أو أمنية تعمل لصالح الولايات المتحدة , تدين رافضي سياستها وتسلمهم مكبلين بالحديد معصوبي الأعين , فإنه لابد من الحديث وفضح مثل هذه الممارسات .
لقد تحدثت الأنباء عن تسليم العشرات من الحجاج والمعتمرين إلى الولايات المتحدة , وبعضهم لازال بعد أشهر مسجوناً في السعودية يتم التفاوض حوله .
فهل هناك أسوأ من أن تدخل المناطق المقدسة وفريضة الحج لعبة قذرة تديرها الولايات المتحدة وتستخدم فيها آل سعود ?
إن هذا مما يزيد من وجوب تحرير الأماكن المقدسة .
والله تعالى يقول : (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم) .
إن منع مسلم من أداء واجبه نحو ربه لا لشيء إلا لأن الولايات المتحدة غير راضية عنه كونه قال (لا) أمام غطرستها وعنجهيتها وظلمها , يعد من أشنع الظلم .
ولا شك أن الوقوف في وجه الظلم واجب شرعي لا يسع المسلمين تركه .
لقد كثرت الهواجس في الحجيج والمعتمرين في الفترة الأخيرة , وأصبح الخارج إلى البقاع المقدسة لا يعرف إن كان ذاهباً إلى الحجاز أم إلى كوبا .. إلى الكعبة أم إلى غوانتنامو .
أليس الأولى أن تخرج الأماكن المقدسة عن مثل هذا العبث , وأن يفرض على الأمريكيين وغيرهم احترام مقدسات الأمة ?
فكيف يمكن إقناع الأمريكيين بوجوب احترام مقدسات الأمة وهم يرونها أن فعلهم لا يتعارض مع الإسلام وأن كل ما يقومون به مبرر بفتاوي يؤمنها لهم سلفاً آل سعود مزدانة بالنصوص الملوية أعناقها