[ابن حوران]

قد يكون محظوظا من لا شقيق له

من لا شقيق له ، يسمى وحيد أمه و أبيه ، و يكثر دلاله ، و يحصل ما يطلب من الآخرين بيسر ، و يحظى برعاية والديه كثيرا ، ويختاروا له خير الملابس ، ويشترون له أفضل الألعاب وتناغيه أمه ب ( جابتك واقطعت ) أي اعترافا بندرته وأهميته ..

وبعكسه من كان له أشقاء كثر ، فإنهم يزدردون طعامهم بسرعة البرق ، دون مضغ ليلحقوا بعض اللقم الأخرى ، نتيجة كثرة الأيدي الممدودة على الماعون ، وان غاب أحدهم لا يفتقدونه ، حتى لو تحلل و أصبح نفطا .. فهم كثيرون .

والكثرة على فكرة ، لا تعني في كثير من الأحيان القوة ولا الأهمية ، فتكثر بالسهول نباتات لا تقربها الحيوانات ولا الانسان ، ويتم البحث عن النادر للتمتع بطعمه ، أو لاستخدامه كعلاج .

كنا نسمع قبل سنوات ، مصطلحا أطلقه زعيم الإمبريالية العالمية (بوش) بمحور الشر .. وكان يقصد به عدة دول ، من بينها العراق ، الذي له من الأشقاء ما تعجز الأيدي عن حصر عددهم . و منها دول لا شقيق لها أو لها شقيق واحد ..

ولكن غدر اللئيمين ، لم يطل الا العراق ذا الأشقاء الكثر ، أما كوريا الشمالية ، ذات الشقيق الواحد ، وإيران التي لا شقيق لها ، فإنهما كانا أكثر حظا ، فمن يدري فرب أخا لك لم تلده أمك ، أو أن من يتزعم الكلام باسم الأشقاء العرب ، لم يكن شقيقا حقا ، بل كان أخا بالسفاح أو نتيجة عمل سيء !!