الأخ العزيز أبو مروان..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
كان أبي دائماً يقول لي ((الجاهل من لا يتعلم من أخطائه، و العاقل من يتعلم من أخطائه، و الحكيم من يتعلم من أخطاء غيره)).
و كُلّ ابن آدم خطّاء و خير الخطّائين التوابون. صدق رسول الرحمة الكريم.
أدعو الله أن يجعل من أعضاء الخيمة حكماء في أن يتعلموا من أخطاء غيرهم. و أوشك أن أقول أنك أكثر من تعلم من هذه التجربة ككل.
كلّنا ننادي بحرية الرأي و حرية التعبير..و نستشيط غضباً إذا ما قرأنا ما يخالف رأينا. كلّنا ندّعي الحرية و في دواخلنا بقيا من دكتاتور. فإذا تسلّمنا سلطةً لا نهدأ حتى نمارسها، حتى و إن لم نشعر بحاجة حقيقية لممارستها. لم أرَ حتى هذه اللحظة من لا يستبد برأيه و يرى أنه هو ، و هو فقط ، الصحيح وما عداه خطأ و أولهم أنا يا أخي. فكلّنا لسانُ حالنا يقول بما قاله أبو نؤاس ((إنما العاجزُ من لا يستبدْ)).
أخي أبو مروان..
إتفقنا في أمورٍ و اختلفنا في أخرى..و لمْ يُقنِع أحدنا الآخر بغير ما يراه. و في آخر الأمر، أنا و أنت نقول ((لا إله إلا الله -- محمد رسول الله)). و أنا أجد هذا كافياً أن نحب بعضنا في الله. و أن ننسى -لا أن نتناسى- كلّ ما عدا ذلك.
أخوتي جميعاً..
إن الحياة أقصر من أن نضيعها في الكره و الحقد، و في حياتنا أمورٌ أهم لطالما ننشغل عنها بالصراع لإثبات رأينا.
و الله و الله و الله..
إن الإسلام بيّنٌ في كلمتين نسمعهما كل يومٍ بصورةٍ آلية فلا نعيرها انتباهاً..
الله أكبر..
لو وعينا معناها لما انشغلنا عن الله ولا حتّى بالتنفس..
بارك الله في سعيك أخي و غيرتك على الإسلام.
و أتمنى من الله أن كتابتك هذا الموضوع لا تعني رحيلك عنّا.
أخوك في الله
محمد العاني
__________________
أنا عندي من الأسى جبلُ
يتمشى معي و ينتقلُ
أنا عندي و إن خبا أملُ
جذوةٌ في الفؤاد تشتعلُ
|