من الواضح أن الخطابات الأخيرة لزعماء القاعدة تعكس مدى إدراكهم لشعبيتهم المتهالكة التي بدأت تضمحل وتختفي في العالم الإسلامي و لذا نراهم كثيرا ما يصدرون الخطابات الرنانة بأنهم يدحرون الجيوش الأمريكية في المعارك بينما الجيوش الأمريكية تسرح و تمرح كما تشاء في أفغانستان بينما يستمر زعماء القاعدة بالهرب المتواصل من ساحات القتال و المواجهة و يكتفون بالاختباء و إصدار الفتاوى التكفيرية التي تحرض على الفتنة في كبرى الدول الإسلامية السعودية و باكستان و يدسون السم بالعسل فيجعلون الفتاوى تأخذ طابعا إسلاميا كي يخدعوا الناس و هي أبعد ما يكون عن الإسلام
و مع هذا تأتي الطامة الكبرى المضحكة كثيرا التي تعكس مدى حمق زعماء القاعدة حينما يستمرون في الادعاء و الكذب أنهم يقودون المقاومة العراقية الباسلة المنظمة التي يقودها زعماء الحرس الجمهوري و أتباعهم الذي اختفوا بلا أثر وفشلت الاستخبارات العسكرية الأمريكية في العثور على أثر لهم و يقودون المقاومة العراقية منذ سقوط بغداد و يلحقون الأذى بالأمريكيين و لا يكترثون للإعلام المرئي أو المسموع
و فجأة هب أسامة دعما لأمريكا و أرسل عميله الزرقاوي إلى العراق بعصابة تريد أن تفسد عمل المقاومة و تقوم بتفجير العراقيين و تصوير تلك العمليات على أشرطة فيديو استعراضية و بثها إلى كل العالم من أجل تشويه صورة المقاومة العراقية و تخريب سمعتها و نشر الفتنة و الترويج لمبدأ الحرب الأهلية العراقية و كي تساعد الحكومة الأمريكية في تصوير أن وجودها في العراق هو لمحاربة القاعدة و ليس مقاومة وطنية
و الآن يهب أسامة إلى إنقاذ شعبيته و شعبية صديقه الحميم بوش بعرض الهدنة حتى يقوم بوش برفضها و يرفع شعبيته بين الأمريكيين و ينقذ الاثنان شعبيتهما المتهالكة
سبحان الله من عمل الخوارج و عمل الأمريكان و كيف ينفع إحداهما الآخر
|