وهذا الخطر شعرت به الحكومة بعدما رات اصرار أمريكا على المضي قدماً في مشروع إحلال قوات حلف الناتو مكان قوات الاتحاد الإفريقي
فقامت ببث الحياة مرة أخرى في قوات الدفاع الشعبي ( مجاهدي الحركة الإسلامية المؤودة ) هذه القوات التي كان مصيرها التهميش والتشريد والتي هي في الأساس تقوم على كوادر الحركة الإسلامية ومن حملته النخوة لمقاتلة النصارى والماركسيين في الجنوب والشرق ، وهي تتكون من جميع الفئات رغم تنظيمها وترتيب أحوالها واعتبارها جزءاً من القوات المسلحة لئلا ينفرط عقدها ويحصل ما لا تحمد عاقبته حسب تفكير الحكومة
ويدل على هذا أن هذه القوات ومن التحق بها من مجاهدين في يوم الإثنين الأسود الذي اعقب مقتل قرنق هي التي ردت عادية الكافرين بعدما استبيحت الخرطوم في ضحوة نهار بالسلاح الأبيض والخفيف ، فتنادى الشباب أن هلموا وانضم لهم من انضم من شباب المساجد والمجاهدين فدحرت تلك الهجمة والتي استمرت لخمسة أيام في شكل اشتباكات متفرقة خمسة أيام لم يذق فيها هؤلاء النوم من قتال إلى قتال ومن تأمين منطقة إلى نجدة منطقة أخرى وقع فيها هجوم ، وما ذلك إلا أن هذه القوات تعمل وفق عقيدة الجهاد في سبيل الله تعالى ، لذلك كان استهداف الكفار لها بالإسم وطالبوا بحلها بل وهي أول من تم تسليم سلاحها في دارفور وطالبوا بوقف عملياتها ضد المتمردين العلمانين المدعومين من ألماينا وأمريكا وتشاد
فلقد حشد في يوم الخميس وحتى صباح الجمعة حشد لم تر صحراء المرخيات في مدينة أم درمان
( غربي العاصمة الخرطوم )
مثله قبله من جميع الذين انتسبوا أو تدربوا تحت غطاء هذه القوات أو من يريد النتساب إليها في هذا الوقت العصيب لأجل الإعداد والإستعداد لقتال قوات الكفر العالمي ، من قدامى المحاربين إلى أحدثهم تجربة ، وتمت التعبئة وختمت في فجر الجمعة بالبيعة للبشير على الموت ، وقررت قوات الدفاع الشعبي ان تخرج في مسيرة مليونية بالسلاح والعتاد والدروع يوم الأربعاء في مظهر من مظاهر إظهار القوة ليعلم الأمريكان ما ينتظرهم بحسب كلام المنسق العام لهذه القوات ، وهذا شيء جميل أن تجتمع تلك الجموع لقتال أمريكا وتظهر قوتها لأجل ذلك ، لكنني أريد تذكير تلك الجموع بدماء إخوانهم التي روت ثرى السودان المبارك بإذن الله وكيف أن هذه الدماء راحت هدرا بتوقيع اتفاقية السلام التي جعلت الكافر الباغي سافك الدماء الحرام شريكاً في الحكم ، وأن البشير الذي بايعتموه على الموت ، هو أكبر من خائن لدماء غخوانكم ، وواجب على الصادقين ألا يجعلوا الدفاع الشعبي ورقة من أوراق الساسة يبرزونها متى ما ضغط الكفر عليهم ، ووجب أن يكون الدين كله لله فلا وطنية ولا سلام مع الكفار واللئام
تضارب
تصريحات
يان برونك
( برمير السودان )
يان برونك مبعوث الأمم المتحدة كان في بداية الأسبوع الماضي هو الأعلى صوتاً بضرورة دخول قوات أممية لدارفور ، ولم يأبه للفت نظره والتشنيع عليه من قبل الحكومة أنه تخطى حدود ما اتفق عليه ، حتى صارت التقارير ترد عليه كالمطر عن خطورة هذا الأمر لأن القاعدة متمثلة في الدكتور أيمن الظواهري الساعد الأيمن للزعيم التنظيم الشيخ أسامة بن لادن كانت قد هددت أنه وفي حالة دخل قوات دولية لدارفور ستدخل القاعدة أيضاً ولن تحتاج لإذن من الحكومة السودانية ، هذه التصريحات أزعجت الحكومة وأزعجت كل مهتم من المنظمة الدولية بالأمر وهذا هو السبب الأساسي في رجوع بلير عن فكرته بإرسال 5000 جندي بريطاني إلى دار فور قبل عام من الآن ، هذه التصريحات دبت فيها الحياة ونفض عنها الغبار بعد تصريحات برونك وجولاته الماكوكية وتقاريره عن ضرورة إرسال هذه القوات إلى السودان
الصحف المحلية والمجلات الدورية تكتب وتحلل وتحذر وتنذر باقتراب الخطر إن أطل شبح القاعدة بسبب القوات الأممية ، وهذه الصحف بما تحمله من كيد وحقد على المجاهدين في القاعدة تضخم صورة هذا الشبح ليحدث الإنفصال بين الشعب المسلم المغلوب على أمره وحاملي أرواحهم على أكفهم ليرفعوا الشر عن أمة السودان إن وقع عليها البغي والظلم ، كما أن معلومة سربت إلى الأوساط الإعلامية في مطلع الأسبوع الماضي أن القوات الأممية بالخرطوم تلقت تهديداً وإنذاراً باستهداف جميع مرافقها مما جعلها تعلن الإستعداد وترفع درجة الخطر في جميع قواتها بالسودان وهذا ملاحظ على شكل القوات وفي مقرات تواجدها
هذا الأمر حدى بيان برونك بقلب موقفه مائة وثمانين درجة ليقول أن دخول هذه القوات سيكون كارثة للسودان وللمجتمع الدولي وللأمن والسلام العالميين ، وقال أنه شوهدت بعض الشخصيات المدرجة في قوائم الإرهاب والتي كانت تتنقل هنا وهناك شوهدت هذه الشخصيات ورصدت بالعاصمة الخرطوم ، وهذا ما اقض مضجع العلج فجعله يتراجع عن خطته ، لكنها في العرف الصحفي تعتبر مناورات وفي العرف السياسي لعب لا أكثر بعد الفوران الذي سببه بما فعله أول الأسبوع
وإن كان هناك من يحلم بفتح جبهة جديدة في السودان ليجاهد فيها ويستعد لحزم أمتعته للتوجه إلى هذه الجبهة فأقول له ، الوقت لا يزال مبكراً على هذا الأمر فنحن أهل البلد لا زلنا في حيرة من أمرنا فالحكومة لا تزال تلعب بالإعلام ، أما وجود شباب وتجمعات لجهاد أمريكا فهذا الأمر إلى الآن يعتبر جريمة ولو كانت الحكومة صادقة لأطلقت سراح قدامى المجاهدين سواء من العرب أو السودانيين من الذين أدينوا بذهابهم إلى أفغانستان أو العراق واقول للمتحمسين إن سجل حكومة السودان مع المجاهدين العرب قذر جداً بل هو سجل أسود وقمة في خيانة الدين والمواثيق فكم من مجاهد استدرج وسلم لدولته أو لأمريكا وعلى رأسهم الشيخ أبو ياسر رفاعي طه ، أقول هذا حتى لا يتكرر في الخرطوم ما حدث في بغداد قبل وبعد السقوط
كما أن المجرم صلاح عبد الله محمد مدير الأمن والمخابرات السودانية هو عميل لأمريكا وعمالته أوضح من عين الشمس ، حيث يتولى نيابة عن السي آي أيه الإشراف على العمل الإستخباري بالقرن الأفريقي وبالذات في الصومال لمراقبة تنظيم القاعدة ، وله أعمال استخبارية وتجسسية ضد المجاهدين في العراق ، فلا يضره أن يزيد رصيده بحفنة من الشباب المتحمس تقدم إلى السودان دون دراسة الأمر وتدبره وتوفير ما يلزم لمثل هذه الحالة ، فعلى الجميع الإنتظار حتى تبدأ الطلائع بالتوافد بعدها ستجدون بيوتنا تتشرف باستضافة بائعي انفسهم لمولاهم ، بل ستجدون الحكومة مضطرة لأن تفعل ما فعلته سوريا عند مقدم القوات الأمريكية على العراق من فتح اجواءها لجحافل المجاهدين دون حسيب او رقيب