
07-03-2006, 08:41 PM
|
مشرف
|
|
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
|
|
دور التعقل :
".................. أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {44}" سورة البقرة
يندبنا القرآن الكريم لأن ندرس تصرفاتنا وعقائدنا بشكل حاسم . خلاصنا هو فى البحث والإستسلام للحق . ومن أحد أهداف القرآن ، أن يكون منهاجنا فى تلقى تعاليم الدين ، بالفكر المنظم ، لنكتشف التناقضات فى تصرفاتنا وأفعالنا . نجد ذلك متناثرا فى الأمثال المعروضة ، والقصص المختلفة ، والدروس التى تناقش الصحيح والخطأ من الأفكار . القرآن يؤكد على أهمية البرهان والحجة والدليل ، فى أى نقاش ، وكمثال على ذلك ، بعضا من هذه الآيات :::
( 1 ) وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {111} سورة البقرة
( 2 ) سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ {148} سورة الأنعام
( 3 ) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ {33} فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34} أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ {35} أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ {36} سورة الطور
( 4 ) لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ {13} سورة النور
( 5 ) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {113} سورة البقرة
( 6 ) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {47} سورة يس
الآية الخامسة المذكورة أعلاه ، تذكرنا بالمثل الذى يقول "من بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة" .
فى حين أن الآية السادسة ، لو تبنينا هذا المنطق المعوج ، فلن يكون هناك تكافل ولا صدقة ولا ترابط بين البشر وتعاطف .
( 7 ) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176} سورة الأعراف
والآية رقم ( 7 ) من سورة الأعراف ، تعطى المثل الحى للمعاندين ، الذين تصل إليهم الرسالة والبراهين على صدقها ، فيبتعدون عنها حرصا على الدنيا :
( 8 ) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً {22} سورة الكهف
وفى سورة الكهف ، يعطيك المثل فى ( 8 ) ، السطحية فى التفكير لبعض الناس ، واللجاجة فى سؤال أسئلة لا تسمن ولا تغنى من جوع ، فكون أصحاب الكهف ، ثلاثة أو أكثر أو أقل ، ماذا يفيد العلم بعددهم فى صلب الموضوع ؟
( 9 ) وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ {78} فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ {79} سورة الأنبياء
وفى هذه الآيات يوضح سبحانه وتعالى أن الإلهام للقضاء الصحيح ، يكون منه ، وذلك حضا لنا لنسأله الهداية فى كل الأمور .
( 10 ) أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً {78} مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً {79} سورة النساء
الآية رقم ( 10 ) هى درس لنا لنفرق بين الأفعال التى تعود "إلى الله" ، وتلك التى تأتى"من الله" ، فبينما نحن المسئولين عن أفعالنا ، فقدرتنا وما أودع فينا من فعل الشر ، هى من عند الله . لهذا ففعل الشر ينسب إلينا ، وليس إلى الله . فالشر فى هذا الكون ليس مطلقا ، بل له هدف معين "التمحيص" .
هذا المفهوم ، يثير أمامنا موضوع من أهم العقبات بين الإيمان والكفر ، ويطل برأسه فى أيامنا هذه ، كما فرض نفسه فى الماضى . "الإيمان والسببية" أو "التسيير والتخيير" ، وسنناقشه فى الحلقة التالية .
"مداخلة : بمناسبة ما ورد أعلاه من آيات ، فكثيرا ما أقف أمام هذهالآية الكريمة من سورة يس :::
"أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ {77} وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79}" سورة يس
هذه الاية التى ترد بمنتهى العقلانية والقوة على منكرى البعث ، أنت أيها الإنسان ترى بعينيك كيف بدأت خلقتك "من نطفة" ، هذه النطفة الضعيفة تكونت عظاما ، ثم إنسانا ... فهل يعجز خالقك الذى أنشأك من ضعف ، أن يعيدك مرة ثانية ؟؟؟ ... وبقية الآيات التى تشير لخلق السموات والأرض ، التى لو قارنت نفسك بها لذهلت ، كم تساوى هذه الأرض التى تعيش عليها بالنسبة للكون الفسيح ؟؟؟ ، وكم تساوى أنت بالنسبة للأرض ؟؟؟ هل يعجز خالق هذا الكون من أن يعيدك كما بدأت ؟؟؟ ... كفاك تكبر وجهل ، وعد إلى خالقك وآمن به ، وآمن بقدرته ، وسبحه ليلا ونهارا لعله يرضى عنك" .
[COLOR="Red]يتبع [/b][/color][/b]
|