عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 12-01-2006, 03:37 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي أحمق .. من يستخدم طعما أثمن من الطريدة

أحمق .. من يستخدم طعما أثمن من الطريدة

عندما تجد طفلا من عائلة موسرة ، ابتدأ بالنمو ، و أصبح يطيل الوقوف أمام المرآة ، يعبس و يبتسم ويغير من تصفيف شعره ، وينفخ صدره وغير ذلك من الحركات التي يحاول أن يرسم بها إحداثيات شخصيته الناشئة ، فان هذا الناشئ ستتفتق الكثير من مشاريع المغامرات من عقله الآخذ بالتكوين .

و أحيانا تجد كهلا أو شيخا موسرا يتعاطى نفس الحركات ، فيقف أمام المرآة يختبر ملائمة صبغة الشعر ، ويدرب نفسه على ألا يرفع وجهه كثيرا حتى لا يظهر الترهل الذي تكون أسفل ذقنه ، عله يسوق نفسه ، ليتمتع بأمواله التي تجمعت بسنين حياته ، وغالبا ما تتجمع بدون تعب أو إظهار مهارات انفرد بها هذا المسن دون غيره .

ان من الابتكارات التي يتساوى بها الصنفان ، هواية الصيد ، وقد تكون تلك الهواية ساترا يخفي جانب العجز في شخصية الهاوي ، فهو يحس بعض الأحيان أن لديه شخصية دونية ، قياسا بالنماذج التاريخية و العالمية ، فيحاول من خلال إطلاق النار أو تطويع وسائل الصيد التي ابتاعها بأثمان غالية ، بأنه سيد وخطير بنفس الوقت .

و أحيانا تكون تلك الهواية كاشف ودليل لكشف الضعف في تلك الشخصية ، تماما كما يحدث لأحد التلاميذ الفاشلين ، عندما يعود من المدرسة فان أحد طرق لعبه المفضلة هي ( لعبة المدرسة ) .. فيختار مجموعة من الأطفال الذين يصغرونه بالسن لتمثيل دور المدرس أو عريف الصف !

في موضوع هواية الصيد عند هؤلاء ، تكون كلفة صيد (طريدة ) تساوي أضعاف ثمن الطريدة نفسها ، فيمكن ان يطلق فيها عشرات الطلقات من بندقية صيد ، مقابل أن يصطاد عصفورا بوزن عشرين غراما . و أحيانا يقتني صقرا أو مجموعة ثمينة منها ليصطاد أرنبا هزيلا ذو لحم قاسي .

في الحالة الأمريكية ، تكدست أدوات الصيد بكلف تزيد عن خمسة ترليونات من الدولارات ، فيقف الهاوي أمام المرآة ويتدرب بنفخ صدره ، وتذهب أحلامه في تكوين شخصية له ، ليتذكرها المؤرخون ، وهي عقدة يعاني منها شعب موزائيكي لا ذاكرة تاريخية له ، و جذوره مقطعة ، ثم يتدرب على المشي ، متصورا نفسه أمام عدسات المصورين ، فيخطو ويخطو كأنه ينفذ ضربة جزاء .

وتركبه أحلامه أو يركبها ، فلا فرق ، ويتصور خائبا أنه سيسرق تاريخ أمة وسيتفوق على حضارتها ، التي تمتد الى ما هو أبعد من ذاكرة الشعوب الجمعية في كل العالم .. وتكون الكلفة ألفي مليار دولار ، والصيد أو الطريدة ، ما هي الا مزيد من الخيبة و مزيدا من العار ، حتى لو سرق بطريقه بعض قطع الآثار ، فانها بالنهاية ستنسب الى منشأها ، ولا ينسب له سوى أنه سارقها .
__________________
ابن حوران