كان أجدادنا إذا أرادوا أن يقصدوا أحدا في سوء ، فإنهم ينبهونه لذلك ، فيقولون أنك يا فلان دمك مهدور .. أو بلهجة أهلنا في العراق ( تراني جتالك ) .. أي أنني سأقتلك لا محالة .. فانتبه أيها الخصم ..
وكان إذا أراد أحدهم أن ينبري للمبارزة ، فإنه يعرف بنفسه ، ويرفض أن يكون خصمه دون مستواه ، لماذا ؟ لأنه نبيل و فارس !!
وكان إذا سقط سيف خصمه ، يتراجع كفارس ، ويقول له التقط سيفك يا هذا ، فلست ممن يطعنون أعزلا ..
وكان جدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رغم أذى أهله في مكة له ، عندما دخلها فاتحا .. قال ( إذهبوا فانتم الطلقاء ) .. و في قوله أيضا ( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ) ..
فبعد مرور ثلاث سنوات على احتلال العراق ، لا زلتم بأحقادكم تستقوون بالأجنبي ، انطلاقا من المثل القائل ( القرعة تتباهى بأم الجدايل ) .. ولا زلتم غير موقنين بنصر من نصركم .. كما هو أيضا غير متيقن .. ولن تتيقنوا ويتيقنوا
فانظر يا مدعي الحكمة والتقدم و الكلام غير الممجوج ، أين إحداثيات موقعك من أجدادنا .. و أنظر يا صاحب الأدب الرفيع ( بعكس الوقاحة التي ترمي بها غيرك جزافا ) .. أين أنتم من خلق الرسول ومن وصى بهم .. فلا زلتم تكرهون الأمويين .. حتى اليوم بحجة ، ليس وراءها الا دواعي شعوبية ..
و لا بد من تبيان نموذج آخر ، الذي نتبرأ منه نحن ( أصحاب الحديث الجاهلي الممجوج ) .. و هو نموذج أبي رغال الذي دل أبرهة الأشرم ليهدم الكعبة .. ونموذج أحفاد إبن العلقمي الذين عاونوا المغول على سقوط بغداد ..
ستجدني أنني أتمتع بعروبتي و جاهليتي الممجوجة ، ولكن حجيج الله لا زالوا يرجمون قبر أبي رغال ( ويعتبرونه إبليس ) .. ولا زال التاريخ يلعن أحفاد ابن العلقمي .. فهنيئا لك وقوفك بالصف الذي تريد ..
__________________
ابن حوران
|