الموضوع: نونية القحطانى
عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 15-02-2006, 09:35 AM
عاشق القمر عاشق القمر غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,761
إفتراضي يتبع00000

كن طول دهرك ماكنا متواضعا
فهما لكل فضيلة بابان

واخلع رداء الكبر عنك فإنه
لا يستقل بحمله الكتفان

كن فاعلا للخير قوالا له
فالقول مثل الفعل مقترنان

من غوث ملهوف وشبعة جائع
ودثار عريان وفدية عان

فإذا عملت الخير لا تمنن به
لا خير في متمدح منان

أشكر على النعماء واصبر للبلا
فكلاهما خلقان ممدوحان

لا تشكون بعلة أو قلة
فهما لعرض المرء فاضحتان

صن حر وجهك بالقناعة إنما
صون الوجوه مروءة الفتيان

بالله ثق وله أنب وبه استعن
فإذا فعلت فأنت خير معان

وإذا عصيت فتب لربك مسرعا
حذر الممات ولا تقل لم يان

وإذا ابتليت بعسرة فاصبر لها
فالعسر فرد بعده يسران

لا تحش بطنك بالطعام تسمنا
فجسوم أهل العلم غير سمان

لا تتبع شهوات نفسك مسرفا
فالله يبغض عابدا شهواني

اقلل طعامك ما استطعت فإنه
نفع الجسوم وصحة الأبدان

واملك هواك بضبط بطنك إنه
شر الرجال العاجز البطنان

ومن استذل لفرجه ولبطنه
فهما له مع ذا الهوى بطنان

حصن التداوي المجاعة والظما
وهما لفك نفوسنا قيدان

أظمئ نهارك ترو في دار العلا
يوما يطول تلهف العطشان

حسن الغذاء ينوب عن شرب الدوا
سيما مع التقليل والإدمان

إياك والغضب الشديد على الدوا
فلربما أفضى إلى الخذلان

دبر دواءك قبل شربك وليكن
متألف الأجزاء والأوزان

وتداو بالعسل المصفى واحتجم
فهما لدائك كله برءان

لا تدخل الحمام شبعان الحشا
لا خير في الحمام للشبعان

والنوم فوق السطح من تحت السما
يفني ويذهب نضرة الأبدان

لا تفن عمرك في الجماع فإنه
يكسو الوجوه بحلة اليرقان

أحذرك من نفس العجوز وبضعها
فهما لجسم ضجيعها سقمان

عانق من النسوان كل فتية
أنفاسها كروائح الريحان

لا خير في صور المعازف كلها
والرقص والإيقاع في القضبان

إن التقي لربه متنزه
عن صوت أوتار وسمع أغان

وتلاوة القرآن من أهل التقى
سيما بحسن شجا وحسن بيان

أشهى وأوفى للنفوس حلاوة
من صوت مزمار ونقر مثان

وحنينه في الليل أطيب مسمع
من نغمة النايات والعيدان

أعرض عن الدنيا الدنية زاهدا
فالزهد عند أولي النهى زهدان

زهد عن الدنيا وزهد في الثنا
طوبى لمن أمسى له الزهدان

لا تنتهب مال اليتامى ظالما
ودع الربا فكلاهما فسقان

واحفظ لجارك حقه وذمامه
ولكل جار مسلم حقان

واضحك لضيفك حين ينزل رحله
إن الكريم يسر بالضيفان

واصل ذوي الأرحام منك وإن جفوا
فوصالهم خير من الهجران

واصدق ولا تحلف بربك كاذبا
وتحر في كفارة الإيمان

وتوق أيمان الغموس فإنها
تدع الديار بلاقع الحيطان

حد النكاح من الحرائر أربع
فاطلب ذوات الدين والإحصان

لا تنكحن محدة في عدة
فنكاحها وزناؤها شبهان

عدد النساء لها فرائض أربع
لكن يضم جميعها أصلان

تطليق زوج داخل أو موته
قبل الدخول وبعده سيان

وحدودهن على ثلاثة أقرؤ
أو أشهر وكلاهما جسران

وكذاك عدة من توفي زوجها
سبعون يوما بعدها شهران

عدد الحوامل من طلاق أو فنا
وضع الأجنة صارخا أو فاني

وكذاك حكم السقط في إسقاطه
حكم التمام كلاهما وضعان

من لم تحض أو من تقلص حيضها
قد صح في كلتيهما العددان

كلتاهما تبقى ثلاثة أشهر
حكماهما في النص مستويان

عدد الجوار من الطلاق بحيضة
ومن الوفاة الخمس والشهران

فبطلقتين تبين من زوج لها
لا رد إلا بعد زوج ثاني

وكذا الحرائر فالثلاث تبينها
فيحل تلك وهذه زوجان

فلتنكحا زوجيهما عن غبطة
ورضا بلا دلس ولا عصيان

حتى إذا امتزج النكاح بدلسة
فهما مع الزوجين زانيتان

إياك والتيس المحلل إنه
والمستحل لردها تيسان

لعن النبي محللا ومحللا
فكلاهما في الشرع ملعونان

لا تضربن أمة ولا عبدا جنى
فكلاهما بيديك مأسوران

اعرض عن النسوان جهدك وانتدب
لعناق خيرات هناك حسان

في جنة طابت وطاب نعيمها
من كل فاكهة بها زوجان

أنهارها تجري لهم من تحتهم
محفوفة بالنخل والرمان

غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد
وقصورها من خالص العقيان

قصرت بها للمتقين كواعبا
شبهن بالياقوت والمرجان

بيض الوجوه شعورهن حوالك
حمر الخدود عواتق الأجفان

فلج الثغور إذا ابتسمن ضواحكا
هيف الخصور نواعم الأبدان

خضر الثياب ثديهن نواهد
صفر الحلي عواطر الأردان

طوبى لقوم هن أزواج لهم
في دار عدن في محل أمان

يسقون من خمر لذيذ شربها
بأنامل الخدام والولدان

لو تنظر الحوراء عند وليها
وهما فويق الفرش متكئان

يتنازعان الكأس في أيديهما
وهما بلذة شربها فرحان

ولربما تسقيه كأسا ثانيا
وكلاهما برضابها حلوان

يتحدثان على الأرائك خلوة
وهما بثوب الوصل مشتملان

أكرم بجنات النعيم وأهلها
إخوان صدق أيما إخوان

جيران رب العالمين وحزبه
أكرم بهم في صفوة الجيران

هم يسمعون كلامه ويرونه
والمقلتان إليه ناظرتان

وعليهم فيهما ملابس سندس
وعلى المفارق أحسن التيجان

تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد
أو فضة من خالص العقيان

وخواتم من عسجد وأساور
من فضة كسيت بها الزندان

وطعامهم من لحم طير ناعم
كالبخت يطعم سائر الألوان

وصحافهم ذهب ودر فائق
سبعون الفا فوق ألف خوان

إن كنت مشتاقا لها كلفا بها
شوق الغريب لرؤية الأوطان

كن محسنا فيما استطعت فربما
تجزى عن الإحسان بالإحسان

واعمل لجنات النعيم وطيبها
فنعيمها يبقى وليس بفان

آدم الصيام مع القيام تعبدا
فكلاهما عملان مقبولان

قم في الدجى واتل الكتاب ولا
تنمإلا كنومة حائر ولهان

فلربما تأتي المنية بغتة
فتساق من فرش إلى الأكفان

يا حبذا عينان في غسق الدجى
من خشية الرحمن باكيتان

لا تقذفن المحصنات ولا تقل
ما ليس تعلمه من البهتان

لا تدخلن بيوت قوم حضر
إلا بنحنحة أو استئذان

لا تجزعن إذا دهتك مصيبة
إن الصبور ثوابه ضعفان

فإذا ابتليت بنكبة فاصبر لها
الله حسبي وحده وكفاني

وعليك بالفقه المبين شرعنا
وفرائض الميراث والقرآن

علم الحساب وعلم شرع محمد
علمان مطلوبان متبعان

لولا الفرائض ضاع ميراث الورى
وجرى خصام الولد والشيبان

لولا الحساب وضربه وكسوره
لم ينقسم سهم ولا سهمان

لا تلتمس علم الكلام فإنه
يدعو إلى التعطيل والهيمان

لا يصحب البدعي إلا مثله
تحت الدخان تأجج النيران

علم الكلام وعلم شرع محمد
يتغايران وليس يشتبهان

اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى
جحدوا الشرائع غرة وأمان

حملوا الأمور على قياس عقولهم
فتبلدوا كتبلد الحيران

مرجيهم يزري على قدريهم
والفرقتان لدي كافرتان

ويسب مختاريهم دوريهم
والقرمطي ملاعن الرفضان

ويعيب كراميهم وهبيهم
وكلاهما يروي عن ابن أبان

لحجاجهم شبه تخال ورونق
مثل السراب يلوح للظمآن

دع أشعريهم ومعتزليهم
يتناقرون تناقر الغربان

كل يقيس بعقله سبل الهدى
ويتيه تيه الواله الهيمان

فالله يجزيهم بما هم أهله
وله الثنا من قولهم براني

من قاس شرع محمد في عقله
قذفت به الأهواء في غدران

لا تفتكر في ذات ربك واعتبر
فيما به يتصرف الملوان

والله ربي ما تكيف ذاته
بخواطر الأوهام والأذهان

أمرر أحاديث الصفات كما أتت
من غير تأويل ولا هذيان

هو مذهب الزهري ووافق مالك
وكلاهما في شرعنا علمان

لله وجه لا يحد بصورة
ولربنا عينان ناظرتان

وله يدان كما يقول إلهنا
ويمينه جلت عن الإيمان

كلتا يدي ربي يمين وصفها
وهما على الثقلين منفقتان

كرسيه وسع السموات العلا
والأرض وهو يعمه القدمان

والله يضحك لا كضحك عبيده
والكيف ممتنع على الرحمن

والله ينزل كل آخر ليلة
لسمائه الدنيا بلا كتمان

فيقول هل من سائل فأجيبه
فأنا القريب أجيب من ناداني

حاشا الإله بأن تكيف ذاته
فالكيف والتمثيل منتفيان

والأصل أن الله ليس كمثله
شيء تعالى الرب ذو الإحسان

وحديثه القرآن وهو كلامه
صوت وحرف ليس يفترقان

لسنا نشبه ربنا بعباده
رب وعبد كيف يشتبهان

فالصوت ليس بموجب تجسيمه
إذ كانت الصفتان تختلفان

حركات السننا وصوت حلوقنا
مخلوقة وجميع ذلك فإني

وكما يقول الله ربي لم يزل حيا
وليس كسائر الحيوان

وحياة ربي لم تزل صفة له
سبحانه من كامل ذي الشان

وكذاك صوت الهنا ونداؤه
حقا أتى في محكم القرآن

وحياتنا بحرارة وبرودة
والله لا يعزى له هذان
__________________
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد


سأغيب وقد يطول غيابى
فان طال
فتذكّرونى بالخير
وسامحونى على التقصير والذلل
وان عدت فترقبونى فى حلّة جديدة

اخوكم/
عاشق القمر
الرد مع إقتباس