الموضوع: دلالات الأسماء
عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 15-02-2006, 02:05 AM
نهر الحكمة نهر الحكمة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 303
إفتراضي


أخي ابن حــوران ..
مسألة إنتماء كل منّا إلى ( نحنوات ) معينة .. ليست مسألة مطلقة ، وإنّما نسبية .. ولايمكن لأي ( نحـنُ ) ، مهما كبُرت أو صغُرت ، أن تلغي خصوصية الفرد أو إنتماءه أو توجهاته الفكرية ..
ولاتستطيع أي ( نحـنُ ) ، طائفية كانت أم قومية أم عشائرية ، بل وحتى ضمن أفراد الأسرة الواحدة ، أن تجعل من أفرادها ، يتبنون نفس الرؤى والمواقف والأهداف ، أو أن يكون لهم نفس الميول والسلوك والمشاعر وردود الأفعـال .

ومن هنا أرى أن الحديث عن ( الخطوط المتوازية ) ، و ( النحنوات العليا ) .. هو حديث غير واقعي ، وغير مفيد أيضاً ، ويقودنا كـ ( مثقفين ) إلى طريق مسـدود .. ينعدم فيه الحوار مع الآخر ، وهذا من وجهة نظري ، خطأٌ فادح ، يرتكبهُ المثقف اليوم ..
ينبغي أن نؤمن جميعا ، بأن الحوار هو معنى أنسانية الأنسان فينا .. عندما يعيش الأنسان فينا عمق أنسانيته ، ويلتقي بإنسانية الآخر .. ليثري نفسه ، ويغنيها بقدر ما يثري الآخر ويغنيه ..
وعند ذلك لا يكون الخلاف في الفكر مشكلة للأنسان ، بل قد يكون حلا لجمود المشكلة في داخل نفسه .
على هذا الأساس .. لماذا لا نقبل بالفكرة الحضارية التي تعطي لكل إنسان حق التفكير بطريقة مختلفة ؟؟؟
لماذا أفرض عليك .. أن تفكر بطريقتي ، أو أن تكون على صورتي ؟ .. أو تفرض علي أن أكون على الصورة التي تريدها أو تحبها ؟
إنك إنسان مثلي ، انطلقت في فكرك من خلال خصوصياتك ، ومن خلال تأملاتك ، ومن خلال قناعاتك ... واذا كانت لك هذه الخصوصيات .. فلماذا تريد أن تحرمني خصوصياتي وتأملاتي وقناعاتي ؟
قد لا ترضى عما أفكر أو أعتقد .. لأنك تتصور أن الحقيقة في جانبك ..
وقد لا أرضى أيضا عما تفكر للسبب نفسه .. ولكن هذا ليس معناه أن تلغيني أو ألغيك ..!!
إنك لا تملك أن تفرض علي موت فكري وروحي وارادتي .. كما لا أملك أن أفرض عليك ذلك ..

الحوار الهاديء والموضوعــي وحده هو الذي يحل المشكلة ...
وعلى هذا لا يمكن أن تكون حالة الرضى عما تفكر أو عدمه ، مسألة عدوانية .. وإنما تكون مسألة واقعية عملية ..
وهذا يتطلب منك أن تنطلق لتطرح فكرك بكل عناصره .. ولتعرف كيف تهندس الطريق الى عقلي .. وأعرف أنا أيضا كيف أهندس الطريق الى عقلك ..!!
وإذا كنا نعتبر أن اختلاف الفكر يمثل عداوة الفكر للفكر .. فلماذا نجعل عداوة الفكر .. عداوة للأنسان الذي يحمله ؟؟
أنا وأنت نحتضن اليوم فكرا .. وقد نحتضن غدا فكرا جديدا .. إذا ما انفتحت الآفاق أمامنا أكثر ..
واذا ما تلمسنا خطواتنا حثيثة في البحث عن الحقيقة ... الحقيقة التي لا يمكن لأحد أن يحتكرها لنفسه ....

ولي عودة مرة أخرى..

تحياتي ومحبتي


نهر الحكمة