الموضوع: دلالات الأسماء
عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 16-02-2006, 09:09 AM
نهر الحكمة نهر الحكمة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 303
إفتراضي

الأخ الكريم .. ابن حـوران
أسعدني قولكَ ، أنّكَ تستطيع أن تحاورني .. الآن ..
وهذا يعني لديَّ .. أنّك مثقف حقيقي ، وقبل ذلك .. إنسان حقيقي .
قد يكون مايدفني للتعقيب ، أحياناً ، هو ماذكرتَ من بعض الإشارات ، التي أراها متطرفة أو غير منصفة .. ولكنني لاأفعل ذلك مع الجميع .. ربما خوفا من رد الفعل ، أو سوء الفهم والظن ، أو ..
صدقني ، كثيراً ماكنت أتساءل : لماذا لايمكن للإنسان العربي ، المسلم .. أن يدخلَ الحوار مع الآخرين ، بالتي هي أحسن ، بالفكر العلمي ، والأسلوب الهاديء ، والكلمات الواضحة المتوازنة ، والجـو المنفتح .. لتكون المسألة ، فكـراً يواجه فكراً ، لاذاتاً تواجه ذاتاً أخرى ، فلا يشعر بإلغاء نفسه ، عندما يقوده الحوار إلى إلغاء فكره ، أو فكر أجداده من الحساب .. كما لا يفكر ، بإلغاء الآخر ، عندما يعمل على مناقشة فكره بالحجة والبرهان ، كوسيلة لإثبات خطئه .
أليس هذا هو ماأكـّد عليه القرآن الكريم .. الجدال بالتي هي أحسن ، وقول التي هي أحسن ، التي تقود إلى القناعة الحميمية المنفتحة على القناعة العقلية .. وتؤدي إلى صداقة الخصم ، من خلال التأكيد على دخول قلبه ، بالأساليب الإنسانية المفتوحة على العقل والقلب معاً .. ؟
ألم ينطلق نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، في إبلاغ الرسالة ، بالأسلوب الحكيم الذي يتحرك بالرفق ، بالكلمة والجو والأسلوب ، وبأدوات الصراع المرتكزة على القول بالتي هي أحسن ، والجدال بالتي هي أحسـن ؟
لماذا يتردد بعضنا في قضية الإنفتاح على الآخر ، والرأي الآخـر ؟
هل تُراه ، سيدفع هويته ثمناً لهذا الإنفتاح ، كما يتوهم .. أم سيربح وعيه لإنسانيته وعياً جديداً ، وقراءتها قراءة جديدة .. ويزداد إحتراماً لعقله ؟
تقول في مشاركتك السابقة :
إقتباس:
.. إن من أنشأ تلك المحكمة ، هو فعل الاحتلال و أجندته التي اتضحت منذ تأميم نفط العراق عام 1972 ، قبل كل الحجج التي تساق الى حكم العراق ومن يتذرع بها من كارهين لذاك الحكم حتى قبل مجيئه ، سواء كانوا ممن تأذوا من ثورة 14 تموز عام 1958 حيث انتهى الاقطاع ، أو ممن تأذوا لمجرد قيام فكرة مشروع نهضوي تنطلق من العراق ..
ياسيدي الكريم .. ألا ترى بأنّك بهذا الكلام ، تحاول أن تشطب بجرّة قلم على ، جراح ورغبة وإرادة أغلبية العراقيين ، الذين عانوا كثيرا من نظام صدم ، والذين انتخبـوا وصوّتوا بالملايين على الدستور الجديد ، والبرلمان الجديد ، والحكومة .. ؟
وهل العراقيون عاجزون فعلا عن إنشاء مثل هذه المحكمة ، أم أنّها لم تكن واردة أصلاً في أذهانهم وقلوبهم ، قبل أن ( يتكرّم ) الأمريكان ، وينشئوها لهم ؟
وهل ترى أنّ من الموضوعية أن نطعنَ بوطنية ونزاهة واستقلالية القضاء العراقي ، وشرعية المحكمة العراقية ، التي تم تثبيتها في الدستور العراقي .. ؟
وهل من الإنصاف أن نحاول غض النظر أو التشكيك في مئات المقابر الجماعية ، والجرائم المريعة ، التي لحقت بالعراقيين ، والتي لاتضاهيها كل جرائم الطغاة في التاريخ .. ؟
وهل يوجد مشروع نهضوي في أي بلد في العالم ، يقوم على استعباد الناس ، وإذلالهم ، وتعذيبهم ، وتشريدهم ، وقتلهم ، وسرقة وبعثرة ثرواتهم ، وذبح أبناءهم ، وتخريب حياتهم ومستقبلهم ؟
وماذا عن قصص الرعب ، والتعذيب ، والأبادة الجماعية ، والإغتيالات ، والإعدامات ، والحروب العبثية .. هل يصلح أن تكون أساساً قويا ، وكريماً ، لفكرة مشروع نهضوي ؟
إقتباس:
أنا لم أذكر حاكما عربيا بسوء في كل مشاركاتي ، لا لأنهم حكام أفاضل ، بل لأن ليس من عادتي أن أدوس على ظل الرجل ، ولا أغتابه .. فهذه تنافي الخلق الكريم الذي أزعم أنني حريصا على التمسك به ..فكيف اذا كان الحاكم قد تعمد الحاق الإهانة به وعلى يد أعدائي فإن تلك الصفة عندها تكون ....
هذا رأيك ، وأنا أحترمه .. ولكنني بالتأكيد لاأوافقك عليه .. والحاكم الذي يدوس على كرامة وحرية شعبه ووطنه ، لاأرى أنّه يستحق أن يتعاطف معه أحد .
إقتباس:
عندما تشعرنا جنابك بأن ما يجري في العراق هو أفضل مما كان عليه قبل الاحتلال ، فعندها تكون أنت من مباركي الاحتلال ، ووقتها لا تخاطبني بصفتي صديقك .. بل خاطبني بصفتي عدوك وعدو كل من يبارك هذا الاحتلال .. وتوكل على الله ولا تخف ..
عندها فقط سيكون كلامي معك له لون محدد ومعروف ..
لا أدري حقا لماذا نريد أن نضعَ العراقيين بين خيارين غير منصفين لاثالث لهما : الإحتلال البعثي الصدامي ، والإحتلال الأمريكي .. وعليهم أن يقبلوا بأحد الخيارين ، وربما بالخيار الأول .. على اعتبار أن الخيار الثاني هو إحتلال أجنبي غاشم .. بينما الخيار الثاني ، رغم أنّه أعتى وأقذر إحتلال عرفه التاريخ ، هو إحتلال وطني ؟؟
وكأنّ العراقيين هم المسؤولون عن قدوم قوات الأحتلال ، وليس الطاغية ؟
وكأنّ العراقيين ، لايستحقون نظاما آخر ، أكثر حرية وعدلا ، يصون حقوقهم وكرامتهم وثرواتهم ومستقبلهم ؟
لست من مباركي الإحتلال .. ولايوجد إنسان سوي يؤيد الإحتلال ..
وليس هناك أيضا ، عراقي واحد ، لايرى في أمريكا قوة محتلـة وغاشمة ..
ولكن سيذكر التاريخ ، أن فترة حكم صدام ، هي الأسوأ في تاريخ العراق الحديث ، لأنها هي التي تسببت في إحتلال العراق ، ووصول العراق إلى ماوصل إليه من خراب وفوضى ودمار وسفك لدماء الأبرياء .
وكيف لاتكون فترة حكم صدام هي الأسوأ بل والألعن ، بل والأكثر حلكة وقهرا .. والنظام السابق ، قاد العراق وشعبه في أتون حروب مدمرة لا معنى لها .. خسر فيها العراق خيرة شبابه ورجاله .. وبعثر ثرواته وطاقاته السابقة واللاحقة .. وأعاده الى العصور المتخلفة والبعيدة عن الرقي الحضاري والأنساني .. وجعل الأنسان العراقي يعيش تحت خط الفقر بالوقت الذي كان من أغنى دول العالم .. فضلا عن أنه ، قد دمر قيم وأعراف المجتمع العراقي الجميلة .. وأغرق البلاد بالدم والدمار والموت والتخلف .... ؟ ؟؟؟
لقد جر هذا المجرم على شعب العراق المظلوم .. الكثير من المآسي والويلات .. وسامهم القهر والعذاب .. ولم ينجو من ظلمه حتى الأطفال والنساء ورجال الدين .. بل وحول عراق الحضارة والخير الى سجون وأوكار تعذيب وأنفاق سرية ومقابر جماعية وخرائب .. وووو .. !!!
وهل يمكن للعراقيين أن ينسوا حمامات الدم والقتل المنظم ، التي بدأت تحصد أرواح العراقيين ، منذ مجيء البعث وحتى سقوطه ، وقد طال الموت ليس من في داخل القفص العراقي وجحيم الداخل ، بل طال الموت كل الذين فروا بأرواحهم خارج العراق ، فذبحتهم شفرات السكين ، ووصلتهم المواد السمية ، واخترقت صدورهم طلقات المسدسات الملقمّة بكواتم الصوت .. فحصدتهم ؟؟؟!.
وكيف لاتكون ، فترة حكم صدام ، هي الأسوأ والألعن ..
والطاغية المقبور ، ملأ سجون وأقبية ودهاليز مؤسسات التحقيق والأمن والمخابرات والأستخبارات والأمن الخاص ووووووو ... بمئات الآلاف من العراقيين الشرفاء .. وتفنن في وسائل التعذيب ، ليس فقط الوسائل المتطورة للموت .. بل اختلطت بالوسائل البدائية والمبتكرة في قتل وتعذيب الأنسان ، والتلذذ بتعذيبه وموته !!.
بل كان هو وزبانيته مولعين ، باستيراد الآلات والمعدات الخاصة بالتعذيب وفرم الأجساد ، وبتر الأطراف والأقدام ، وقطع الأصابع والآذان واللسان وفصل الأعناق .. واذابة الناس في الحوامض ، وجعلهم تجارب للمواد السمية والكيمياوية القاتلة ...؟؟؟؟!!!
وكيف لا تكون فترة حكم صدام هي الأسوأ والألعن ...
والطاغية المقبور ، قام بقتل ودفن مئات الآلاف من المعارضين والأبرياء في مقابر جماعية .. طرزت كل أرض العراق ، وهي تضم بقايا جثث الشباب والشابات والمدفونين بملابسهم ، مقيدو اليدين ومعصوبو العينين ، وآثار الضرب على عظامهم وآثار البتر والقطع شاهدة أمام الله ؟؟؟!
وكيف لا تكون فترة حكم صدام هي الأسوأ والأكثر مأساوية .. و النظام السابق ، قام بتهجير آلاف العوائل العراقية .. وتغييب أبنائها .. ومطاردة العلماء والطاقات والكفاءات والرموز الثقافية والسياسية والدينية تحت شتى الأسباب ..؟
وكيف لاتكون فترة حكم صدام هي الأسوأ والألعن .. والشعب العراقي المظلوم عانى طويلا من فجور الطاغية وظلمه وظلم أولاده ، وطغيانه وطغيان أولاده وزبانيته ، وترفه وفسقه وخموره ورذائله وتبرقعه بالدين .. وكابد كثيرا من جرائمه ، التي يندى لها جبين الأنسان في العصر الحديث .. وجاع طويلا ، وهو يسبح فوق بحار من النفط والذهب ، بينما حاكمه الجائر .. يشيد القصورالخرافية والمنتجعات الساحرة يمتع بها نفسه وأهله ؟؟؟!!!


تحياتي ومحبتي


نهر الحكمة