أما النواصب فكانوا في الشام ، وأكثرهم من العوام الجهال الذين ظنوا أن انتقاصهم للخليفة الراشد علي بن أبي طالب يُعد انتصاراً على الرافضة والنيل منهم والنكاية بهم ، وهذا من الجهل الكبير والشر المستطير ، فلعن علي والإنتقاص منه هو الخسران المبين ، وهذه الظاهرة كانت ردة فعل على غلو الرافضة في علي ، فقد قال قائل النواصب :
سبوا علياً كما سبّوا عتيقَكمُ .... كفراً بكفرٍ وإلحاداً بإلحاد !!
وأهل السنة يبرؤون من هذا ولا يقرونه ، وهذا الإعتقاد الباطل والنشاز إنما كان لفترة زمنية محدودة في الخلافة الأموية وبعض الخلافة العباسة ثم اندثرت هذه الفرقة بفضل الله ثم بجهود علماء السنة الذين تصدوا لهذه الظاهرة المرضية وانتصروا لعلي رضي الله عنه وأبنائه .. فأهل السنة وسط في علي وأبناءه بين الروافض الغلاة والنواصب المنتقصين منهم ..
هذه المقدمة كانت ضرورية لمعرفة حقيقة الأمر وما يطلقه القوم في الفضائيات وعلى الشاشات وفي الجرائد والمجلات من ألفاظ ومن مصطلحات يغيب كنهها وحقيقتها عن كثير من الناس ، فالكل يسمع ويرى حجم المؤامرة على المسلمين في العراق وغيرها من بلاد الإسلام ، ويرى الناس كيد ومكر الأعداء من الصليبيين واليهود ومن والاهم من "مراجع" الرافضة والمرتدين الذين لا همّ لهم إلا ملئ جيوبهم وبطونهم من السحت الذي يسرقونه من العراق بحجج واهية لا تستقيم ولا تنطلي على ذي لُب ..
كلنا يسمع اليوم نعت المجاهدين بـ "النواصب" من قبل الرافضة ومن على شاكلتهم من الكذابين العملاء ، فهؤلاء يعرفون جيداً حال المجاهدين ، ولكنهم يلبسون على العوام لحاجة في أنفسهم ، فليس هناك من المجاهدين ، بل ولا من أهل الإسلام في هذا الزمان : "ناصبي" ، فالأئمة الذين ذكرنا آنفا ، الذين يدّعي أهل الرفض اتباعهم ، هم في الحقيقة أئمة لأهل السنة والجماعة ، وهم درجات : فعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم : صحابة نبينا وأهل بيته وقرابته ، فأهل السنة يحبونهم ويتولونهم لكونهم من الصحابة ولكونهم من القرابة ولكونهم مسلمين ، وعلي رضي الله عنه خير من ولديه اللذان هما سيدا شباب أهل الجنة ..
ومحمد الباقر وجعفر الصادق من التابعين ومن علماء المسلمين وأهل الفضل فيهم ، فأهل السنة يحبونهما لقرابتهما ولإسلامهما ولكونهما من التابعين ومن أئمة وعلماء المسلمين ..
أما البقية فنحبهم لفضلهم ولقرابتهم ولكونهم مسلمين نتولاهم ونبغض من لا يحبهم أو يحاول التنقص منهم ، فهذه عقيدة أهل السنة فيهم ، ومن قال غير هذا فليأتنا ببرهان إن كان من الصادقين ، وأهل السنة ليست عندهم "تقية" وعقيدتهم واضحة مكتوبة مشهورة مبذولة مقررة في كتبهم ينشرونها بين الأنام ولا يخفونها كما يفعل الرافضة وأهل الأهواء من الباطنية ..
yotba3...
__________________
abu hafs
|