عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 28-02-2006, 03:48 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي التكفير والغلو فيه ! وتغيير الفتوى بتغيير الحال

هناك فرق بين
"التكفير"
و
"الغلو في التكفير"
:
فالتكفير من الدين
وله شروط وموانع وله حد منصوص
"من بدّل دينه فاقتلوه"
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ولا يكون الدين ديناً إن لم يكن فيه تكفير ، فبالتكفير يُعرف من هو في الدين ممن هو خارجه ، وبدونه يصبح الدين كلا مباحا ومرتعاً يكون كل الناس داخله وخارجه في نفس الوقت ، فلو قال إنسان بأنه اخترع دين عالمي ، ولم يبين حدوده ، يصبح كل العالم من أتباع هذا الدين إذ أنهم لا يعرفون حده فيخرجون منه ، ويستطيع صاحب الدين أن يُخرج كل الناس من دينه بوضع حد واحد فيقول : هو دين خاص بي فقط .. فلو لم يضع هذا الحد لما عُرف أتباع دينه ، ولو قال : ديني أن يؤمن المرء بأنه إنسان لأصبح كل بني آدم يدينون بدينه .. فلا بد للدين من حدود يُعرف من ينتمي له ممن هو خارجه .. والدين الذي ليس له حدود معلومة ليس بدين ، وليس شيء مخلوق في الكون إلا وله حدود ، فكل فكر أو فلسفة أو مذهب لا بد له من حد يفصله عن غيره
..
أما "الغلو في التكفير" فهذا يكون بإخراج الإنسان من الدين لأسباب وحدود مغلوطة أو غير مقررة فيه ، ففي ديننا مثلاً : تكفير صاحب الكبيرة والمعصية غلو في التكفير ، فليست كل معصية سببا لخروج المسلم من الإسلام وإن كانت موجبة للعقاب (ما لم يستحلها الإنسان عن علم) ، وكذلك إنتفاء الشروط ووجود الموانع المعتبرة يجب أن تكون محل بحث ونظر قبل التكفير ، فالغلو : أن ترسم حدوداً للدين ليست مقررة فيه ، أو تُلغي أو تُحرّف الشروط والموانع المقررة للتكفير أو تحملها ما لا تحتمل

..
لا يستقيم الدين بلا تكفير كما لا يستقيم حال الأمة بالغلو في التكفير

فإلغاء التكفير إلغاء لماهية الشريعة ، والغلو في التكفير من أعظم أسباب الفتنة .. وحقيقة التكفير موجودة في جميع الأديان بل وحتى في الأقطار والبلدان ، فمثلاً : لما سحبت حكومة الرياض الجنسية عن الشيخ أسامة وسحبت الكويت الجنسية عن الشيخ سليمان أبو غيث ، فهذا العمل تكفير لهما من وجه ، حيث أنه إخراج لهما من حيّز "المواطنة" ، فالكل يمارس التكفير ولاكن تختلف الأسماء والمسميات ..
ولذلك نقول لمن يحاولون إلغاء التكفير وينتقدونه : إنكم تُلغون بكلامكم هذا الدين جملة وتفصيلاً ، وكلامك هذا غير منطقي ولا يقره شرع ولا عقل ، أما إن كانوا يقصدون "الغلو في التكفير" فنحن معهم ، ولكن ينبغي عليهم أن يذكروا هذا ولا يخلطوا الأمرين حتى لا يلتبس على الناس ، فإن ما نخشاه أن يعمد بعض الجهال في ما بعد إلى إدخال اليهود والنصارى والهندوس والبوذيين والصابئة في الإسلام بحجة التنزه عن التكفير ، وهذا ما يصبو إليه الأعداء عن طريق ما يسمونه بتقارب الأديان أو وحدة الأديان ، وهو كفر بلا شك

..
ـــــــــــــــــــــــــــ

تغيّر الفتوى بتغير الحال

القذافي صاحب ليبيا كان كافرا مرتدا عن الدين لنشره كتابه الأخضر الذي أنكر فيه السنة وأتى فيه بالأمور العظام التي تقشعر منها الأبدان ، ولأمور أخرى كثيرة ، وقد أفتى بكفره مجموعة من العلماء ، كان هذا يوم أن كان هذا المعتوه يُعلن العداء لأمريكا ، ولكن تعالوا واسألوا أهل العلم والمعرفة اليوم عن حال القذافي بعد أن رضيت عنه أمريكا ورضي عنها ورجعت المياه إلى مجاريها .. القذافي اليوم : ولي أمر المسلمين في ليبيا تجب طاعته ولا يجوز الخروج عليه بأي حال !! فسبحان مقلب القلوب
..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
حفظك الله يا شيخ حسين بن محمود




__________________