عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 04-03-2006, 02:55 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

الأخ المحترم سعد اللواص , إليك أحد المفترين على المملكة ..... يا كثرهم كثرآآآآآآآ .


رسالة من الشيخ / إبراهيم بن محمد الحقيل

يقول فيها



هذا ما حصل لي في البنك السعودي الأمريكي ... سامبا



حصل لي اليوم ما لا سكوت معه ، وأسأل الله تعالى ألاّ يعذبنا بذنوبنا وسكوتنا عن منكرات يجاهر بها السفهاء منا غير مبالين بشرع الله تعالى ، ولا بأنظمة الدولة التي في بنودها ما يمنع ظهور هذه المنكرات . لا أطيل عليكم بالمقدمات ، ولكني ما كنت أعرف البنوك الربوية إلا أثناء المرور بها في الشوارع ، وأكره حتى النظر إليها لأنها حرب على الله تعالى وعلى رسوله ، وقد اضطررت لدخولها لأمر لابد منه ، وهذا قليل جدا ، وأزعم أني طوال حياتي التي قاربت الأربعين عاما ما ولجت أبوابها عشر مرات ، ولكن حدث لي قبل أذان الظهر بما يقارب نصف ساعة من يوم الأربعاء 1 / 2 / 1427هـ حادثة في بنك إذ كان لا بد من الذهاب إلي البنك السعودي الأمريكي ( سامبا ) لصرف شيكات لا تصرف إلا منه ، فاخترت الفرع المقال لهايبر بنده على طريق الملك فهد بحي النخيل ، لقرب مدرسة بناتي .

دخلت البنك ، وأخذت رقماً والناس فيه كثر ، فلما أزف وقت صلاة الظهر هممت بالخروج لآتيه في وقت آخر ، ورأيت أن أنبه المدير على الصلاة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ دخلت عليه وسلمت وكان استقباله حسناً مشوباً بحذر وحيطة وتساؤل عن سبب مجيئي ، فسألته إن كانوا يصلون في البنك أم خارجه ولا سيما أن المسجد قريب منهم ، فأخبرني أنهم يصلون في البنك بعد الأذان بعشر دقائق ، وخيرني بين الصلاة معهم أم خارج البنك على أني إن خرجت أفقد الدخول مرة أخرى لأن البنك أُغلق . فرحت فرحاً شديداً لما أخبرني بذلك ، واستغفرت الله تعالى من سوء ظني بالعاملين في البنوك ولا سيما أني حين دخلت رأيت وجوهاً يملؤها البؤس والشقاء والظلام لا أجد وصفاً أدق من وصف الله تعالى فيها ( عليها غبرة ترهقها قترة ) إي والله تعالى إنّ وجوههم لكذلك ، هذا ما رأيته ، وإن كانت الغبرة والقترة متفاوتة بينهم .

أكدت على مدير البنك بأني سأصلي في البنك لأنهي معاملتي التي جئت من أجلها ، ذهبت العشر دقائق الأولى عقب الأذان ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ولم يتحرك أحد من العاملين في البنك عن مكانه والمراجعون ينهون معاملاتهم ويخرجون من الباب الخلفي للبنك ، وأواخرهم قد فاتتهم الصلاة خارج البنك جزماً . سألت أحد الصرافين إن كانوا يصلون في البنك ، وبدأت أشك أن المدير كذب عليّ ، فقال لي الصراف : إنهم يصلون في بيوتهم ولا يصلون في البنك ، فانصرفت منه إلى المدير وأخبرته بأن الصلاة فاتتني خارج البنك بسببه وذكرته بوعده ، فاتصل بأحد الموظفين وطلب منه فرش سجادة الصلاة في الصالة ، وفرشها عامل البنك ، وصليت النافلة ولم يأتيني أحد ، وكتَبَة الربا يحيطون بي من كل جانب خلف زجاجاتهم أو على مكاتبهم يدونون معاملات البنك . طال انتظاري وتأخرت على أولادي في مدارسهم ، فإذا بالعامل الذي فرش السجادة يأتيني قد توضأ ، وأراد أن يقيم الصلاة ، فسألته وهؤلاء ؟ قال : إنهم لا يصلون . دعوت القريبين مني إلى الصلاة وكأنهم صم لا يسمعون ، عمي لا يبصرون ، فهممت أن أذهب إلى مديرهم للمرة الثالثة وقد امتلأت غضباّ وغيظاً لكني خشيت ألاّ أملك نفسي فأتلفظ عليه بما لا يليق ، وقدّرت المصالح والمفاسد ، فآثرت أن أرسل العامل إليه ، وأخبرت العامل بأنه وعدني وأخبرني أنهم يصلون جميعاَ ، فضحك العامل مرة أخرى وقال : هم لا يصلون أبداً . فأمرته أن يذهب إليه ويخبره بأني أرسلته وأني أنتظره . فرجع العامل وقال : لن يصلي ، وهتف لحارس البنك الذي كان يساعد أحدهم في معاملاته ، فقام يتوضأ ثم أقام العامل الصلاة وصلى معي ولحق بنا الحارس، وكَتَبَة الربا أشبه بالدائرة علينا ونحن وسطهم في صالة البنك .

وإنني أبرأ إلى الله تعالى من فعلهم هذا ، وأسأل الله تعالى ألاّ يعذبنا بسببهم وأمثالهم من المجاهرين بالمنكرات ، الممتنعين عن القيام بأركان الإسلام .

وأوجه الرسائل التالية إنكاراً للمنكر، وبراءةً للذمة ، وإيقافاً على من له الأمرعلى بعض ٍ مما يجري في مجتمعنا المسلم :

الرسالة الأولى : لأولئك البؤساء الذين أنكروا نعمة الله تعالى عليهم ، وعطلوا فريضته ، فضاقت صدورهم ، وأظلمت قلوبهم ولو ملكوا ما ملكوا ، فلا سعادة يجدونها إلا في طاعة الله تعالى ومرضاته .

وإن كان الشيطان قد أغواهم لمّا ماعملوا في مجالات الربا ، واكتسبوا الحرام ، فاستحلوا بسبب ذلك كل المحرمات ، وعطلوا الفرائض ، فليعلموا أنّ الربا كبيرة وترك الصلاة كفر ، ولعل من صلى منهم أن يوفق لترك الربا ، وليس فعل الربا مسوغاً صحيحاً لترك الصلاة ، وما هي إلا خطوات الشيطان التي نهانا الله تعالى عن إتباعها ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ) .

الرسالة الثانية : لمدير البنك الذي كذب عليّ ، وهو يحمل آثام رعيته الذين هم تحت يده من غير أن ينقص من إثم الواحد منهم شيء ، فأقول له : إن لم يكن لديك دين ولا أخلاق لتمتهن الكذب على الناس فلا أقل من أن تمنعك الدنيا منه ، وأنت تجلس على كرسي الإدارة في ذلك الفرع ، وعيب على من ترأس أن يمتهن الكذب ، وإن ما فاتني من أجر الصلاة مع جماعة المسلمين سأطالبك به يوم القيامة ، لأنه ما فاتني إلاّ بسبب كذبك ، وسأحاجك عند الله تعالى فيه .

الرسالة الثالثة : إلى مجلس إدارة البنك السعودي الأمريكي ( سامبا ) فأقول لهم : إذا كان غرقكم في الربا أباح لكم في نفوسكم ترك عمود الإسلام ، حتى أنكم لا تراقبون أداء هذه الشعيرة في فروعكم ، فلا أقل من أن تحترموا مشاعر الناس بإظهار وتعظيم شعائر دينهم ولو لم تدينوا بها ، فأنتم في بلد الإسلام ، وجمهور الناس فيه من المصلين . كما أنني أطالبكم بمعاقبة المدير الكذاب ، وكل العاملين في ذلك الفرع على المجاهرة بالسوء ، والامتناع عن أداء ركن الإسلام . وإذا كان مبدؤكم مبنياً على الكفر بالصلاة فضعوا لافتة على أبواب فروعكم بأن الصلاة لا تقام في البنك إذا حضرت ولو كان مليئاً بالناس ، كما وضعتم لافتات منع التدخين ، ولزوم الالتزام بالنظام ، وإبراز بطاقة الأحوال فليست تلك الأمور أعظم شأناً من الصلاة في نفوس من يتعاملون معكم من المسلمين . أمّا أن تحبسوا الناس عن الصلاة ويكذب موظفوكم عليهم فليس هذا من أخلاق التعامل في شيء .

الرسالة الرابعة : إلى ولاة الأمر من العلماء والحكام فأقول لهم : إنّ البلاد والعباد أمانة في أعناقكم ، والمجاهرة بترك الصلاة من أعظم المنكر ، كيف والفتوى في هذه البلاد المباركة على كفر الممتنع عن الصلاة وتاركها بالكلية ، ولا زال المسئولون فيما علمنا يصدرون المراسيم والأوامر على مختلف الدوائر الحكومية بالاهتمام بشأن الصلاة ومعاقبة المتخلفين عنها ، ورأيت بعيني كثيرا منها ، فهل البنوك خارج تلك المراسيم والأوامر ؟ وما الذي أخرجها ؟ فإن كان هناك أوامر لهم فلماذا لا يلتزمون بتعليقها في البنك حتى يكون لمن يحاججهم ويأمرهم بالمعروف حجة ، كما علقوا تعاميم منع التدخين ولزوم إبراز بطاقة الأحوال ، ولست أظن أنّ إبراز بطاقة الأحوال أعظم شأناً في نفوس المسئولين من عمود الإسلام . وإنني كمسلم يغار على دينه ، ويخاف أن تنزل العقوبة على بلده أطالب الجهات المسئولة بالتحقيق في مثل هذه القضايا ، ومراقبة مثل هذه المجمعات أوقات الصلاة ، وإنزال العقوبة الشديدة بمن يتلاعب بالأنظمة في ذلك ، أو يتهاون في تطبيقها .

الرسالة الخامسة : إلى عموم المسلمين فأقول لهم : يجب على من كان في مجمع من المجمعات سوق أو بنك أو دائرة حكومية أو شركة أو غيرها أن يطالب بحقه كمسلم في إقامة الصلاة إذا دخل وقتها ، وتخصيص أماكن لذلك ، والعناية به من قبل هذه المجمعات ، والإنكار الشديد على من جاهر بتركه للصلاة من المسلمين ، فإنّ العقوبة إذا نزلت عمت الجميع ، والذين يجاهرون بالمنكرات من تضييع الفرائض وفعل المحرمات هم أشد فئات المجتمع خطراً على البلاد والعباد ، وهم السبب الأول في رفع النعم ، وحلول النقم ، ومن أنكر فقد برئ ولكن من رضي ووافق .

وإذا كان الناس ينكرون وبأعلى أصواتهم تعطل خدمة من الخدمات في البنوك ، أو تهاون الموظف في أداء عمله حتى أخّرهم فما بالهم لا ينكرون في هذا الشأن العظيم الذي هو عمود الإسلام ، ولا حظ لمن تركه .





نسأل الله العافية ، وكيف يقابلون الله تعالى غداً وهم على هذا الحال غضباً في أمور الدنيا ، ومواتاً إذا انتهكت حرمات الله تعالى . اللهم بلغت ، اللهم فاشهد ..وأسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين ، وألاّ يعذبنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا . والحمد لله أولاً وآخراً .
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات