عرض مشاركة مفردة
  #55  
قديم 07-02-2006, 04:36 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

كيف تستطيع المدرسة أداء مهامها:

لكي تستطيع المدرسة أداء مهامها التربوية على الوجه الأكمل يتطلب منها أن تراعي الأمور والمسائل الهامة التالية :

1 ـ ينبغي للمدرسة أن تكون المكان الذي يعيش فيه الأطفال عيشة حقيقية ، ويكتسبون الخبرة الحياتية التي يجدون فيها ابتهاجاً ومعنى ، وعليها أن تحول مركز الجاذبية فيها من المعلم والكتاب إلى الطفل وميوله وغرائزه وفعالياته بصورة مباشرة ، فمهما يقال عن كل ما يدرسه الطفل من علوم وغيرها، فإن العملية التربوية الحقيقة لا يمكن أن تعطي ثمارها إذا لم يمارس التلميذ حياته فيها .

2 ـ ضرورة عدم تجاهل المدرسة لوضع الأطفال الفطري وميولهم ، وأن تعمل على إشباع غرائزهم وصقلها بروح من المحبة والعطف و الحنان لكي يحس الأطفال أنهم يعيشون الحياة حقاً داخل المدرسة ، وأن أي أسلوب آخر في التعامل معهم ، وخاصة أسلوب العقاب البدني ،لا يؤدى إلا إلى عكس النتائج المرجوة .

3 ـ ينبغي للمدرسة أن تسعى لأن يأتي الأطفال إليها بأجسامهم وعقولهم ، ويغادرونها بعقل أغنى وأنضج ، وجسم أصح ، وهذا لا يتم بالطبع إلا إذا وجدوا في المدرسة ما يشبع ميولهم ورغباتهم ، وتتاح لهم الفرصة لممارسة ما تعلموه من خبرات خارج المدرسة .

4 ـ ينبغي للمدرسة أن تحول غرفة الصف إلى ورشة يستطيع الأطفال من خلالها إشباع حاجاتهم وميولهم وتجعلهم جزء من المجتمع ، ويتعلمون العيش المباشر ، وتجهزهم بدافع حقيقي ، وتعطيهم خبرة مباشرة ، وتهيئ لهم الاتصال بالأمور الواقعية .

كما ينبغي تنظيم جلوس الأطفال داخل الصف بالشكل الذي يشعرهم أنهم يمارسون عملاً مشتركاً ، ولا تقيدهم بالجلوس على الرحلات أو المقاعد الضيقة والمنعزلة التي تجعل الطفل يشعر بالملل والسأم ، وينتظر بفارغ الصبر نهاية الدرس والتحرر من مقعده اللعين .

5 ـ ينبغي إشراك أولياء أمور التلاميذ في إعداد الخطط التربوية ، والاستعانة المستمرة بهم في معالجة وحل كل المشاكل التي تجابه أبنائهم ، وأن تكون المدرسة على اتصال دائم بهم سواء عن طريق اللقاءات الشخصية ، أو الاتصال الهاتفي أو عن طريق الرسائل ، ذلك لآن الآباء والأمهات على معرفة كبيرة بكل ما يتعلق بسلوك أبنائهم ، ويتمتعون بالخبرة في التعامل معهم .وفي الوقت

نفسه تستطيع المدرسة أن تقدم لذوي التلاميذ ، آباء وأمهات ، الكثير من الخبر والتجارب التي تعينهم على التعامل مع أبنائهم بشكل تربوي صحيح .

6 ـ إن بناية المدرسة ذات تأثير بالغ على العملية التربوية والتعليمية ،وعلى نفسية التلاميذ فالمدرسة بحاجة إلى صفوف دراسية واسعة ، وذات تهوية جيدة وشبابيك واسعة تسمح بوصول الضوء بحرية ، بالإضافة إلى الإنارة الكافية ، وأن تكون مجهزة بكل ما يلزم من الأجهزة والأدوات الضرورية للعملية التربوية والتعليمية ، كما أنها بحاجة إلى الساحات المناسبة للنشاطات الرياضية المختلفة ، وقاعات للنشاطات الرياضية ،والنشاطات اللاصفية من تمثيل وخطابة ورسم وحفلات وغيرها من النشاطات الأخرى ، وكذلك الورش اللازمة لممارسة المهن التي يتدرب عليها التلاميذ ، وينبغي أن تتخلل المباني المدرسية الحدائق الكافية كي تبعث نوعاً من البهجة والسرور في نفوس التلاميذ ، ومن الضروري إشراكهم في زراعتها والعناية بها ،وإتاحة الفرصة لهم بدراسة النباتات وأنواعها وتصنيفها ، وسبل وقايتها من الأمراض التي قد تصيبها مما يحول هذا الجهد إلى دراسة حقيقية لعلم النبات نظرياً وعملياً ، مما يرسخ الدرس في عقول التلاميذ .

وأخيراً ينبغي الاهتمام بتنظيم المقاعد والمناضد الدراسية بالشكل الذي يجعل العمل داخل الصف جماعياً فلا يشعر التلاميذ بالملل ، ويتحول الصف إلى ورشة عمل ينهمك فيه التلاميذ بكل جد ونشاط وفي جوٍ يسوده التعاون فيما بينهم ، وبإشراف معلمهم وتوجيهاته .

تعاون البيت والمدرسة :

ذكرنا فيما سبق أن البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل ، التي يتعلم فيها الكثير من الخبرات التي تساعده على التكيف مع المجتمع الأكبر ، ويلعب الآباء والأمهات دوراً كبيراً وأساسياً في تربية وتنشئة أبنائهم خلال السنوات الست الأولى من أعمارهم حيث ينتقل الأبناء إلى المدرسة التي تعتبر المرحلة الوسطى في حياتهم ، والتي هي صورة مصغرة للمجتمع الكبير الخالي من الشوائب ، حيث يكتسب الأبناء خلال مكوثهم في المدرسة الخبرات الحياتية التي تؤهلهم لممارسة عملهم في المجتمع الكبير على الوجه الأكمل .

ومن هذا المنطلق نستطيع أن نؤكد أن الدور الذي قام ويقوم به البيت تجاه الأبناء لا يمكن فصله عن دور المدرسة بهذا الخصوص ، فكلاهما يكمل بعضه بعضاً .

ويستطيع الآباء والأمهات تقديم مساعدة قيمة للمدرسة في عملها التربوي بما يملكونه من الخبرات والتجارب التي اكتسبوها بتربية أبنائهم ، كما يمكنهم الحصول على المزيد من الخبرات من المدرسة ، وخاصة من المعلمين المتخصصين في معالجة المشاكل السلوكية للأطفال والمراهقين .وبناء على ذلك فعلى المدرسة أن تهتم بالتواصل المستمر مع أولياء أمور التلاميذ سواء كان ذلك عن طريق مجالس الآباء أو الأمهات والمعلمين الدورية ،والمنتظمة ، وكذلك الاتصالات الشخصية المستمرة ، والاتصالات الهاتفية ، وإرسال الرسائل لكي يكون الآباء والأمهات على صله وثيقة بأحوال أبنائهم في المدرسة من الناحيتين السلوكية والدراسية ولكي يعملوا مع إدارة ومعلمي المدرسة، يداً بيد ، على تذليل كل المصاعب التي تجابههم .

ولقد سبق و تحدثنا عن الأسرة وأنواعها ،وظروف كل منها ، والأساليب التربوية التي تتعامل بها مع أبنائها بشيء من التفصيل في مقدمة الفصل ، وهو ما يمكن أن يقدم للمدرسة معلومات هامة وضرورية تساعدها على تفهم أحوال التلاميذ في البيت ، وما يعانونه من مشاكل ومصاعب ، وتأثيراتها على سلوك الأبناء ، والوسائل الكفيلة بمعالجة السلوك المنحرف لديهم، فلا يكفي للمعلم أن يتعرف على أحوال تلاميذه في المدرسة فقط ، وإنما ينبغي التعرف على الظروف التي يعيشها التلميذ في البيت لكي يكوّن له صورة واضحة عن المشاكل التي يعاني منها داخل أسرته مما يسهّل عليه فهم الأسباب المؤدية للسلوك المنحرف لدى العديد من التلاميذ ، وبالتالي إمكانية مجابهة تلك الانحرافات والتغلب عليها بأقل ما يمكن من الجهود والتضحيات .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس