فخرج على وجهه حتى أتى باب مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة تلك الليلة ثم ذهب فلم يدر أين توجه من الأرض إلى يومه هذا ، فذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شأنه فقال ذاك رجل نجاه الله بوفائه
وبعض الناس يزعم أنه كان أوثق برمة فيمن أوثق من بني قريظة حين نزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأصبحت رمته ملقاة ولا يدرى أين ذهب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه تلك المقالة والله أعلم أي ذلك كان .
( قال ) فلما أصبحوا نزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتواثبت الأوس ، فقالوا : يا رسول الله إنهم موالينا دون الخزرج ، وقد فعلت في موالي إخواننا بالأمس ما قد علمت - وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل بني قريظة قد حاصر بني قينقاع وكانوا حلفاء الخزرج ، فنزلوا على حكمه فسأله إياهم عبد الله بن أبي ابن سلول ، فوهبهم له - فلما كلمته الأوس
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم ؟ قالوا : بلى ; قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فذاك إلى سعد بن معاذ
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم ، يقال لها رفيدة في مسجده كانت تداوي الجرحى ، وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قال لقومه حين أصابه السهم بالخندق اجعلوه في خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب
فلما حكمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بني قريظة أتاه قومه فحملوه على حمار قد وطئوا له بوسادة من أدم وكان رجلا جسيما جميلا ، ثم أقبلوا معه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يقولون يا أبا عمرو ، أحسن في مواليك ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم فلما أكثروا عليه قال لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم . فرجع بعض من كان معه من قومه إلى دار بني عبد الأشهل ، فنعى لهم رجال بني قريظة قبل أن يصل إليهم سعد عن كلمته التي سمع منه . فلما انتهى سعد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قوموا إلى سيدكم
فأما المهاجرون من قريش ، فيقولون إنما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأنصار ; وأما الأنصار ، فيقولون قد عم بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم فقاموا إليه فقالوا : يا أبا عمرو ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم فقال سعد بن معاذ : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ، أن الحكم فيهم لما حكمت ؟ قالوا : نعم وعلى من هاهنا ؟ في الناحية التي فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو معرض عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إجلالا له فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نعم قال سعد فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء .
رضاء الرسول بحكم سعد ]
قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ ، عن علقمة بن وقاص الليثي ، قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسعد لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة
[ سبب نزول بني قريظة على حكم سعد في رأي ابن هشام ]
قال ابن هشام : حدثني بعض من أثق به من أهل العلم أن علي بن أبي طالب صاح وهم محاصرو بني قريظة : يا كتيبة الإيمان ، وتقدم هو والزبير بن العوام ، وقال والله لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصنهم فقالوا : يا محمد ننزل على حكم سعد بن معاذ .
[ مقتل بني قريظة ]
قال ابن إسحاق : ثم استنزلوا ، فحبسهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة في دار بنت الحارث امرأة من بني النجار ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سوق المدينة ، التي هي سوقها اليوم فخندق بها خنادق ثم بعث إليهم فضرب أعناقهم في تلك الخنادق يخرج بهم إليه أرسالا ، وفيهم عدو الله حيي بن أخطب ، وكعب بن أسد ، رأس القوم وهم ست مئة أو سبع مئة والمكثر لهم يقول كانوا بين الثمان مئة والتسع مئة .
وقد قالوا لكعب بن أسد ، وهم يذهب بهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسالا : يا كعب ما تراه يصنع بنا ؟ قال أفي كل موطن لا تعقلون ؟ ألا ترون الداعي لا ينزع وأنه من ذهب به منكم لا يرجع ؟ هو والله القتل فلم يزل ذلك الدأب حتى فرغ منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
[ مقتل ابن أخطب وشعر ابن جوال فيه ]
وأتي بحيي بن أخطب عدو الله وعليه حلة له فقاحية - قال ابن هشام : فقاحية ضرب من الوشى - قد شقها عليه من كل ناحية قدر أنملة ( أنملة ) لئلا يسلبها ، مجموعة يداه إلى عنقه بحبل . فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ، ولكنه من يخذل الله يخذل ثم أقبل على الناس فقال أيها الناس إنه لا بأس بأمر الله كتاب وقدر وملحمة كتبها الله على بني إسرائيل ثم جلس فضربت عنقه . فقال جبل بن جوال الثعلبي :
لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه
ولكنه من يخذل الله يخذل
لجاهد حتى أبلغ النفس عذرها
وقلقل يبغي العز كل مقلقل
قال ابن إسحاق : وقد حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت لم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة . قالت والله إنها لعندي تحدت معي ، وتضحك ظهرا وبطنا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل رجالها في السوق إذ هتف هاتف باسمها : أين فلانة ؟ قالت أنا والله قالت قلت لها : ويلك ; ما لك ؟ قالت أقتل قلت : ولم ؟ قالت لحدث أحدثته ; قالت فانطلق بها ، فضربت عنقها ; فكانت عائشة تقول فوالله ما أنسى عجبا منها ، طيب نفسها ، وكثرة ضحكها ، وقد عرفت أنها تقتل قال ابن هشام : وهي التي طرحت الرحا على خلاد بن سويد ، فقتلته .
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الحقيقة.
ناجي العلي / المصدر من فضلك الذي نقلت منه هذه المعلومة .....
|
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الوافـــــي
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة Orkida
أخي الحقيقة أرجوك،
نحن هنا نناقش أفكارا ولا يهم المصدر،
|
أختي الكريمة
ومن قال لك أن المصدر ليس ضروريا هنا
نحن نتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعندما نتحدث عنه عليه الصلاة والسلام أو نكتب عن سيرته
كان ( واجبا ) علينا أن نأتي بالمصدر
وإلا إنطبق علينا قوله عليه الصلاة والسلام
( من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )
وها أنا أطالب بمصدر ما أتى به ناجي العلي
وأنا على ثقة أنه لا يملك ذلك ، فقد طالبته بالمصدر في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن مصر الذي كتبه في أحد الموضوعات ، ولم يستطع أن يأتي به
فهو الآن بين خيارين
إما أن يكتب مصدر ما كتبه ، فإن كان حديثا فليأت بسنده ، وإن كانت سيرة فليأت بسندها
فإن تهرب علمنا يقينا أنه ( كاذب ) على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإن أتى به فذلك أمر سيكون فيه الخير لنا وله لعلنا نستفيد
|
و قد فتحت موضوع مستقل بالرد حتى لا أخرج أنا و الاخوة عن صلب الموضوع السابق
و لأفوت الفرصه على البعض بجعله مادة للجدل العقيم الذى لا طائل منه
و الذى رأيناه يتكرر حديثا على يد أحد الأعضاء هنا
علنا أستفدنا من السيرة العطره
هدانى الله و أياكم لما فيه الصلاح لدنيانا و اخرتنا أنه ولى ذلك و القادر عليه
أمين أمين