والعالم الآخر هو :
فضيلة الشيخ العلامة / محمد حامد الفقي ـ رحمه الله ـ
مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر والذي شهد له القاصي والداني بصدقه وحسن سيرته ومنهجه ونصرته لمنهج السلف وعقيدتهم ومجابهته لأهل الشرك والبدع والخرافات وغير ذلك مما يطول وصفه.
والشيخ الفقي له كلمات كثيرة تبين مدى علاقته بالملك عبد العزيز والدولة السعودية، ولعلي أقتصر بنقل واحد يبين فيه موقفه من هذه الدولة وقادتها حيث يقول:
(.. ثم قام من بعد ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تلاميذ لهما وأتباع في كل عصر ومصر، استضاءوا بمشكاة الكتاب والسنة، وجاهدوا في الله حق جهاده، حتى كان شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ـ 1115 ـ 1206 ـ فقام يجدد للناس أمر دينهم، وما زال يتنقل في البلاد مجاهداً، وداعياً صادقاً محتسباً أجره على الله فيما يلقاه من أذى سدنة القبور والمتجرين بها، وكلما حاولوا إطفاء نور الله ردّ الله كيدهم في نحورهم، حتى كانت النعمة التامة فضم الله إليه سيف آل سعود، وشدّ بهم أزره، فأعلى الله كلمته بلسان الشيخ محمد، وعلى ظُبى سيوف آل سعود الأمجاد، وأيد الله قوة اللسان الصادق ببأس الحديد الشديد، وأعز كلمة العلم بسواعد السعوديين الأشداء. فتمت كلمة الله ونعمته على الجزيرة، وأشرقت عليها من جديد شمس الإسلام، وعز التوحيد وذل الشرك، وجاء الحق وزهق الباطل.
ولقد بارك الله في آل الشيخ وذريته، وفي آل سعود، فلا يزال الجميع إلى اليوم ألسنة صدق وسيوف عز للإسلام والتوحيد، خصوصاً منهم الإمام العادل الذي جدد للتوحيد ثوبه القشيب وأعاد للجزيرة أمنها ورخاءها: جلالة الملك عبد العزيز المتوفى في ربيع الأول من سنة 1373 رحمه الله رحمة واسعة. وأسبغ على قبره شآبيب الغفران. وأطال عمر خليفته سعود بن عبد العزيز، وأدام رايته مرفوعة، وأيده بعزيز نصره وتأييده..).
وإلى حلقة قادمة إن شاء الله تعالى