[جنوبي نت]

المخلوق كلما خفته استوحشت منه وهربت منه والله
سبحانه وتعالى كلما خفته أنست به وفررت إليه ,
والمخلوق يُخاف ظلمه وعدوانه , والرب سبحانه
يخاف عدله وقسطه , وكذلك المحبة فإن محبة
المخلوق إذا لم تكن لله فهي عذاب للمحب ووبال
عليه وما يحصل له بها من تألم أعظم مما يحصل
عليه من اللذة وكلما كانت أبعد عن الله كلما كان
أمها وعذابها أعظم
هذا إلى ما في محبته من الإعراض عنك والتجني
عليك وعدم الوفاء لك إما لمزاحمة غيرك من المحبين
له وإما لكراهته معاداته لك وإما لاشتغاله عنك
بمصالحه وما هو أحب إليه منك وإما لغير ذلك من
الآفات .
وأما محبة الله فشأنها غير هذا الشأن فإنه لا شيء أحب
إلى القلوب من خالقها وفاطرها فهو إلهها ومعبودها ومولاها ولها ومدبرها ورازقها ومحييها ومميتها
فمحبته نعيم النفوس وحياة الأرواح وسرور النفوس وسرور القلوب ونور العقول وقرة العيون
وليس عند القلوب السليمة والأرواح الطيبة والعقول الزكية أحلى ولا أطيب ولا ألذ ولا أسر من محبته والأنس به والشوق إلى لقائه
والحلاوة التي يجدها المؤمن في قلبه بذلك فوق كل حلاوة والنعي الذي يحصل له بذلك أتم من كل نعيم واللذة التي تناله أعلى من كل لذة