الموضوع: جيران العرب 2
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 08-01-2006, 03:48 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الانقلاب العثماني لسنة 1908

عندما استشعرت جماعات المصلحين وتركيا الفتاة خطورة اجراءات عبد الحميد الثاني .. استجمعوا قوتهم وشكلوا الجمعيات و التنظيمات التي ستواجه تلك التهديدات ، فبرزت تنظيمات داخل الجيش مثل الجمعية العثمانية للاتحاد والترقي .. التي قوي فرعها في سالونيك .

فقامت تلك الجمعية بالعمل على انقلاب 23 تموز (يوليو) 1908 ، الذي أجبر السلطان عبد الحميد على إعلان العمل بدستور عام 1876 . وقد اجتمع مجلس (المبعوثان) على الاجتماع من جديد بعد الانقلاب المضاد الذي تم ترتيبه من قبل عناصر السلطان عام 1909 في 13 نيسان والتي تعرف بتاريخ تركيا (الفتنة الارتجاعية ) . فاجتمع مجلس (المبعوثان) في 27/4/1909 وعزل السلطان عبد الحميد ، ونصب أخاه (محمد رشاد) الخامس (1909ـ1918) .

لقد سرت معالم الفرح في كل تركيا ، و أخذ كل طيف يمني نفسه بالعهد الجديد وفق هواه .. لكن طفت نكهة فعل الاتحاديين على الكل والتي كان شعارها (الحرية والعدالة والمساواة) .. والتي سرعان ما انحرفت حتى أصبحت تنزع نحو الطورانية والتتريك ، وتحقيق ذلك بإرهاب الغير . وبالمقابل ونتيجة ذلك تشكلت تنظيمات معارضة لدرء خطر الانحراف ومنها حزب الحرية والائتلاف الذي تأسس في 8/11/1911 والذي طالب بحكم لا مركزي للولايات و حصر صلاحية الدفاع والخارجية بالمركز .

بعد احتلال ليبيا من قبل الطليان ، وعجز الحكومة العثمانية عن التصرف ، ازدادت حمى التنظيمات والتغييرات ، وازداد الصراع بين (الاتحاد والترقي ) الحاكم وبين التنظيمات المتصاعدة ، خصوصا عندما دخل تمرد الضباط وتشكيلهم لتنظيم ضباط الانقاذ ( خلاص كار ضابطان ) . فتشكلت حكومة ائتلافية برئاسة (أحمد مختار باشا) ، ثم بعدها حكومة (كامل باشا) وتلك الحكومتان حاولتا تطبيق اللامركزية .

لكن انقلابا جديدا أطاح بتلك الحكومة في 23/1/1913 بقيادة انور باشا وهو من قبل جماعة الاتحاد والترقي ، التي تدعو الى المركزية والطورانية والتتريك ومن أبرز فلاسفتها (يوسف آق جورة أوغلي) . وقد بقيت تلك الحكومة لنهاية الحرب العالمية الأولى .
وقد تشكلت إزاء هذا التصعيد الذي يتقرب من تشكيل تركيا الكبرى (الطورانية تعني دمج الأصول التركية بأبناء عمومتهم في آسيا الوسطى) ، حركات قومية في الولايات مما جعل تلك الحكومة ان تمعن في قمع هؤلاء حتى انها أعدمت زهاء أربعمائة في بلاد الشام وحدها و أغلبهم من طرابلس و حلب و دمشق .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس