عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 09-03-2006, 11:20 AM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

وانظر تعامل هؤلاء الجهال مع هذه النصوص ، وتعامل سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين :

خرّج ابن جرير في تفسيره ، والحاكم وصحح إسناده : عن أبي راشد الحبراني قال : وافيت المقداد [ابن عمرو] رضي اللّه عنه جالسا على تابوت من توابيت الصيارفة (بحمص) وقد فضل عنها من عظمه (وهو) يريد الغزو !!
فقلت : لقد أعذر الله إليك !!
فقال [المقداد رضي الله عنه] : أبت عليّ سورة البعوث ، قال الله تعالى "انفروا خفافا وثقالا" ، يعني سورة التوبة ..

وروى عن أبي العوام عن أبي أيوب رضي اللّه عنه أنه أقام عن الجهاد عاما واحدا ، فقرأ هذه الآية : "انفروا خفافا وثقالا" فغزا من عامه ، وقال : ما رأيت في هذه الآية من رخصة ..

قال الزهري خرج سعيد بن المسيب إلى الغزو وقد ذهبت إحدى عينيه ، فقيل له : إنك عليل ، فقال : أستغفر اللّه ، الخفيف والثقيل ، فإن لم يمكني الحرب كثرت السواد ، وحفظت المتاع ..

وروى أن بعض الناس رأى في غزوات الشام رجلا قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، فقال له : يا عم : إن الله عذرك !! فقال : يا ابن أخي، قد أمرنا بالنفر خفافا وثقالا (ذكره ابن جرير في تفسيره) ..

ولقد قال ابن أم مكتوم ، يوم أحد : أنا رجل أعمى فسلموا لي اللواء، فإنه إذا انهزم صاحب اللواء انهزم الجيش ، وأنا ما أدري من يقصدني ، فما أبرح ، فأخذ اللواء يومئذ مصعب بن عمير ..

وروى ابن المبارك، عن عطية بن أبي عطية ، أنه رأى ابن أم مكتوم يوما من أيام الكوفة وعليه درع سابغة يجرها في الصف ..

وعن أنس بن مالك رضي اللّه عنه أن أًبا طلحة رضي اللّه عنه قرأ هذه الآية : "انفروا خفافا وثقالا". قال : أمرنا اللّه واستنفرنا شيوخا وشبانا : جهزوني !! فقال بنوه : يرحمك الله ، قد غزوت على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر وعمر فنحن نغزو عنك .. فغزا البحر فمات ، فطلبوا جزيرة يدفنونه ، فلم يقدروا عليها إلا بعد سبعة أيام، وما تغير. (رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد ، والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم) ..

وتعجب أكثر إن علمت حال هؤلاء العلماء الذين يُفتون الشباب بالقعود عن الجهاد !!

إذا اتيت الواحد منهم تسأله : أليس المبدّل لشرع الله والمشرّع بغير ما أنزل الله والحاكم بغير ما أنزل الله كافر بإجماع المسلمين ؟ فإنه يقول لك على الفور : بلى !!
فإذا قلت له : فإن حاكم بلادك يفعل كل هذا ، أهو كافر ؟
فيقول لك : هاه .. هاه .. لا أدري !!

وإذا سألته : أليس الموالي لأعداء الله ، والمعادي لأولياء الله ، المعطّل ما فرض الله كافر بإجماع المسلمين ؟ فإنه يقول لك : بلى !!
فإذا قلت له : فإن حاكم بلادك يفعل كل هذا ، أهو كافر ؟
فيقول لك : هاه .. هاه .. لا أدري !!

وإذا سألته : أليس إذا هجم الكفار على بلاد المسلمين أن الجهاد يصبح فرض عين بإتفاق المسلمين !! فإنه يقول : بلى !!
فإذا سألته : فهل الجهاد متعيّن الآن في العراق وأفغانستان وفلسطين !!
فإنه يقول : هاه .. هاه .. لا أدري !!

وإذا سألته : أيجوز تعطيل فرض عين من أجل عالم أو حاكم أو والدَين !! فإنه يقول لك : كلاً وألف كلا !!
فإذا قلت له : فإن حاكم بلادك قد عطّل الجهاد المتعيّن على المسلمين ، فهل يجوز لنا طاعته في ذلك !!
فإنه يقول : هاه .. هاه .. (ولا يقول لك هنا : لا أدري) !!

وإذا سألته : أليست الدولة المعتدية على بلاد المسلمين : تقتل الرجال وتنتهك الأعراض وتهدم البيوت على أصحابها وتسرق الخيرات : دولة حربية !! فإنه يقول لك : بلى !!
فإذا قلت له : فإن أمريكا فعلت كل هذا ، هل هي دولة حربية !!
فإنه يقول : هاه .. هاه .. (ولا يقول لك هنا : لا أدري) !!

جاء في الحديث الصحيح بأن الميت في القبر " يأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟!
فيقول: ربي الله ،
فيقولان له : ما دينك ؟!
فيقول : ديني الإسلام ،
فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟!
فيقول : هو رسول الله ،
فيقولان : وما يدريك ؟!
فيقول : قرأت كتاب الله ؛ فآمنت به وصدقت ، فذلك قوله : "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" ، قال : فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي ، فافرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح لها فيها مد بصره ..
وأما الكافر – فذكر موته - ، قال: ويعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان ، فيجلسانه فيقولان : من ربك ؟!
فيقول : هاه هاه ، لا أدري !!
فيقولان له : ما دينك ؟!
فيقول : هاه هاه ، لا أدري !
فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟!
فيقول : هاه هاه ، لا أدري !!
فينادي مناد من السماء : أن كذب ، فافرشوه من النار ، وألبسوه من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، قال : فيأتيه من حرها وسمومها ، قال : ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ثم يقيض له أعمى أصم ، معه مرزبة من حديد ، لو ضرب بها جبل لصار ترابا ، فيضربه به ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب ؛ إلا الثقلين، فيصير ترابا ، ثم يعاد فيه الروح" (المشكاة \ قال الالباني : إسناده صحيح) ..

إنه تطابق عجيب في المواقف .. إنهم يدرون ويعلمون :

أن هؤلاء الحكام مرتدين يجب خلعهم وقتلهم ردّة إن لم يتوبوا ويرجعوا إلى الدين ..
وأن الجهاد فرض عين على المسلمين كافة (الأقرب فالأقرب لعدم كفاية أهل العراق وفلسطين والشيشان وأفغانستان وغيرهم) لرد المعتدين ، وذلك بإجماع علماء المسلمين ..
وأن الأمريكان والبريطانيين واليابانيين والإيطاليين والأسبان وكل من وقف معهم وأعانهم في حربهم للمسلمين ، أن هؤلاء حربيين يُقتل رجالهم وتُسبى نسائهم وتؤخذ أموالهم ..
وأنه لا طاعة لهؤلاء الحكام ولا لغيرهم في تعطيل فريضة من فرائض الدين ..

ولكن الله أخرس ألسنتهم عن قول الحق ، فهم في غيهم يعمهون ..

بل أقول : هؤلاء أهون القوم ، فهؤلاء يقولون "لا أدري" !! أما مردة الشياطين المسلطين على عقول المسلمين فهؤلاء لا يقولون لا ندري ، بل يُفتون الناس بما يُعارض نص القرآن والسنة وإجماع علماء المسلمين إرضاء لبطونهم وشهواتهم التي يُنفذها لهم حكامهم عباد عباد الصليب !!

يقولون نحن على منهج السلف !!
فإذا سألتهم من هم السلف ؟
قالوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم !!

ائتوني بإسم صحابي واحد لم يجاهد الكفار في سبيل الله بالسيف بعد أن فرض الله الجهاد !! ثم إئتوني بواحد منكم رفع – لا أقول السيف – ولكن ، رفع طرفه لكافر ، إلّا إجلالاً له وإكبارا !!

إن القلوب المريضة التي تدنّست بحب الدنيا ، وتشبّعت بالخوف من المخلوقين وأُشْربت الدنّية والصغار يُذِلّ اللهُ أصحابها ويُسقط قدرهم ويوهن شأنهم فيكونون كالذرّ وكالقذى لا يأبه بهم أحد ولا يلتفت إليهم أحد .. فليستحيي أُناس رأوا الشيخ المقعد المشلول يهزّ الدنيا وهو على كرسيّه المتحرّك ..

ألا فلتعلم أخي القارئ : بأن الله يحاسبك وحدك .. أنت تأتيه يوم القيامة فيسألك عن القرآن الذين أُنزل إليك وما عملت به "وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا" (مريم : 95) : لا عالِم ولا حاكم ولا أهل ولا والد ولا ولد ، أنت فقط المسؤول عن هذا القرآن وما فيه ، وعن السنة وما جاء فيها .. فهل أعددت لله جوابا !!

كنّا نظن بأن هذه التبعية وهذا الشرك لا يكون فيمن ينتسب إلى أهل السنة والجماعة ، فهذا شأن أهل البدع والضلال من الصوفية والرافضة الذين في عقيدتهم "أن يرمي الواحد منهم نفسه بين يدي المرجع أو الشيخ كالميّت" ، هؤلاء الذين يرون ما يحصل في العراق من قتل وهتك للأعراض وتدمير للبيوت وسرقة للأموال وإذلال ولا يُحرّكون ساكناً لأن مرجعهم "آية الله العظمى الإمام الفلاني قدس الله سرّه" لم يُفتهم بالجهاد بعد !!

وأي فتوى ينتظرون وكتاب الله ينطق فيهم ويصرخ بهم : " فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا * وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا " (النساء : 74-75) ..

وهذا "السستاني" الذي وضع ألوان إشارات المرور حول كربلاء والنجف ، ولا ندري لمَ لمْ يضعها حول فروج أبناءه وبناته الذين لا زالوا يدفعون له الأخماس هم وذويهم ، وقد هُتكت أعراضهم ولم يحرّك ساكناً ، إن لم يكن ديناً ، فحياء لأخذه أموالهم طوال هذه السنين !! العراق كُلّها أخذتْ وهو لا زال يطلي شوارعها بالخطوط الحمراء ليضمن عدم تعكير صفو وصول الأخماس إلى أرصدته السويسرية في سباق محموم مع إله الرافظة الآخر وصاحب الكنيسة الشرقية "خامنئي" ، للسيطرة على الكنيسة الرافضية العالمية !!

ها قد دخلت أمريكا كربلاء والنجف ومسحت بجنازير دباباتها خطوطك الوهمية وأخذت تقصف أضرحتكم الشركية التي طالما جمعتم بإسمها الأموال زوراً وبهتاناً ، فأين تلك الخطوط ، وأين الدفاع عن تلك الأضرحة التي ملأت بطونكم مالاً حراما !!

أقول : انتظروا خروج الأمريكان ليعود هذا الرّاهب برسم الخطوط من جديد ليتبعه عليها غوغاء الرافظة ودهمائها الذين غيّبوا عقولهم ورهنوها لهؤلاء الشياطين ..

لقد كنا نتوقّع هذا من أئمة الضلال ، ولكننا اكتشفنا بأن "آيات الله" تملأ "الحوزات" السنّيّة في أكثر البلاد الإسلامية ولاكن بمسميات أخرى ، "لا تذهب الليالي والأيام حتى تشرب فيها طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها" (صحيح ابن ماجة للألباني) ، والأمر قد تعدى الخمر إلى ما هو أخطر منه ..

يطبعون الكتيبات ويطرزونها بالأحاديث والآيات يضعونها في غير موضعها ، ويعتلون المنابر ، ويخرجون في الفضائيات ليسوغوا قتل النصارى للمسلمين ، وليحلوا دماء المسلمين ويحرموا دماء النصارى المعتدين ، يحلون التحاكم بغير ما أنزل الله ، ويعلّمون المسلمين الخضوع للمشرّعين والحاكمين بغير شريعة رب العالمين ، يمنعون الناس من الجهاد المتعيّن ليتمكّن الكفار من هتك أعراض المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها ، وليُضفوا الشرعية على احتلال الكفار لبلاد المسلمين ، كل هذا ولا يصلهم أي شيء من أخماس المسلمين ، بل فتات يلقيه إليهم حكامهم يتناهشونه فيما بينهم ، فهؤلاء أعظم شراً من علماء الرافضة ، وأرخص بكثير !! والناس يطيعونهم في كل هذا ، ويتخذونهم أرباباً من دون الله ، فيتبعون فيهم سنن من كان قبلهم "حذو القذّة بالقذّة" !!


اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .. اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .. اللهم إن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين .. وتوفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..


كتبه
حسين بن محمود
27 ربيع الأول 1425 هـ