عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 06-03-2006, 01:19 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الحلقة الخامسة

نزولاً عند رغبة كثير من القراء في عدم الاختصار في ذكر بيان موقف علماء أهل السنة في البلاد المصرية من الدولة السعودية حين قيامها.

وتمشياً مع رغبتهم في الاقتصار على نموذج أو نموذجين لأنه على حد قولهم. من لم تقنعه الحجة عن عالم معتبر منهم فلا حيلة فيه ولو بألف حجة!!

لهذا اقتصرت على موقفين اثنين لعالمين فاضلين من علماء أهل السنة والحديث في الديار المصرية وهما ممن عاصرا قيام الدولة السعودية الثالثة ومؤسسها الملك عبد العزيز وهما ممن التقيا به وتعاملا معه عن قرب وصارت بينهما علاقة وطيدة مع ما عرفا به من قوة في الحق والدفاع عن أهله وعدم المجاملة في الدين وممالاة أعدائه ومداهنتهم فيه، ناهيك عن موقفهم من علماء زمانهم وحثهم وتشجيعهم على قول كلمة الحق وعدم المجاملة فيه، وتحذيرهم من السلوك من مسلك علماء السلطان والدرهم والدينار كما تشهد بذلك كتبهم ومؤلفاتهم ومقالاتهم ومواقفهم التي لم تكن تأخذهم في الله لومة لائم، وهما ممن كانا لهم الفضل الأكبر بعد الله في نشر عقيدة التوحيد ومحاربة البدع والخرافات ومظاهر الجاهلية في البلاد المصرية من التبرج والسفور وتحكم القوانين الوضعية وغير ذلك. وهما:

أولاً : فضيلة الشيخ العلامة أحمد محمد شاكر :

المحدث المشهور محققا لمسند وتفسير ابن جرير ومؤلف (عمدة التفسير) و(كلمة الحق) وغيرها من الكتب، صاحب المواقف المشرفة في نصرة السنة وأهلها، ولا أدل على ذلك من مؤلفاته التي بلغت القاصي والداني، وكان الشيخ أحمد شاكر على علاقة وطيدة بالملك عبد العزيز وقد بين هذه العلاقة في عدد من تحقيقاته ومؤلفاته ومن ذلك ما سطره في مقدمة تحقيقه للمسند حيث يقول في ذلك:

[ وطالما فكرت في نشر المسند بين الناس على النحو الذي صنفت ووصفت شغفاً بخدمة السنة وأهلها، وحرصاً على إذاعة فائدة هذا الكتاب الذي جعله مؤلفه للناس إماماً، وخشية أن يضيع هذا العمل الذي لم أسبق إليه، والذي أعتقد أنه سيكون إن شاء الله من أكبر المرغبات لأهل هذا العصر في دراسة الحديث، وأنه سيكون مفتاحاً لجميع كتب السنة لمن وفقه الله وسعيت في سبيل ذلك جهدي سنين كثيرة، حتى كدت أيأس من طبعه، إلى أن وفقت إلى الاتفاق مع (دار المعارف) على طبعه، وهي من أكبر دور النشر في القاهرة، وأوثقها وأشدها إتقاناً.

وصادف ذلك أن كانت الزيارة الرسمية التي شرف فيها مصر بزيارته، أسد الجزيرة، حامي حمى السنة، رجل العلم والعمل، والسيف والقلم الإمام العادل، (الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود) أطال الله بقاءه، وكانت هذه الزيارة المباركة من يوم الخميس 6 صفر الخير من هذا العام 1365هـ إلى يوم الثلاثاء 18 منه، فما أن رفع إلى جلالته شأن هذا الكتاب حتى أصدر أمره الكريم إلى حكومته السنية بالاشتراك في عدد كبير من نسخه. من أوله إلى آخره. إجلالاً لشأن الإمام الكبير، وعطفاً على شخصي الضعيف.

بارك الله في جلالته، وحفظه مؤيداً منصوراً، وذخراً للإسلام والمسلمين وناشراً للواء العرب ومجدداً لمجدهم.

وأقر عينه بأنجاله الأشبال الكرام، السادة النجب، قادة العرب وقدوتهم وموئل عزهم، الأمراء (سعود) و (فيصل) وإخوتهما ].

وقال أيضاً: [ وكان من توفيق الله ورعايته أن تشرفت هذا العام ـ 1368هـ ـ بزيارة حضرة صاحب الجلالة الملك العادل، ناصر السنة وحامي حماها، مولاي الإمام (عبد العزيز آل سعود) في الرياض الزاهرة، وعرضت على مسامعه الكريمة حاجة العلماء والطلاب إلى اقتناء المسند بقيمة ميسرة لهم، فصدر أمره الكريم بطبع عدد آخر على ورق أقل قليلاً من الورق الأول ليباع لهم بثمن أقل كثيراً من الثمن الأول...]

إلى أن قال: [ ثم تفضل حفظه الله وأيده فأصدر أمره بإعادة طبع الأجزاء الستة الأولى على هذا الوضع أيضاً, وها هو ذا الجزء الأول، تتلوه الأجزاء الباقية من فيض مولاي الملك الإمام وواسع كرمه، إن شاء الله أطال الله بقاءه مؤيداً منصوراً، موقداً للخير والعمل الصالح ].

هذه نماذج يسيرة تبين عمق علاقة الشيخ أحمد شاكر بالملك عبد العزيز والدولة السعودية وموالاته لها وثنائه عليها ومدى ارتباطه بها.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }