ماسة غمراوي
في كل عام و ما إن تقع الكارثة التي عودنا آل سعود بسوء تنظيمهم على وقوعها إلا و ترتفع الأصوات البوقية لآل سعود بأن المتسبب في ذلك هو جهل الحجاج.
فالحجاج الجهلة هم الذين تسببوا في هذه الأحداث المؤلمة التي تذهب بأرواح مئات منهم كل سنة.
الحجاج الجهلة هم الذين يفسدون ما وفّر آل سعود من الخدمات و التنظيمات و الإجراءات.
الحجاج الجهلة هم المسؤول أمام الله تعالى عن الأرواح التي تُزهق كل سنة في موسم الحج.
أما آل سعود فهم البراءة بعينها.
فمثلا هل يمكن أن نقول أن جهل الحجاج هو الذي أسقط فندق جدة الذي لا تتوفر فيه أدنى شروط الصلاحية ؟
و هل جهل الحجاج هو الذي حرم الأماكن المقدسة من الخدمات و ذهب بالأموال إلى قناة روتانا و قناة الأم بي سي؟
و هل جهل الحجاج هو الذي يجعل شرطة آل سعود تعطي بعض الحجيج أفضلية فتجعلهم يرمون الجمرات في إطار متميز تحيطه الحراسة و الهيلمانات الرسمية؟
و هل جهل الحجاج البسطاء الذين طارت بهم أشواقهم إلى تلك الأماكن من كل فج عميق هو الذي يسرف المال على شراء ترسانات الأسلحة لاستعماله ضد الشعب العراقي مثلا بدل من وضعه في خدمة الحجيج؟
و هل جهل الحجاج هو الذي حوّل الحج إلى صفقات في (شبكة المطوفين) و (شبكات بيع الهدي) و(شبكات لحوم منى المجمّدة)؟.
فهل يفهم المسلمون الآن لماذا الإصرار على تحرير الحرمين؟
هذا بعض الشر الذي لا بد أن يزول.