عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 18-02-2006, 07:00 AM
الطاوس الطاوس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,090
إفتراضي

من أراد أن تقر عينه بالنصر على اليهود والنصرى(3):- فإنه لابد من الصبر على الإعداد العقدي والقتالي *

قال تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) (لأنفال:60) وهذا الخطاب لما كان موجها في الأصل إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم قد أعدوا أنفسهم من جهة صحة الاعتقاد والمتابعة للنبي فيستنبط من ذلك تقديم الإعداد العقدي على القتالي والعسكري والأمر في الآية للوجوب وحد الإعداد لا يرجع فهمه إلى العوام بل إلى العلماء قال تعالى : (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل:43) فقد يخطئ بعض الناس في فهم حد الإعداد فيتولد عن ذلك هجومهم وهم ضعفاء عزل عن الأسلحة على أعدائهم من الكفار الذين يفوقونهم بأضعاف مضاعفة عدداً وعدة بملك الطائرات والدبابات ومختلف الأجهزة العسكرية الفتاكة محتجين بأنهم مسلمين وأن الله ناصرهم على عدوهم من الكافرين ولم يكن هذه طريقة الوحي في صلح الحديبية فلم يقل النبي للناس بدل الصلح فعلينا أن نقاتلهم بما نستطيع من حجار وسهام ونحو ذلك فلما وصل النبي إلى حد الاستطاعة الواجبة فتح مكة وانتصر قبل في بدر بالتوكل ثم بها ..افيترك الإعداد الذي أمر الله به ويترك الصبر الواجب عليه بالرأي المؤدي إلى سحق المسلمين وقتل المصلحين فتبقى السيادة للكافرين بسبب العجلة التي هي من وسوسة الشياطين فيهدر التأسي بجهاد الرسول الأمين قال النبي( العجلة من الشيطان).


فالقاعدة أن أي أمر مجمل في الكتاب والسنة أمر بالعمل بالتفصيل لذلك المجمل الذي جاء عملياً عن النبي والصحابة كقوله تعالى( أقيموا الصلاة ) فلا يمكن إقامتها إلا بطريقة رسول الله وكذلك نصوص الأمر بالجهاد تتضمن الأمر بشرطية إقاع الجهاد على وفق عمل النبي وأصحابه ولم يجاهدوا وقت الضعف بل صبروا حتى يقووا على ملاقاة أعداءهم فكانت الثمرة فتح مكة وقوله تعالى : (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ *وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً) (النصر) فنصر الله لم ينزل عليهم حتى نصروا الله بإتباع الوحي لا الرأي والعاطفة في طريق الجهاد فقد قال تعالى ( إن تنصروا الله ينصركم ) فهل كان هذا منهج النبي وأصحابه وحدهم ؟
أقول : بل منهج الأنبياء فهذا موسى كليم الله قد لحقه فرعون بعد انتصار الحق على سحرهم وفر موسى وأتباعه من فرعون وجنده فلم يقل موسى حاربوهم بما تستطيعون من حجر وحطب ونعال أو عمليات تشبه الانتحارية اليوم (فما الحكمة ) ؟
بل ضرب بعصاه فانفلق البحر فولى هارباً موسى ومن تبعه على سطح البر وأطبق البحر على فرعون فانظر لما صبر على الحكمة التي تقتضي الفرار وترك المواجهة وقت الضعف نصره الله فهل كان من الحكمة ترك الفرار وقت الضعف ومواجهة آل فرعون بما يستطيعون من حجارة بزعم أن هذا الذي يقدرون عليه ، إن هناك حداً للقدرة لا يفهمه إلا أهل العلم كما سلف وقد علمه النبي في صلح الحديبية فلم يقل أجاهدهم بما عندي من قوة بدل أن أصالحهم فقط.
فإن قيل: لكن في صحيح مسلم أن َّغلاماً تسبب في قتل نفسه ليسلم الناس وهذه مفسده صغرى

تولد من وراءها مصلحة كبرى وهي إسلام النَّاس قلنا : الجواب عن هذا من ثلاثة أوجه .....
الوجه الأول : أن فعل الغلام بتعريض نفسه للقتل قد ترتب عليه مصلحة كبرى راجحة ترجحت على مفسدة حصول القتل عليه فتلاشت تلك المفسدة في مقابل عظم تلك المصلحة وهي إسلام
الناس أفواجاً .... فهل ترتب على العمليات الانتحارية من المصلحة العظيمة ما تتلاشى معه مفسدة قتل نفس معصومة ؟ كلا فالواقع يكذب ذلك خلافاً لمن غالط إتباعاً للظن وما تهوى الأنفس حيث أن مجرد قتل أربعة أو مائة من الجند اليهود بعملية انتحارية يترتب عليها قتل العشرات والمئات وكثير من الاعتقالات وقصف بالطائرات والدبابات وإعمال القناصات حتى لا يبقى منهم من يدعوا إلى العلم ولا الجهاد الإسلامي الذي هو على السنة بل تبقى حثالة قد لا يبالهم الله باله لا يحصل بهم النصر وهذا ما يريده أعداء الله من اليهود حيث أخبرني بعض العسكريين من إخواننا المسلمين أن فلسطينياً ينتمي لهذه الانتفاضة لما أعلن خطأها واستعجالها في المواجهة قتله اليهود عليهم من الله ما يستحقون لأنهم يريدون الدمار لهذا الشعب الأعزل المسكين بأي حجة واستفزازهم بالحجارة والعمليات الانتحارية أكبر حجة أمام العالم في نظرهم الفاسد لإيقاع المذابح بالمسلمين في فلسطين .
الوجه الثاني : أن أصحاب هذه العمليات بل هذه الانتفاضات لم يصرحوا بإعلان الجهاد في سبيل الله فيكون فعلهم محض قتل للنفس بلا شبهةإذا كانوا على تلك النية الوطنية .
الوجه الثالث: أن الغلام لم يقتل نفسه بنفسه وإنما قتله أعداءه وهؤلاء يعمدون إلى أنفسهم فيفجروها
ويباشرون قتل أنفسهم ولا دليل يخصص هذه الحالة من دليل تحريم قتل النفس وقوله تعالى ( وَلا

تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)(النساء من الآية)
الوجه الرابع : شرع من قبلنا لا يكون شرع لنا إذا جاء من شرعنا ما يخالفه فلو كان مثل هذه العمليات الانتحارية أو لجهاد الكفار في وقت الضعف خير فكيف يفوت ذلك النبي فيصالحهم في الحديبية تمهيداً لفتح مكة .