عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 09-03-2006, 11:19 AM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

قال تعالى في كتابه "وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا " (النساء : 75) ، فقالوا : فليمت من يمت من النساء والولدان وليقولوا ما شاؤوا !! : لم يأذن لنا علمائنا بالقتال بعد !!

قال تعالى في كتابه "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ " فقالوا : سنتحمّل كل ظلم يقع علينا ونشرب كدره طالما لم يُفتنا علمائنا بالقتال !!

قال تعالى في كتابه "إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (التوبة : 39) ، فقالوا : سمعنا هذا وقرأناه ولكن علمائنا لم يأذنوا بعد ولم يُفتونا بفرضية الجهاد !!

قالوا علمائهم : الجهاد فتنة ، فقالوا : نعوذ بالله من الفتن ، والله يقول "وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ" (التوبة : 49) ..

قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ" (التوبة 34) ، فكان جوابهم أن قالوا : نحن لا نفهم من القرآن إلا ما يبينه لنا علمائنا ، إن للقرآن بواطن وتفسيرات لا يعلمها إلا الجهابذة من المفسرين والفقهاء أمثال علمائنا !!

قال نبينا صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: "إِذَا ضَنَّ النَّاسُ بالدِّينَار والدِّرْهَم، وَتَبَايَعُوا بالعِينَةِ، واتَّبَعُوا أذْنَابَ البَقَرِ، وَترَكُوا الجِهَادَ في سَبِيلِ الله، أنْزَلَ الله بِهِمْ بَلاَءً، فلم يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينهُم" (أبو داود \ حسن) ، فقالوا : بل الذل والصغار في مخالفة علمائنا ، وفي مخالفتهم البلاء : وأي بلاء !!

قال النبي صلى الله عليه وسلم "ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب" (يشهد له حديث العينة وهو حديث صحيح: السلسلة الصحيحة 2663) ، فقالوا : بل العذاب في مخالفة علمائنا والخروج عن رأيهم !!

فوق المائة آية في القرآن تبين وتحض المؤمنين على الجهاد ، ولكن هؤلاء لا يسمعون من الله بقدر ما يسمعون من أحبارهم ورهبانهم الذين اتخذوهم أرباباً من دون الله !!

يقولون لا جهاد بغير إذن السلطان !!

سبحان الله !!

قال الإمام ابن رشد رحمه الله : "طاعة الإمام لازمة وإن كان غير عدل ما لم يأمر بمعصية ، ومن المعصية النهي عن الجهاد المتعين" (أنظر فتح العلي المالك للشيخ عليش 1/390).

إن النهي عن الجهاد المتعيّن اليوم ليس معصية فحسب ، بل كبيرة من الكبائر ، وطامة من الطوام التي حلّت بالأمة الإسلامية ، كيف لا والله سبحانه وتعالى توعّد القاعدين بوعيد تقشعرّ منه الأبدان وتنفلق له القلوب ، فقد قال في كتابه " إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (التوبة : 39) .. وقال تعالى "فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَالُوا لاَ تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ * فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" (التوبة : 81-82)

فانظر رحمك اللّه إلى هذا الوعيد الشديد والخزي العظيم والوبال الأليم لمن تخلف عن الجهاد وتقاعس عنه ، وإن كانت هذه الآية نزلت في أقوام بأعيانهم ، فإن فيها ترهيبا وتهديدا لمن فعل كفعلهم وتخلف عن الجهاد الواجب كتخلفهم ، وناهيك في ذلك فعلا شنيعا ووعيدا فظيعا ، ولا حول ولا قوة إلا باللّه .

روى صاحب شفاء الصدور عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، أنه قال : "الجهاد في الله باب من أبواب الجنة ومن ترك الجهاد في سبيل الله ألبسه اللّه الذلة وشمله البلاء ودُيّث [ذُلّل] بالصغار وسيم الخسف ومنع النَّصَفَ" ، يعني : الانتصاف ..

قال اللّه تعالى "قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" (التوبة : 24) .. وأمر الله نافذ في المتخلفين والمخذّلين والمثبّطن لا محالة ..

زعم هؤلاء أنهم يدخلون الجنة باتباعهم لهؤلاء العلماء المتقاعسين المتخاذلين !! هكذا بدون جهاد ولا قتال ولا تضحيات من أجل الدين !! هيهات هيهات !!

عن ابن الخصاصية رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله لأبايعه على الإسلام ، فاشترط علي أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وتصلي الخمس ، وتصوم رمضان، وتؤدي الزكاة ، وتحج البيت ، وتجاهد في سبيل الله ، قال ، قلت : يا رسول الله ، أما اثنتان فلا أطيقهما : أما الزكاة فمالي إلا عشر ذود [ما بين الثلاثة إلى العشرة] هن رسل [لبن] أهلي ، وحمولتهم ، وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولّى فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرني قتال : كرهت الموت ، وخشعت نفسي ، قال : فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ، ثم حركها ، ثم قال : "لا صدقة ، ولا جهاد ، فبم تدخل الجنة ؟" ، قال : ثم قلت يا رسول الله ! أبايعك ، فبايعني عليهن كلهن" (أخرجه البيهقي في السنن الكبرى : كتاب السير) ..

إي والله : لا صدقة ، ولا جهاد ، فبم تدخلون الجنة !!

" أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ " (البقرة : 214)

الله سبحانه وتعالى يقول لهم في كتابه " انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " (التوبة : 41) ، وهم يقولون : بل خير لنا الجلوس والقعود : طاعة لعلمائنا !!

جاء في تفسير "خفافاً وثقالاً" :

عن ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي صالح في قوله تعالى "انفروا خفافا وثقالا" قال : الشيخ والشاب . ومثله عن الحسن . وعن قتادة قال : نشاطا وغير نشاط ..
وروى أيضا بسند صحيح عن منصور عن الحكم : "انفروا خفافا وثقالا" قال : مشاغيل وغير مشاغيل.
وقيل : الثقيل ، الذي له ضيعة يكره أن يدعها ، والخفيف الذي لا ضيعة له ..
قال ابن زيد : وقيل : الخفيف الشجاع والثقيل الجبان ، حكاه النقاش ..
قال الإمام القرطبي في تفسيره : والصحيح في معنى الآية ، أن الناس أمروا جملة أن ينفروا خفت عليهم الحركة أو ثقلت (انتهى) .. وهذا الكلام من المفسرين فيما إذا كان القتال فرض كفاية !!