عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 08-03-2006, 04:31 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الحلقة السادسة

حال الجزيرة العربية قبل الدولة السعودية وبعدها

كانت النية في أن تكون هذه الحلقة في بيان موقف علماء الجزيرة العربية من الملك عبد العزيز ودولة السعودية ولكني ارتأيت إرجاء بيان موقفهم وعرضه خلال الرد المفصل إن شاء الله تعالى: وجعلت هذه الحلقة في الشروع في المقدمة الخامسة وهي: (حال الجزيرة العربية قبل الدولة السعودية وبعدها) أعني بيان حال الجزيرة العربية قبل أن تدخل تحت حكم الملك عبد العزيز ومن ثم عرض حال الجزيرة بعد استيلائه عليها لنعرف مدى الفرق بين الأرضين.

إن الناظر بعين العدل والتجرد والإنصاف يظهر له جلياً بأن الملك عبد العزيز قد بذل جهوداً كبيرة عملية في محاربة الشرك بالله والبدع والمنكرات والفساد إضافة إلى تحذيره منها في خطبه ومؤتمراته ـ كما سبق بيان شيء من ذلك ـ فمن هذه الجهود العملية:

1 ـ حرصه على القضاء على كل مظاهر الشرك والبدع:

وذلك من خلال اهتمامه الشديد بهدم الأضرحة والقباب المقامة على القبور، وذلك باعتبارها مظهراً من مظاهر الشرك وذريعة له، ومظهراً يتنافى مع العقيدة الصحيحة وإخلاص الدين لله تعالى، ولما فيها من التعلق بغير الله واللجوء إليها وكانت هذه القباب موجودة في مقابر بعض الصحابة والصالحين في البقيع بالمدينة النبوية، وفي عدة نواحٍ في البلاد، كانت مقصداً للناس يتبركون بها ويطلبون عندها قضاء الحوائج.
وكل هذا من البدع المفضية إلى الشرك، بل إن فيه كثيراً من مظاهر الشرك.

وقد حرمها الإسلام، كما في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألاَّ تدع قبراً مشرفاً إلا سويته، ولا صورة إلا طمستها). وحرَّم إيقاد السرج عند القبور والبناء عليها والكتابة عليها، وغير ذلك من مظاهر الغلو التي تفضي إلى الإشراك بالله عز وجل.

وقد قال جابر رضي الله عنه: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه بناء). وعنه قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تجصص القبور وأن يكتب عليها).

فمما حرص عليه الملك عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ بعد دخوله مكة المكرمة أن قام بهدم القباب المبنية على بعض القبور والتي كان البعض يقصدونها تبركاً وتعظيماً وطلباً لقضاء الحوائج، فمن ذلك القبة التي كانت على قبر خديجة ـ رضي الله عنها ـ في الحجون، وقبة قبر ميمونة ـ رضي الله عنها ـ في طريق النورية، وقبر الرشيد في الزيمة، وقبر المستسقي في الحلقة القديمة، وغير ذلك كثير تم كله بأمر الملك عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ، ثم أقيمت مكتبة مكان البيت الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك دار السيدة خديجة، وكذلك هدم بيت فاطمة ـ رضي الله عنها ـ في زقاق الصواغة، وكل هذا حرصاً على حماية جناب التوحيد مما يصادمه ويناقضه من الغلو في هذه الأماكن.

وكذلك لما دخل الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ جدة هدم ما يسمى قبة حواء. قال الأستاذ محمد مغربي: [ أدركت قبر السيدة حواء أم البشر بمدينة جدة في أوائل الأربعينات من القرن الهجري الماضي تتوسطه قبة عظيمة ومن أمام القبة وخلفها ممر طويل، ويدخل الناس والحجاج خاصة لزيارة أمنا حواء في الحجرة التي تعلوها هذه القبة وقد زينت هذه الحجرة بالستائر، وأطلق فيها البخور، ويتولى أحد المشائخ وكان في ذلك العهد من بيت القاضي بجدة إدخال الحجاج، وتلقينهم الدعاء للزيارة، ويتقاضى الشيخ المذكور من الزائرين النقود التي يدفعونها مكافأة له، وحينما استولت الحكومة السعودية على الحجاز ودخل الملك عبد العزيز مدينة جدة سنة 1344هـ كان من أوائل الأعمال التي قامت بها الدولة السعودية هدم ما يسمى قبة حواء وقفل الزوايا المنسوبة إلى الطرق الصوفية، وإبطال البدع التي كانت سائدة في ذلك الزمان، والتي كان يتقرب بها الناس ـ كما يظنون ـ إلى الله تعالى، ولقد سبق للدولة السعودية الأولى أن أزالت قبة حواء ثم أعيد بناؤها في العهد العثماني في ولاية الحاج عثمان باشا القرملي الذي أسندت إليه ولاية الحجاز سنة 1257 هـ وبقي في الولاية إلى سنة 1261هـ].

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }