عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 04-02-2006, 07:17 PM
صقر النماص صقر النماص غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 252
إفتراضي

ولا تقف المفاسد من هذه المظاهرات عند هذا الحد، بل هي كثيرة نسرد بعضا منها: وهي على قسمين الأول: مفاسد ما قبل المظاهرات ومنها:

ـ ما يضيع من أموال وأوقات في سبيل إقامة المظاهرة، وجمع أكبر حشد لها وإهدار مقدرات الأمة فيما لا طائل تحته وتعطيل الوظائف والمصالح.

ـ نشر الهلع والخوف بين عامة الناس وإزعاج السلطات والآمنين، وإشغال رجال الأمن عما هو أهم من حراسة المنشآت وحماية ثغور المسلمين.

ـ تربص أهل الشر وفتح الباب لهم للإفساد من خلال تلك المظاهرات.

ـ إظهار ولاة الأمر بمظهر الخصم أمام تلك الحشود التي تجتمع للمظاهرة.

ـ إخراج النساء من خدورهن وبيوتهن إلى الشوارع في تلك المظاهرات التي يشارك فيها النساء، ولا تسلني عما يحدث لكثير منهن في مثل هذا الخروج من أمور لا تحمد عقباها.

ـ زهد الناس في الوسائل المشروعة وانصرافهم عنها إلى المحدثات فيتحقق قول ابن عباس ـ رضي الله عنه أنه ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة، وصدق رضي الله عنه. الثاني: مفاسد أثناء المظاهرات، ومنها:

ـ الاختلاط الحاصل بين النساء والرجال ولا يقال نحن نفصل بين النساء والرجال فأهل الشر أدرى بطرق تحصيل ما ينشدونه من السوء وسط هذه الجموع البشرية الكثيرة.

ـ الصورة التي يظهر بها هؤلاء المتظاهرون من زمجرة وغضب ورفع صوت وصياح وجلبة مما لا يشك أحد في مجانبته سمت المسلم الذي أمر به الشرع المطهر، بل رأينا من ضاهى القرود في صعوده على الأشجار وأعمدة الكهرباء وقيامه بخلع ملابسه، وإصداره صيحات يضحك منها العامي ويحمد العاقل ربه أنه لم يبتله بما ابتلى به هذا. ـ المصادمات التي تقع بين المتظاهرين وبين رجال الأمن، فيقع الشر بين المسلمين ويزيد المنكر ومازالت وسائل الإعلام تنقل ما يندى له الجبين من هذه المصادمات الدامية، على أثر مظاهرات قيل عنها في بادئ الأمر إنها سلمية.

ـ ما أكثر المظاهرات التي خرج فيها المسلم والنصراني والرافضي متماسكين يعضد بعضهم بعضا، يصرخون بصوت واحد، فإن كان هذا ليس مما يخدش مظاهر الولاء والبراء عند المسلم، فأي شيء يسمى هذا التعاضد والتكاتف؟ ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" أخرجه مسلم.

ـ إساءة الظن بولاة أمور المسلمين، وإيغار الصدور عليهم حينما يأخذون على أيدي المخربين والمفسدين، بل إن مجرد رؤية المتظاهرين رجال الأمن كفيل بإصدار الشتائم والسباب من كثير من هؤلاء المتظاهرين.

ـ التحرشات بالنساء والمردان من أناس فسقة يستغلون مثل هذه التجمعات لإشباع رغباتهم البهيمية.

ـ قيام أهل الثورات والشغب بإفساد المنشآت وتحطيم السيارات والسرقة وغيرها من الإفساد المصاحب للمظاهرة.

ـ عندما تستعر حمى الغضب في صدور المتظاهرين فلا تسل عن كثرة من يدفع أو يوطأ بالأقدام بل وقد يقتله المتظاهرون تحت أقدامهم خلال المظاهرة. وعن ابن عمر ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما" أخرجه البخاري، وعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم" أخرجه النسائي والترمذي.

ـ حمل المتظاهرين الصور المحرمة كصور القتلى وصور الأعداء المشبوهة، وهذا مخالف لما جاء عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول "إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون" متفق عليه. وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية، قالت: قلت: يا رسول الله أتوب إلى الله ورسوله ماذا أذنبت؟ قال: ما بال هذه النمرقة؟ قالت اشتريتها لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم، وقال إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة" متفق عليه. قلت: فهؤلاء المتظاهرون الذين يحملون هذه الصور إذا لم تصحبهم الملائكة فجدير أن تصبحهم الشياطين والعياذ بالله.
ـ سعادة الكفار وأهل البدع برؤية بلاد المسلمين وقد هاجت فيها الفتنة وماجت وفرحهم بما يقع بين المسلمين من الشرور المترتبة على المظاهرات. إذا تقرر ما تقدم يظهر لنا عدم مشروعية المظاهرات، وما تقدم من الكلام إنما هو مناقشة لأولئك الذين يجبزونها أما تقرير عدم جوازها فظاهر من خلال أمور: الأول: عموم الآيات والأحاديث في النهي عن البدع والمحدثات في الدين، وتقدم طرف منها. الثاني: عموم الآيات والأحاديث في النهي عن التشبه بالكفار، لأن المظاهرات أصلا مأخوذة عنهم، وقد نهينا عن التشبه بهم.


الثالث: فتاوى كبار أهل العلم في تحريم المظاهرات، منها: فتوى سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى: قال رحمه الله "فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق، والأسلوب السيء العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شرا عظيما على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس، والأمير وشيخ القبيلة بهذه الطريقة، لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكث في مكة 13 سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة، ويمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب ولكن يحصل به ضده، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر بالدعوة ويضايقها، أو يقضي عليها، ولا حول ولا قوة إلا بالله" أ. هـ مجلة "البحوث الإسلامية" العدد 38 ص 210.


----------------
وسئل ـ رحمه الله ـ هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة؟ وهل من يموت فيها يعتبر شهيدا في سبيل الله؟ فأجاب ـ رحمه الله تعالى "لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكنها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق. ولكن الأسباب الشرعية المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير بالطرق السلمية، هكذا سلك أهل العلم وهكذا أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأتباعهم بإحسان، بالمكاتبة والمشافهة مع المخطئين ومع الأمير والسلطان، بالاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان" نقلا عن شريط بعنوان مقتطفات من أقوال العلماء.

فتوى فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ سئل ـ رحمه الله تعالى ـ هذا السؤال: هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة الشرعية؟

فقال ـ رحمه الله ـ "الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فإن المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفا في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا في عهد الخلفاء الراشدين ولا عهد الصحابة ـ رضي الله عنهم.

ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعا حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها. ويحصل فيه أيضا اختلاط الرجال بالنساء والشباب بالشيوخ وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظا كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا خير ما يعرض على المسلم، وإن كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف تجاملهم ظاهرا وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر.

وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فإن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أثنى على المهاجرين والأنصار وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان" انظر: "الجواب الأبهر" لفؤاد سراج ـ ص 75.

وسئل الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل الأمة الإسلامية؟ الجواب: ديننا ليس دين فوضى، ديننا دين انضباط، دين نظام ودين سكينة، المظاهرات ليست من أعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة لا فوضى فيه، ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام والحقوق يتوصل إليها دون هذه الطريقة بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية، هذه المظاهرات تحدث فتنا، وتحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال فلا تجوز هذه الأمور" أ. هـ "الإجابات المهمة في المشاكل الملمة" محمد الحصين ص 100.

هذا والله أسأل أن يهدي ضال المسلمين وأن يحمي بلادنا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وأن يحفظ علماءنا وولاة أمرنا من كل سوء ومكروه.






صقر
[/color][/b][/u][/color]
__________________
ـــــــــــــ
راية التوحيد خفاقه حماك الله يا وطني شر الخفافيش والمرتزقه