عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 16-01-2006, 05:10 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

المقدم :

يعني أبرز صورة يا شيخ يوم بدر كيف كان مناجت النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يحذه كفاك مناجاة

الشيخ فالح :

نعم ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في أحواله كلها يدعو الله سبحانه وتعالى ومثل ما أشرتم يوم بدر لليلة كاملة يشفق عليه أبو بكر رضي الله عنه الصديق لحاله لما رأى من توجهه وكثرة مناجاته لله سبحانه وتعالى إذاَ هذا الدعاء لا غنى لإنسان عنه الوجه الأخر أن الإنسان ضيف خلق الإنسان ضعيفا والإنسان أصله ضعف مئاله إلى ضعف وهو في جميع أحواله ضعيف إما مريض إما فقير إما بحاجة إلى يتقوا هذه القوة من أين مصدرها أو من أين يستمدها يستمدها من الله سبحانه وتعالى ومهما كانت الدنيا كله معك ما لم تكن مع الله سبحانه وتعالى لا تفلح ولا تفوز لا في الدنيا ولا في الآخرة لذلك وجه النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه ربنا لا تأكلنا إلى أنفسنا طرفة عين إذا أؤكل ولو طرفة عين طرفة عين كم مقدارها كذا لا شيء إذا أؤكل الإنسان إلى نفسه طرفة عين هلك في الدنيا وفي الآخرة والإنسان من وجه أخر يمر عليه حالات ضعف عند حالة كونه نائم حالة كونه مريض حالة كونه ضعيف كونه صغير كونه في مجتمع غريب إلى حالات متعددة إذاَ الإنسان بحاجة إلى ربه سبحانه وتعالى ثم الوجه الآخر أو الأخير ولو كان الكلام يطول في هذا الإنسان دائماَ يبحث عن القوي في كل شيء لينقذه ولذلك حتى إذا مر عليه حاجة من الحاجات يذهب يريد فلان يتوسط له يذهب لمن للأقوى منه إذاَ لماذا لا نذهب مباشرة إلى الله سبحانه وتعالى القوي الغالب العزيز الجبار سبحانه وتعالى فالإنسان إذاَ لا غنى له عن دعاء الله جل وعلا ويحقق بهذا الدعاء الآثار العظيمة الكبيرة نعم

المقدم :

لكن حقيقة هناك كثير من يسأل وهو مهم جداً عند الناس قضية الإجابة استجابة هذا دعاء كلهم يقول متى يستجاب لي الدعاء

الشيخ فالح :

أولاَ أنا أبشر كل داعي أبشر كل داعي لله عز وجل وأبشر كلا من رفع يديه إلى الله عز وجل أبشر كلا من ألتجئ إلى الله بأن دعائه مستجاب والدعاء مستجاب هكذا قال الله سبحانه وتعالى (وقال ربكم ادعوني استجيب لكم وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعا) وهذه الإجابة محققة في العرف الرياضي مئة في المائة لكن لا بد من الشروط التي تؤهل للإجابة وانتفاء الموانع التي لا تقف عثر حجرة دون الاستجابة من أهم هذه الشروط الالتجاء إلى الله وحده سبحانه وتعالى الالتجاء إلى الله وحده لا يدعو إلا الله سبحانه وتعالى ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول سألت فأسأل الله لتعلم أنه لا يمكن أن يجيب هذا الدعاء إلا الله سبحانه وتعالى لا بد تعتقد هذا بقلبك وأن تقوله بلسانك الأمر الثاني أن تعتقد

المقدم :

أنا ودي الحقيقة أن تقف عند النقطة الأولى يا شيخ يعني قضية سؤال الله سبحانه وتعالى لن في العالم الإسلامي كثير وخاصة الأيام التي مضت في قضية المولد تجدهم يتعلقون بالمخلوقين بالأولياء وبالصالحين ويسألونهم

الشيخ فالح :

على أي حال نحن هؤلاء المتعلقون نوجههم إلى أن يتعلقوا بالله سبحانه وتعالى فوق هؤلاء كلهم فالله سبحانه وتعالى أخبر أنه قريب وأخبر أنه يجيب الدعاء وأخبر أنه يحقق الدعاء لا محالا وانه الذي يملك الكون كله ويتصرف في الكون كله وهو الحي الذي لا يموت وهو القاهر الذي لا يغلب وهو الذي دعوة الداعي وهو الذي بيده ملكوت السماء والأرض إذا أدعو غيره لماذا

المقدم :

هؤلاء الأولياء والصالحين كلهم بشر وكلهم يدعون الله سبحانه وتعالى

الشيخ فالح :

هؤلاء الأولياء هم فقراء إلى الله سبحانه وتعالى فكيف إذا كان هذا الولي ميت فإذاَ ألجئ إلى الله سبحانه وتعالى إذاً لا بد أهم شرط ليجاب الدعاء أن يعتقد الداعي أنه لا يجيب الدعاء إلا الله سبحانه وتعالى وأنه قادر على تحقيق هذا الدعاء الأمر الثاني الشرط الثاني الإخلاص إخلاص القلب لله سبحانه وتعالى كونك اليوم تدعو الله وأنت في زاوية ثم تخرج لتمارس أعمال غير خالصة لله سبحانه وتعالى تصلي لغير الله تصوم لغير الله تنفق رياء وسمعة تبذل ما عندك من أجل كلمة تقال عنك من هنا أو هنا وتعمل أعمال مثل هذا هذا لا يجيب الدعاء الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالص له جل وعلا كما قال وما أمرؤا إلا ليعبدوا الله مخلصين لهه الدين فأدعوه مخلصين له الدين فاعبد الله مخلص له الدين إذا لا بد من الإخلاص وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات والدعاء من الأخص أنواع عبودية الله سبحانه وتعالى فلا بد فيه من الإخلاص الأمر الثالث أو الشرط الثالث حضور القلب أنت تشتغل بعمل ثم تدعو الله القلب في وادي ولسانك في وادي وجوارحك في وادي الله سبحانه وتعالى يريدك أن تتوجه إليه جل وعلا بحضور القلب تصور ولله المثل الأعلى أن تطلب من فقير يطلب من غني أن يطيعه مالاً هل يكلمه وهو وجهه منصرف إلى غيره هل سيجيب ولله المثل الأعلى يريد أن تحضر قلبك بظل وخضوع وخشوع لله سبحانه وتعالى لكي يجيب دعائك

المقدم :

حتى يذكر يا شيخ أن هناك أثر عن عمر رضي الله عنه يقول أني لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء

الشيخ فالح :

نعم هذا كلام عمر رضي الله عنه لأن المقصود الدعاء المؤثر الذي فيه حضور القلب الأمر الرابع أن يكون المال الذي تتعامل فيه مال حلال أن تأخذه من مصارفه المصارف الحلال أن تصرفه في المصارف الحلال أن تتعامل بالحلال لأنه الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ثم قال في أخر الحديث وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا ربي يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام قال عليه الصلاة والسلام فان يستجاب له يعني كيف يستجاب مأكله ومشربه ولباسه وأعماله وأمواله حرام مع انه أتى بعوامل الاستجابة الذي الظل والخضوع أشعث أغبر ورفع يديه هذه كله من الموانع لكن هذا المال المحرم هو الذي كان هاجز منيع بينه وبين الإجابة لا بد أن يكون المال حراماَ وهذه رسالة نرسله للذين يتعاملون بالربا وأكل أموال الناس بالباطل والتدنيس والغش والخداع وبناء المال على الكذب والزور ونحو ذلك أو يتعاملون وبالقمار والميسر والمعاملات المحرمة تمنع إجابة الدعاء الشرط الأخير هنا أن يدعو بما شرع بما شرع الله سبحانه وتعالى لا يدعو بالمستحيل هل يمكن يدعو الإنسان لو دعا من اليوم إلى أن يموت يقول يا ربي يعني لا تموتني في هذه الدنيا مطلقا هذه حكم الله فيها وانتهى هذا دعاء مستحيل أو يدعوا بإثم ربي لا تدخل فلان الجنة هذا الدعاء بإثم أو يدعو بمحرم اللهم اقطع فلان وفلان من أواصلهم وافعل واترك هذا دعاء بحرم فكل هذا يعني فإذا تجيب الأدعية التي غير مشروعة فلا يدعو إلا بما شرع الله سبحانه وتعالى هذا من حيث الشروط الواجبة هناك آداب معينة هناك قوة تتعين على إجابة الدعاء مثل الثناء على الله في بداية الدعاء الحمد الله إلى كذا يعني سبحانه وتعالى الثناء على الله سبحانه وتعالى بما هو أهله صلى الله عليه وسلم الاعتراف بالذنب يعترف الإنسان بذنبه وبتقصيره ويقر به كل ما أزهر الافتقار والظل لله سبحانه وتعالى حين إذا كان عامل ومن عوامل الدعاء كذلك الإلحاح في الدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ثلاث والله جل وعلا يحب الملحين في الدعاء يعني المكررين يعني ربي أغفر لي ربي أغفر لي ربي أغفر لي لأجل أن يصل استقبال القبلة بأن يدعوه وهو مستقبل القبلة لن القبلة ارتضاها الله سبحانه وتعالى أن تكون هي الاتجاه للصلاة فلذلك في الدعاء

المقدم :

شيخ في قضية تكرار الدعاء أخبرني بعض الأخوة يقول أن هناك من أن صاحبه يستحي يكرر الدعاء يقول كل شوي الله عطني

الشيخ فالح :

هذا من تسويل الشيطان لا شك أنه الله لا يقاس بخلقه الخلق نعم يتذمر من كثرة السؤال لكن الله يحب كثرة السؤال كذلك رفع الأيدي الدعاء كما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله نعم حي كريم يستحي أن يرد يد عبده يردها صفرا وفي رواية صفر خائبتين فرفع اليدين يمثل الطلب كذلك تحري الأوقات والأماكن التي تكون مظنة الإجابة أو الأحوال كما سيأتي بيانها

المقدم :

أحسن الله إليك هذا الدعاء وقد بينت بأنه عبادة عظيمة لله سبحانه وتعالى كيفية ما يكون الدعاء كيف يكون هذا

الشيخ فالح :

هذا الدعاء عبودية لله جل وعلا هذه العبودية التي تشمل أمور الحياة كلها من أخصّها هذا الدعاء لماذا أولاً الله سبحانه وتعالى سماه عبودية كما في الآية التي سبقت وقال ربكم وادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي وسما الدعاء عبادة لأنه من أخص مقتضيات العبادة الأمر الثاني سماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبادة كما روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة وأيضاً هو عبودية لأنه فيه سؤال افتقار إلى الله سبحانه وتعالى فيه ذل من السائل للمسؤول وهو الله سبحانه وتعالى فهذه هي مقتضى العبودية مقتضى العبودية فيها نوع من الذل والخضوع للمسؤول وهو خضوع لله جل وعلا الذي لا يستحق الخضوع غيره سبحانه وتعالى فإذاً بهذا الدعاء كما نرجو تحقق المطلوب والسؤال كذلك أيضاً فيه عبادة يؤجر عليها الإنسان يعني ليس الدعاء مجرد أنك تطلب لا الدعاء فيه أجر إضافي هذا الأجر الإضافي لأنك تقضي هذا الوقت وهذا الزمن وهذا الكلام هو فيه عبودية لله سبحانه وتعالى تؤجر عليها بالإضافة إلى تحقق المطلوب