عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 08-03-2006, 03:46 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي ودوا لو تدهن فيدهنون

يقول الشيخ سيد

هي المساومة إذن، والالتقاء في منتصف الطريق. كما يفعلون في التجارة. وفرق بين الاعتقاد والتجارة كبير! فصاحب العقيدة لا يتخلى عن شيء منها؛ لأن الصغير منها كالكبير. بل ليس في العقيدة صغير وكبير. إنها حقيقة واحدة متكاملة الأجزاء. لا يطيع فيها صاحبها أحداً، ولا يتخلى عن شيء منها أبداً.

وما كان يمكن أن يلتقي الإسلام والجاهلية في منتصف الطريق، ولا أن يلتقيا في أي طريق. وذلك حال الإسلام مع الجاهلية في كل زمان ومكان. جاهلية الأمس وجاهلية اليوم، وجاهلية الغد كلها سواء. إن الهوة بينها وبين الإسلام لا تعبر، ولا تقام عليها قنطرة، ولا تقبل قسمة ولا صلة. وإنما هو النضال الكامل الذي يستحيل فيه التوفيق!

ولقد وردت روايات شتى فيما كان يدهن به المشركون للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليدهن لهم ويلين؛ ويترك سب آلهتهم وتسفيه عبادتهم، أو يتابعهم في شيء مما هم عليه ليتابعوه في دينه، وهم حافظون ماء وجوههم أمام جماهير العرب! على عادة المساومين الباحثين عن أنصاف الحلول! ولكن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان حاسماً في موقفه من دينه، لا يدهن فيه ولا يلين. وهو فيما عدا الدين ألين الخلق جانباً وأحسنهم معاملة وأبرهم بعشيرة وأحرصهم على اليسر والتيسير. فأما الدين فهو الدين! وهو فيه عند توجيه ربه

{ فلا تطع المكذبين }
!

ولم يساوم

صلى الله عليه وسلم ـ في دينه وهو في
أحرج المواقف العصبية في مكة
وهو محاصر بدعوته
وأصحابه القلائل
يتخطفون ويعذبون ويؤذون في الله أشد الإيذاء
وهم صابرون.ولم يسكت عن كلمة واحدة ينبغي أن تقال في وجوه الأقوياء المتجبرين، تأليفاً لقلوبهم، أو دفعاً لأذاهم. ولم يسكت كذلك عن إيضاح حقيقة تمس العقيدة من قريب أو من بعيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
رحم الله سيد قطب وجعل ما كتب في ميزان
حسناته ونفعنا بكلماته التي كتبها بالدم
تقبله الله في الشهداء
__________________