الموضوع: ثقافة الفتنة
عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 27-02-2006, 04:58 PM
نهر الحكمة نهر الحكمة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 303
إفتراضي


قد يكون تفكير الأخت ( على رسلك ) ، نموذجاً صارخاً لثقافة الفتنة ، التي أشار إليها ، كاتب الموضوع .. تلك الثقافة التي لاتريد الإعتراف بالآخر ، فقط لأنه الآخر ، مذهبياً أو طائفيا .. بغض النظر عن المشتركات الأخرى ..
ثقافة مريضة ، تريد نسيج وطن بلون واحد ، ورؤية واحدة ، وعقل واحد ، وفكر واحد ، عنوانه الكبير : المذهب أو الطائفة ..
وماردودها المتشنجة ، إلاّ خير شاهد على مرارة الطرح الطائفي ، والمأساة الحقيقية التي يمر بها أبناء الإسلام على يد أصحاب هذه الثقافة ، التي تقف عائقاً دون السمو بمفهوم الأمة الواحدة ما بين شباب وشابات أبناء الضاد والإسلام .

ربما من الصعوبة بمكان ، أن يدرك أبناء هذه الثقافة ، ومنهم الأخت الكريمة ، أنه إذا كان هناك من خلاف بين أئمة المذاهب الإسلامية ، فهو خلاف من أجل التنوع .. لا خلاف من أجل الفرقة ، والاختلاف ، والفتنة ، والوقيعة .

إنَّ الخلاف بين المذاهب الإسلامية أبعد من أن يكون خلافاً بين إتجاه فقهي وآخر ، وبين شيخ للطريقة وشيخ طريقة آخر ..
إنما هو خلاف التنوع ، الذي تزدهر فيه التجربة الفقهية ، والسياسية ، والاجتماعية ، والثقافية ، والعقائدية الإسلامية في الناس ..
ولا خير في خلاف تتم فيه تجزئة الأمة إلى مِللٍ متناحرة ، وشعوب متقاتلة ، واتجاهات يضمر كل واحد منها العداء والانتقام للآخر ..

لاأدري ما أهمية ان يكون الإنسان ، شيعيا أم سنيا أم .... أم .... ، اذا لم يكن ذلك اسهاما في إنسانيته و إنسانية الاخرين.. ؟.
ما أهمية أن يكون المرء سنيا أم شيعيا ، وهو يسعى بكل طاقته لتفريق صفوف المسلمين ، في وقت يحتاجون فيه الى التآزر والتآلف ؟؟.
وما أهمية أن يكون المرء ، سنيا أم شيعيا ، وهو لا يحمل ذرة من مباديء وأخلاق الأسلام في عقله وضميره ، بل ويسيء ، بسلوكه ، الى صورة الأسلام والمسلمين ؟؟.

ما قيمة هذه التسميات ، اذا كانت مبررا للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد ، ونشر البغضاء ، وإشاعة الأحقاد ، ورش الموت والخراب والدمار .. وصولا الى تقطيع الرؤوس ، و وأد الحرية ، و تحويل الأوطان إلى قلاع منعزلة ، وسجون ، ومقابر جماعية ؟


تحياتي


نهر الحكمـة