[ابن حوران]

بالذراع القوي نصون هيبتنا لا بالاحتجاج

«بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه»

هكذا كان يرد أجدادنا عندما يغضبوا ، لا أن يمتنعوا عن أكل جبنة الثلاث بقرات .. أو زبد اللورباك .. و أظن أن لغة المقاطعة ، وان كان يعول عليها ، من دأب على اعتماد آخر احتمال بالحديث الشريف ( وذلك أضعف الإيمان ) ، لن تقود الا الى مزيد من السخرية بكياننا و رموزنا ، و ديننا ..

لا أدري ما هي فائدة المال ، اذا كان سيئول الى حفظه عند أعدائنا ، وما فائدة القصور اذا لم يكن عليها شبك حماية ، وما فائدة الحماية اذا كان من يحمينا هم أعداؤنا .. ان كل هذا التدرج بالمنطق المقلوب هو ما أوصلنا لما نحن فيه .

ليس الهيبة بالمال والقصور والتصريحات ، بل الهيبة بامتلاك وسائل الهيبة فصراخ الضعيف من لا يملك سلاحا سيعلم خصمه ، ان هذا الصراخ لا يزيد عن بقبقة كماء ( الأرجيلة ) .. فان هدأ اللعب قليلا ، فانه سيعاود التطاول مرة أخرى ..

لا زلت أذكر الدعاية التي كانت تبثها قناة ( الآي تي في) البريطانية في شتاء عام 1980 .. التي كانت تظهر كلبا يلبس يشمغ أحمر ، ويغني مصطفى يا مصطفى .. ويشرب بيرة نوع ( كارل سبيرغ ) .. وكيف ان تلك الدعاية كانت تبث طيلة أسابيع على مرأى و مسمع كل البعثات الديبلوماسية العربية والجاليات الاسلامية التي يزيد عددها عن أربعة مرات عن الجالية اليهودية ..

إنها قوة التأثير ، وعدمها هي التي تجعل هؤلاء يتطاولون علينا باستمرار ، لنبحث عن السبب ونعالج ذلك ونتوقف عن النويح ..