عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 08-03-2006, 04:33 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وكذلك القبور المعظمة وما عليها من القباب كقبر الشيخ العلوية وهو قريب من باب مكة، وقبر الشيخ أبو سرير وضريحه بزواية معروفة في آخر سوق النداء، وقبر الشيخ أبو حنة، ومقام الشيخ أبو عنبة، وقبر الإمام الشهير المعروف بالمظلوم، وأقفل الزوايا المنسوبة إلى الطرق الصوفية.

قال الأستاذ محمد بن علي المغربي: [ كانت هذه الزوايا قائمة في مدينة جدة وكان أصحاب هذه الفرق يمارسون ما يسمونه بـ(الذكر) بأسلوب لا يتفق وصفاء العقيدة الصحيحة، ولقد أدركت بعض المنتسبين إلى هذه الطرق الصوفية في أواخر العهد الهاشمي يؤدون ما يصفونه بالذكر ويخرجون جماعات إلى الطرقات يسبقهم الطبل والزمر وهم يغنون ويرقصون ويأتون بحركات لا تتفق ووقار الذكر وخشوعه، ويقيمون الولائم في أعياد خاصة بهم، ويحيون الليالي في احتفالات صاخبة، وحينما دانت البلاد لجلالة الملك عبد العزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ أبطلت هذه الطرق الصوفية وانتهت تلك البدع السائدة، وإني لأذكر وأنا صغير السن في العاشرة أنني نظرت مرة إلى مسبحة كبيرة حباتها أكبر من حجم البيضة الكبيرة وهي تملأ جدار الزاوية فأدركت بعقلي الصغير في ذلك الزمان أن هذه المسبحة العظيمة بحجمها الكبير والتي تنسب إلى السيد البدوي، أدركت أنها أكذوبة كبيرة يتسلط بها القائمون على الزاوية على عقول السذج والبلهاء، ونحمد الله أن أزيلت هذه البدع وانتهت هذه الترهات، وعادت العقيدة إلى صفائها ونقائها والحمد لله رب العالمين]ا.هـ.

وقال كذلك: " وقد أخبرني ـ يعني عبد الرؤوف الصبان ـ أنه كان من أصدقاء الشيخ محمد حسين نصيف وكان يقضي الأماسيَّ في مجلسه بدار نصيف، وكان هو والشيخ محمد حسين نصيف يتعرضون للمواكب الخاصة بمشايخ الطرق ومريديهم فيسفهون آراءهم ويحصبونهم بالحجارة وكان هذا في أواخر العهد العثماني ثم في العهد الهاشمي؛ لأن العهد السعودي قضى على كل هذه البدع والخرافات من اليوم الأول لتسلمه زمام الأمور، وإني لأذكر أنه كان في محلة المظلوم قرب سوق الجامع زواية السيد البدوي وكانت تعلق فيها سبحة من الخشب كبيرة، حجم حباتها مثل حجم البيضة وكان يدعي أنها المسبحة التي كان يستعملها السيد البدوي للذكر، كما كان هناك جبة خضراء وعمامة عظيمة وغيرها وكنت وأنا صغير السن أتسلق الشباك لأرى المسبحة والعمامة وكان عقلي الصغير لا يسلم بصحة ما أرى لأن المبالغة فيها والتهويل واضحان بجلاء.

كما كان في حارة المظلوم زاوية أخرى للطريقة القادرية، وفي حارة الشام زاوية للطريقة الجيلانية وفي العيدروس قريباً من مستشفى جدة الحكومي العام زاوية العيدروس، وكانت الزوايا كثيرة والطرق عديدة وكانت لهم احتفالات كثيرة، ومتعددة، فهم يحتفلون مثلاً بالمواسم التي اعتاد الناس الاحتفال بها في ذلك الزمان، مثل: ليلة النصف من شعبان، وليلة القدر وغيرها، علاوة على أيام خاصة بالطرق نفسها وكانت لهذه الاحتفالات شنة ورنة تذبح فيها الذبائح وتمد فيها موائد الطعام الكثيرة وتوزع فيها الحلوى ويمارس فيها شيخ الطريقة وأتباعه أسلوب طريقتهم وتتخللها الأغاني التي ينشدها المنشدون وتسير فيها مواكب كبيرة يتقدمها شيخ الطريقة وأتباعه، ويشترك فيها الدهماء، والأطفال، وهم يغنُّون ما يعتبرونه ذكراً، وفي مثل هذه التجمعات قد يحدث من المساوىء ما يبرأ منه الذكر الصحيح، وما لا يرضاه الخلق القويم وهي في جملتها من البدع السيئة التي نحمد الله تعالى على تخلُّص البلاد منها فهي منافية للدين ومضيعة للمال والوقت وملهية للناس عن الصالح من الأعمال).

كما أنه حرص على هدم القباب المبنية على مقابر بعض الصحابة وغيرهم في البقيع بالمدينة المنورة، وكذا القبة المبنية على قبر عبد الله بن السامر في نجران.

كما أمر بهدم صنم الخلصة في منطقة تبالة قرب بيشة حيث هدم بواسطة عامل الملك عبد العزيز على تلك الناحية عبد العزيز بن إبراهيم ونكَّل بسدنتها وتوعدهم بالقتل إذا عادوا لبنائها.

كما أمر بمنع من يتمسح بقبر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره أو يطوف به أو يقبل القبة والحوائط.

ذكر صاحب مجلة المنار أن الملك عبد العزيز أرسل برقية إلى الحكومة المصرية جاء فيها: [ إنهم لا يمنعون أحداً من زيارة القبور، ولكنهم لا يسمحون بالغلو في ذلك مثل التمسح وتقبيل القبة والحوائط فإن الطواف لا يكون إلا ببيت الله الحرام (أي الكعبة) وقد نهى الأئمة والسلف الصالح عن الطواف بالقبور ].

قال الأستاذ محمد علي مغربي: [كان السذج من الناس يزورون هذه القبور التي ذكرها الحضراوي والتي كانت منتشرة بمدن الحجاز كلها، وينذرون لها النذور، وهذه كلها من البدع الضالة المضلة التي دخلت على المسلمين، واستغل القائمون على هذه القبور سذاجة الناس وغفلتهم وجهلهم بالدين الصحيح فأقاموا القباب على هذه القبور، واستولوا على ما يَرِدُ لها من أموال النذور، وكل هذا ليس من الدين الصحيح في شيء بل هو مدعاة للانحدار إلى هاوية الشرك والعياذ بالله تعالى، فالله تعالى هو الضار وهو النافع، والدعاء يجب أن يكون له وحده تعالى دون وسيط أو شريك، وقد أزيلت هذه القبور وما عليها من القباب، وانتهت تلك البدع الضالة المضلة حينما قامت الحكومة السعودية بعد انضمام الحجاز إليها بإزالة تلك القبور والقباب فسلمت للناس عقائدهم من الشوائب والانحرافات].

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }