عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 02-03-2006, 04:46 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي


وقد كان الملك عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ يغتنم مواسم الحج في الدعوة إلى عقيدة السلف الصالح والأخذ بالكتاب والسنة، وتنقية التوحيد من الشوائب، وأدران الشرك والخرافات، فكان له ـ رحمه الله ـ مأدبة كبرى يلتقي فيها بعلماء الدول والحجاج فيدعوهم إلى الله وإخلاص العبودية له. خطب ـ رحمه الله ـ في جمع غفير من ضيوف الرحمن فقال: (المسلم لا يكون إسلامه صحيحاً إلا إذا أخلص العبادة لله وحده يجب أن يتدبر المسلمون معنى (لا إله إلا الله) يجب على الإنسان ألا يشرك مع الله في عبادته نبياً مرسلاً ولا ملكاً مقرباً. يجب أن يتبع المسلمون القول بالعمل أما القول المجرد فلا يفيد. ما فائدة رجل يقول: لا إله إلا الله ولكن يشرك ما دون الله في عبادته.

إن الإشراك مع عبادة الله كفر وليس بعد الكفر ذنب. إن دين الله ظاهر كالشمس لا لبس فيه ولا تعقيد.

ثم أضاف ـ رحمه الله ـ: (إن من أعظم الأوامر توحيد الله جل وعلا توحيداً منزهاً عن الشرك.

وخطب ـ رحمه الله ـ في حجاج الهند فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: (إن أول ما يلزمنا من الإسلام هي كلمة الشهادتين ومعنى الشهادة لا إله إلا الله أنه تفيد إثبات وحدانية الله سبحانه وتعالى.

لا يوجد إنسان غير مذنب لأن العصمة لله وحده. ولكن الذنوب على درجات منها ما لا يمكن معه صفح أو غفران وهو الشرك بالله).

ويقول ـ رحمه الله تعالى ـ مبيناً وجوب صرف العبادة لله وحده، موضحاً أن توحيد الله وعبادته، هو الغاية من خلق الناس، فيقول: (أما العبادة فلا تصرف إلا لله وحده لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا تخفى عليكم الآية الكريمة [وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون] (الذاريات: 56) ومعنى يعبدون يوحدون، فالتوحيد خاص بالله تعالى، والعبادة لا تصرف إلا إليه، والرجاء والخوف والأمل كله بالله ولله، وما بعث محمد ولا أرسل الرسل ولا جاهد المجاهدون إلا لتوحيد الله تعالى).

ويقول ـ رحمه الله تعالى ـ في بيان حرصه على إتباع الكتاب والسنة وعبادة الله وحده والحث على ذلك: (إني أفضل أن أكون على رأس جبل أكل من عشب الأرض، أعبد الله وحده، على أن أكون ملكاً على سائر الدنيا وهي على حالتها من الكفر والضلال. اللهم إنك تعلم أني أحب من تحب وأبغض من تبغض.

إننا لا تهمنا الأسماء ولا الألقاب وإنما يهمنا القيام بحق واجب كلمة التوحيد).

كما قال ـ رحمه الله ـ في الحث على الاجتماع على كلمة التوحيد، والعمل بالكتاب والسنة وبيان أن ذلك سبب الوحدة وجمع الشمل: (إن الذي يجمع شملنا ويوحد بيننا هو: الالتفاف حول كلمة التوحيد والعمل بما أمر الله به ورسوله).

وخطب ـ رحمه الله ـ في حفل أمانة العاصمة بمكة المكرمة في التاسع عشر من صفر سنة 1356هـ في الحث على الأخذ بالكتاب والسنة ووجوب أن تكون الحياة كلها وفق منهج الله عز وجل، ووجوب إعداد القوة، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: (يسرني دائماً الاجتماع بكم والتحدث إليكم. لما في الاجتماع من فوائد ولأن في الاجتماع أكبر المصالح.

إن أشد ما يؤلمني ما كان فيه أقل ضرر على شعبي وبلادي فإذا كلفنا عليكم اليوم فلا نقصد بهذا إلا التناصح والنظر فيما فيه مصلحة الأمة والبلاد.

إن الحياة المجردة عن الدين، والزاخرة بأنواع القوة ليست حياة، كذلك عظمة الملك وجبروته ليست بالحياة، وإنما الحياة الدين والتمسك به وإقامة حدود الله، فالحياة التي تسير على أساس الدين هي القوة، أما الحياة التي تسير على غير الدين فهي كالمطر الذي يقع على السبخة فلا يجدي ولا يثمر.

إن الدين الإسلامي الصحيح في نظري هو أساس الرقي، ومن اعترضنا في ديننا أو وطننا قاتلناه ولو كان أهل الأرض، وإن الإسلام ملك علينا قلوبنا وملك جوارحنا، وليس معنى هذا أن المتمسكين بالدين يجب عليهم عدم الأخذ بأسباب القوة.. لا .. إن القوة واجبة قال تعالى: [وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم] (الأنفال: 60).

وقال ـ رحمه الله تعالى ـ داعياً إلى أن يكون الإيمان بالله هو منطلق المسلمين نحو الأخذ بأسباب القوة، وأن ذلك أعظم هذه الأسباب: (إذا أراد المسلمون والعرب قتال أعدائهم فإن أعدوا آلة من آلات الحرب أعد أعداؤهم مئات بل ألوفاً، ولكن قوة واحدة إذا أعدها المسلمون لم يتمكن أعداؤهم أن يأتوا بمثلها وهي إيمانهم بالله وثقتهم به).

ويقول في بيان أن واجب المسلم الدعوة إلى الله ـ عز وجل ـ والسعي في الأرض بالإصلاح: (الإسلام عزيز عليّ ورهبته في قلوب أعدائه كبيرة، فواجب المسلم أن يقوم بالدعوة إلى الله عبادة خالصة وأن يسعى لإصلاح شؤون المسلمين إصلاحاً حقيقاً لا نظرياً).

ومع الدعوة إلى العقيدة في داخل هذه البلاد من مؤسسها الملك عبد العزيز فهو حريص على أن يدعو المسلمين في كل مكان من أرجاء العالم إلى الاهتمام بالعقيدة والعمل بها والدعوة إلهيا لأنها سبب الفوز والنجاة يقول: (إنني أدعو المسلمين جميعاً إلى عبادة وحدة والرجوع للعمل بما كان عليه السلف الصالح لأنه لا نجاة للمسلمين إلا بهذا).

وأخيراً فإنه ـ رحمه الله ـ يبين مدى حبه للدين وحرصه على الدعوة إليه ووصيته كل مسلم بهذه الدعوة إلى الإسلام: (الإسلام عزيز عليّ ورهبته في قلوب أعدائه كبيرة. فواجب المسلم أن يقوم بالدعوة إلى عبادة خالصة).

فهذه نماذج يسيرة تبين عقيدة الملك عبد العزيز ومنهجه.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }