عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 27-02-2006, 09:14 AM
fadl fadl غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 437
إفتراضي

أما قولهم "تكفيريون" ، فنقول : من زعم أن القرآن محرف فهو كافر ، ومن اتهم أم المؤمنين عائشة بما برأها الله منه من فوق سبع سموات فقد كذّب النص الصريح وهو كافر ، ومن ألّه علياً أو عبد الأضرحة والقبور وطاف بها فهو كافر ، ومن والى أعداء الله وعادى أولياء الله أو رضي بتحكيم غير شرع الله أو أتخذ أحباره ورهبانه ومراجعه أربابا من دون الله يحرمون ما أحل الله ويحلون ما حرم الله فهو كافر .. وهذا معلوم مشهور متّفق عليه عند كل من يعتد به من علماء المسلمين ، ولا نُخفي هذا ولا يعيبنا ، بل شرف لنا أن نكفّر من كفّره الله ، وأن نُبغض من حاد الله ورسوله وحرّف دين الله ..

والقوم يزعمون بأننا نكفّر المسلمين !! وهذه مقولة منقوضة من أساسها : فهم يقولون بأنهم مسلمون ثم يقولون بأننا نكفّرهم !! بل نحن نكفّر الكافرين ونحاربهم ونعاديهم ونُبغضهم ..

أما زعمهم بأنهم أنصار آل البيت وخدمهم ، فنقول لهم : من منكم يقول بأن علياً أو الحسن أو الحسين يقف مع "هرقل" والصليبيين ضد المسلمين ويعينهم على قتل أهل الإسلام واحتلال بلادهم وهتك أعراضهم وسفك دمائهم !! إن الذي تزعمون "كفره وزندقته" (معاوية رضي الله عنه وأرضاه) لمّا علِم بنية هرقل غزو بلاد المسلمين في زمن الفتنة ، أرسل رسالته التاريخية إلى هرقل يقول فيها "بسم الله الرحمن الرحيم : من معاوية بن أبي سفيان إلى هرقل كلب الروم ، والله لترجعن يا خسيس أو لأضعنّ يدي في يد ابن عمي (يعني : علي بن أبي طالب رضي الله عنه) ثم آتيك بجيش أوله عندك وآخره في دمشق ولأشتتن شملك ولأمزقن ملكك" ، فهذا حال معاوية مع الصليبيين ، فكيف يكون حال علي رضي الله عنه وهو خير من معاوية بإتفاق المسلمين !!
إن الذي وضع يده في يد بلير وبوش لا يمكن أن يكون من أتباع علي والحسن والحسين رضي الله عنهم ولا أن يكون من أتباع أهل بيت النبي الأطهار ، وإنما هذا خائن لأهل البيت وخائن لرسول الله وخائن للمؤمنين ، فهؤلاء الأدعياء يبررون موقفهم هذا بأنهم أنصار أهل البيت ، وهذا من الطعن في أهل البيت وعقيدتهم الموافقة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. وها هم يمدون أيديهم لمن يمزقون القرآن ويبولون عليه ويسبون النبي الكريم ويستهزؤون به ويهتكون أعراض المسلمات من سنة ورافضة ، بل وهتكوا أعراض الرجال الروافض مع النساء في البصرة ، كل هذا لم يحرك في جسد حبر الرافضة الأعظم "السستاني" شعرة ، ولو أنه فعلاً ينتصر للمراقد لإنتصر للنجف والمراقد التي فيها والتي هي أعظم شأنا في عقيدتهم من مرقد "علي الهادي" ، النجف الذي كان يُقصف بالمدافع على مرأى ومسمع من العالم بالصوت والصورة ، لم نسمع أو نرى ما نراه اليوم من قتل وإنتقام ، فالأمر ليس أمر عقيدة ودين وقدسية ، إنما هي المصالح الشخصية : إنها الأخماس التي يأخذونها زورا وبهتاناُ من أتباعهم ، وأموال النفط العراقي التي يلقي بوش فضلاتها عليهم ليأكلوها سحتا وناراً في بطونهم العفنة التي تقتات من موائد جهل الأتباع والدهماء ومن الخيانة للإسلام والمسلمين ..

إنها القصة القديمة : قصة ابن العلقمي مع التتار ، وقصة الصفويين مع البرتغاليين ، وقصة البويهيين في بغداد ، والعبيديين في مصر ، قصة الرافضة الذين يضعون يدهم في يد أعداء الأمة في كل مرّة ليهدموا الإسلام من الداخل ويقوضوا أركانه ، هذه القصة التي لم تكتمل في يوم من الأيام ، ولن تكتمل بإذن الله ..

القصة وما فيها أن بوش خصص للسستاني بعض دخل بترول العراق ليتقوى به على منافسه خامنئي في المرجعية الرافضية العالمية ، ثم أمر بوش السستاني وأذنابه (كالصدر وغيره) بتشويه صورة المجاهدين وبطرد السنة من العراق حتى يصفو له الجو والأتباع وتكون له دولة ، وفي نفس الوقت يوحي بوش للصحافة العربية والعالمية : أن القوة النووية الإيرانية إنما أُعدت للعرب بالدرجة الأولى وليس لأمريكا أو اليهود ، وأن لإيران أطماع توسعية على حساب الدول العربية (ونحن لا ننكر هذا ولكن توقيت الإعلان والتركيز عليه في هذه الفترة هو ما يجب أن يدرك أبعاده الناس) ..
يعمد بوش بعدها إلى تأجيج نار الحقد والكراهية بين السنة والرافضة في الجزيرة والشام وباكستان وأفغانستان والعراق بتفجيرات هنا وهناك ، وهذا بمساندة المرجعية الرافضية له ..

ثم يقوم الأمريكان بضرب إيران والإطاحة بحكومتها فيهلل الناس ويفرح من حولها ، ثم يأتوا بحكومة "سنّية" (الإسم فقط) أعدوها في كاليفورنيا لأكثر من عشر سنوات يقوونها قليلاً لتحفظ الحدود العراقية والحدود الأفغانية مع إيران ..
ثم يبني الأمريكان القواعد العسكرية شرقي وغربي إيران ، بعدها يُضعف بوشٌ السستاني وأتباعه حتى يتساووا في القوة مع أهل السنة - بعد أن قطع عن الرافضة إمدادات إيران وأموال العراق - فتطول الحرب بينهما وينشغل المجاهدون بالرافضة طوال هذا الوقت ليضعف الطرفين ويسهل القضاء عليهما ليشكّل بوش بعدها حكومة عراقية "كرزائية" على غرار الحكومات الخليجية ويبني في الوقت نفسه قواعد عسكرية غربي العراق ..
ثم يأتي دور اليهود لإحتلال لبنان بعد أن انقطعت الإمدادات عن حزب الله ، ثم يدخل اليهود سوريا من الغرب ويدخلها بوش من الشرق ، وكذا الأردن ثم شمال جزيرة العرب ، ويكون بوش أقرب إلى التخلص من القوة النووية الباكستانية في زحمة الفتنة الطائفية التي أشعلها ..

إن شعار بوش في كل هذا هو نفس شعار الإمبراطورية
البريطانية "فرّق تسُد" ، فهو يفرّق بين رافضة إيران والعراق ليضرب إيران دون إحداث بلبلة في العراق ، ويفرّق بين رافضة العراق ليُضعف شوكتهم ولا يمكنهم من السيطرة النسبية على العراق ، ويحرّش بين الرافضة وأهل السنة لشتغلوا ببعضهم البعض وتهدأ ضربات المجاهدين وتقل فيتفرغ لمخططاته ، ويفريق بين المسلمين والمجاهدين ليقل دعم المسلمين للجهاد ..

يُخطئ من يظن بأن الأحداث حصلت اعتباطاً ، ويُخطئ من يظن بأن هؤلاء الغوغاء والدهماء من الروافض يتحركون حركة أو يفسون فسوة دون أمر الأحبار والرهبان (المراجع) ، فكل المساجد التي هدمت والمصلين والأئمة الذين قتلوا فيها إنما كان ذلك بأمر من هؤلاء الأحبار ، وعلى رأسهم السستاني ..

لقد استبشر بعضهم خيرا بمواقف "الصدر" في النجف ، وقلت في ذلك الوقت وقال غيري بأن هذا "الولد" لا يمكن أن يخرج عن طوع حبره الأكبر "السستاني" شبراً ، ومن ظن أن "الصدر" وأمثاله يسعهم الخروج عن أمر "السسنتاني" فهو من أجهل الناس بعقيدة الرافضة ومذهبهم ، فكل سفهاء الرافضة الكبار في العراق إنما يأتمرون بأمر هذا الخبيث ..
والصدر هذا إنما أراد استعادة مجد ابن عم أبيه "محمد باقر الصدر" ، ونسي هذا أو تناسى بأن الصدر الأول – وإن كان من الرافضة – إلا أنه كان عراقيا عربيا حراً ولم يكن عبداً لفارسي حاقد على العرب موالي للنصارى واليهود ، ولذلك كان مرجعيات إيران يهابونه ويعملون له ألف حساب : لإستقلاله عنهم وعدم خضوعه لهم !! الغريب في رافضة الفرس أنهم لم يقاتلوا في تاريخهم الطويل صليبياً ولا يهودياً بل كل قتالهم كان ضد المسلمين ، وقد قاتل رافضة العرب الصليبيين : كما كان حال بنو حمدان في الشام ..

لقد تناسا الناس عقيدة "التقية" عند الرافضة ، فما يُعلنونه في الشاشات ليس ما يعتقدونه ، والأمر عند مراجعهم لا يزيد عن كونه مصالح شخصية وزيادة نفوذ وتنافس على الأتباع لزيادة نصيبهم من الخُمس ، والأمر عند عوامهم ودهمائهم الحقد والكراهية البغيضة التي ينفثها هؤلاء "المراجع" في صدورهم على أهل السنة والجماعة ، فالأمر مزيج من تقية وحقد ومصالح شخصية غلبت نظرتهم القاصرة للأحداث كما حصل لأسلافهم على مر العصور ..

على المسلمين في العراق اليوم مسؤولية عظيمة ، فعليهم العمل بحكمة وعقل ودراسة مستفيضة لجميع المعطيات والمؤشرات ، فإن الخطب جلل والأمر خطير ، وهو مستقبل الأمة لسنوات وعقود قادمة ، فالأمل – بعد الله – معقود عليهم في التصدي لهذه الخطة الصليبية الرافضية اليهودية التي تريد هدم الدين وإذلال المسلمين ..

ونتقدم برأي بسيط لا يخفى على المجاهدين ، ولكن نقوله تذكرة ومناصحة لمن ولّاهم الله شرف الدفاع عن أمتنا فكانت لهم حق الولاية والنصرة والنصيحة ، فاقول :

لو كنت في مجلس شورى المجاهدين لأعلنت على الملأ – ومن منطق قوة - عدم تضلعي في هذه الفتنة ، وأن الأولوية عندي هو العدو الصليبي ، وأجري دراسات وأبحاث ميدانية وأنشر نتائجها في العراق والعالم لأبيّن حقيقة المخططات الصليبية وحقيقة أفعالهم وأعمالهم في العراق وحقيقة العمالة الرافضية وخيانتها للإسلام وأهله ، ثم أكثّف العمليات ضد القوات الصليبية فأقوم ببعض العمليات الكبيرة المدوية لأشغل بها الإعلام العالمي عن هذه الفتنة وأُظهر قوة المجاهدين ومن خلفَهُم أهل السنة حتى يرتدع عوام الرافضة ، ويخرج أمير مجلس الشورى في رسالة مرئية يبين خطر المرحلة ويحذر المسلمين والرافضة من الإنجرار خلف السراب الأمريكي البريطاني ، ويذكر الروافض بالبريطانيين الذيْن قبَض عليهما الرافضة وفي حوزتهما متفجرات لتفجيرها في أماكن الرافضة ضمن سلسلة تفجيرات الفتنة ، وينبغي أن يكون من أولوياتي : تعكير صفو العلاقات الصليبية الرافضية وزرع الفتنة بين الفريقين ، وكذلك أفعل مع الروافض بعضهم البعض : فإن كان يجمعهم الحقد على أهل السنة فإن المصالح الشخصية تفرّقهم ، فأحارب الصليبيين بسلاحهم ، وأثبت للعالم : أن الدهاء الإسلامي لا يقل كفائة عن الجهاد الإسلامي ..

إن أهل السنة أعقل من أن يشتغلوا بتفجير القباب والقبور والمراقد ، وقبر "علي الهادي" هو قبر محترم عند أهل السنة ولا يمكن لهم المساس به (أقول : القبر وليس المزار) .. لقد كانت العراق تحت حكم أهل السنة لقرون لم يكن للرافضة فيها شأن ، ولم يفكر أحد من أهل السنة التعرض للقبور وغيرها ، ولو أرادوا ذلك لما نعق فيها ناعق ، لو نظر المبصر بعين البصيرة لرأى بأن التفجير يخدم الصليبيين ويخدم الرافضة في العراق وإيران ولا يخدم المجاهدين من قريب ولا بعيد ، فكيف يُقدم المجاهدون على أمر يعلمون ضرره المحض عليهم وعلى الجهاد ويقوي جانب عدوهم !!

على المجاهدين أن يعوا هذا الكيد وهذا المكر ، وعلى المسلمين عدم الإنجرار خلف العواطف دون حكمة وعقل ، بل يجب أن توزن الأمور بالميزان الشرعي المبني على إدراك الواقع وحساب المصالح الشرعية المرعية ، وينبغي للعاطفة أن توجه التوجيه الصحيح وتتحول إلى عمل بناء يخدم الإسلام ، ونذكّر المسلمين دائما بقوله تعالى {فتبيّنوا} ، فينبغي التحقق من الأخبار قبل الحزن أو الإستبشار ..

إن حبل الصبر طويل ، وحبل الكذب قصير ، والنصر مع الصبر ، وليس معنى هذا أن لا نردع الروافض ، وأن نترك لهم الحبل على الغارب ، وإنما ينبغي علينا أن نردعهم بأقل كلفة وأقصر وقت وأبلغ جهد حتى لا يُشغلونا عن العدو الصليبي الذي يستمدون منه قوتهم ويستطيلون به على المسلمين ..

إننا أهل الإسلام نُعلن حبنا لآل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم ، وليس دليل الحب لطم الخدود وشق الجيوب وأفعال المجانين ، وإنما دليل الحب هو اتباع المنهج والتأسي بالمحبوب ، ولم يكن آل بيت نبينا في يوم من الأيام عملاء للصليبيين واليهود ، وحاشاهم رضي الله عنهم ورحمهم ، بل كانوا يجاهدون الكفار النصارى واليهود وينشرون دين الله في الأرض ..

وإننا نُعلن بأن من وقف مع الأمريكان وساندهم ولو بكلمة في حربهم على الإسلام : فهذا كافر كفر أكبر مخرج من الملّة كائنا من كان ، فكلام الله واضح بيّن .. كيف يستقيم إسلام من يُحارب الإسلام !! الشرطي والجندي والوزير والسفير والحاكم وغيرهم ممن يساندون الإحتلال الأمريكي في العراق : كفار مرتدون يجب قتالهم وقتلهم لردتهم ولمحاربتهم الإسلام ووقوفهم تحت راية بوش الصليبية ، وليس في حسابات المسلمين قومية أو عرقية أو جنسية أو قبلية ، فإما أن يكون الإنسان مسلماً أو كافراً ، ولا يضرنا لونه أو موطنه أو أوراقه الثبوتية ، إن ما يعنينا من المرئ هو دينه وعقيدته وولاءه ، هذا هو الضابط عندنا ..


والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..


كتبه
حسين بن محمود
27 محرم 1427هـ
__________________
abu hafs