المهدي بين أهل السُنَّة والروافض
هكذا يفتري الروافض على أبي عبد الله أنه يقول أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء ,ولقد نزَّلوا الإمام منـزلة رب العالمين الذي يقول : ( وإنَّ لنا للآخرة والأولى ) ويقول تعالى : ( سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم له ملك السماوات والأرض يحي ويميت وهو على كل شيء قدير ) سورة الحديد (1-2) ويقول سبحانه وتعالى : ( له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور ) (الحديد :5).
والقرآن مليء بتقرير هذه العقيدة العظيمة وعليه إجماع المسلمين الذين يؤمنون بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والله يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم ( قل لا أملك لكم ضراً ولا رشدا ) ويأمر رسوله أن يقول : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) ولم يدع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد غيره من الأنبياء هذه المنـزلة التي أعطاها الروافض لهذا الإمام المزعوم وبرأ الله علياً وذريته من هذا الإفك الذي يلصقه بهم هؤلاء الغلاة من الروافض.
وفي هذه الفرية الكبرى تأليه للإمام -تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً- فالله هو الذي يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ويعطي من يشاء ويمنع من يشاء لا شريك له في ذلك.
وهذا الحق لم يُعط لا لمحمد صلى الله عليه وسلم ولا لأحد غيره من الأنبياء فحتى الشفاعة يعتذر عنها آدم عليه الصلاة والسلام ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى أولوا العزم وأفضل الرسل ويقول كل واحد منهم إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله اذهبوا إلى غيري.
ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يشفع إلا بعد أن يأذن الله له ويحدَّ له حدا ثم بعد شفاعة محمد يأذن الله لمن شاء من أنبيائه والملائكة والمؤمنين ويحد لكل منهم حداً لا يتجاوزه ولا يقبل الله شفاعة أحد في الكافرين فهل الإمام أفضل من الأنبياء والملائكة ؟
عند الروافض: نعم !,وقد صرحوا بأن للأئمة منـزلة عند الله لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل ,بل قالوا إن للإمام سلطة تكوينية لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل وهذا من أغلظ أنواع الكفر ,وهذا يدلك أن دين الروافض دين مناقض للإسلام ومهدّم لأصوله وعقائده وقواعده وما قالوه في هذا النص "جائز له ذلك من الله...الخ إنما هو من الخبث والخداع وذر الرماد في العيون وتغطية لاعتقادهم غلاتهم بألوهية الأئمة.
- قال الكليني : " محمد بن يحيى ,عن محمد بن أحمد ,عن محمد بن عبد الله بن أحمد عن علي بن النعمان عن صالح بن حمزة عن أبان بن مصعب ,عن يونس بن ظبيان أو المعلى ابن خنيس ,قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما لكم من هذه الأرض ؟ فتبسم ثم قال : إن الله تبارك وتعالى بعث جبرائيل عليه السلام وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض ,منها سيحان وجيحان وهو نهر بلخ والخشّوع وهو نهر الشاش ومهران وهو نهر الهند ونيل مصر ودجلة والفرات ,فما سقت أو استقت فهو لنا وما كان لنا فهو لشيعتنا وليس لعدونا منه شيء إلا ما غصب عليه وإن ولينا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه يعني بين السماء والأرض ,ثم تلا هذه الآية " قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا ( المغصوبين عليها ) خالصة ( لهم ) يوم القيامة " بلا غصب " (ص409).
نسأل الشيعة لماذا يتحدث الإمام عن البلدان التي فتحها الخلفاء الثلاثة الراشدون وبنو أمية وكلهم من قريش ولم يتحدث هذا الإمام عن أنهار أوروبا وإفريقيا وإمريكا وأستراليا بل لم يكتشف القارتين إمريكا وأستراليا للشيعة ؟!!
ولعلَّ هذا تسامح مع أصدقاء الشيعة (!) فلا يعد سُكَّان هذه البلدان مغتصبين وليس عليهم خراج (!!).
ونسي كذلك أن يتحدث عن مناطق البترول أو هو تسامح من هذا الإمام وعليه فلا يجوز المطالبة بهذه المناطق (!!).
- ثمَّ أقول : إنَّ هذا لمن افتراء الروافض.
وحاشا أهل البيت ومنهم أبو عبد الله الصَّادق أن يفتري على الله هذا الافتراء الجسيم وأن يُفسِّر كتاب الله بهذا التفسير السخيف.
إنَّ هذا والله لمن افتراء الروافض الذين لا يُروى ظمؤهم من سفك دماء المسلمين وسلب أموالهم.
ومن الأدلة على أن هذا من إفكهم قولهم : " وما كان لنا فهو لشيعتنا... " وهذا بيت القصيد.
وقولهم :" وإنَّ ولينا لفي أوسع فيما بين ذه وذه بين السماء والأرض..." الخ
وهذا بيت القصيد أيضاً.
واعتقادهم أنَّ ما بأيدي المسلمين مغصوب منهم من أعظم دعاويهم الكاذبة الدَّلة على تكفيرهم المسلمين وحقدهم عليهم.
ما هذا الجشع يا شيوخ الروافض وما هذا الهوس والأنانية ؟!
أنهار الدنيا كلُّها التي افتتحتها قريش للإسلام تعتبرونها لكم !
بل تعتبرون أنَّ الأرض كلَّها وما بين السماء والأرض لكم ,وأنَّ المسلمين مغتصبون لأراضيكم وحقوقكم،والظاهر أنكم تتسامحون مع غير المسلمين فلا تعتبرون ما بأيديهم من الأراضي مغصوبة منكم لأسرار تعلمونها (!!).
خروج القائم وماذا سيحصل منه من الانتقام المُهلك في نظر الروافض
-كما يصورونه - !!
- قال الشيخ إحسان إلهي ظهير-رحمه الله- في كتاب الشيعة و أهل البيت ص ( 218-220 ) : (( ومن أكاذيبهم على أهل البيت أنهم نسبوا إليهم الأقوال والروايات التي تنبئ بخروج القائم من أولاد الحسن العسكري الذي لم يولد له مطلقا في آخر الزمان وإحيائه أعداء أهل البيت وقتله إياهم حسب زعمهم.كما أورد الكليني - محدث القوم وبخاريهم- عن سلام بن المستنير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث إذا قام القائم عرض الإيمان على كل ناصب ,فان دخل فيه بحقيقة وإلا ضرب عنقه،أو يؤدى الجزية كما يؤديها اليوم أهل الذمة ,ويشد على وسط الهميان ويخرجهم من الأمصار إلى السواد )) (29[2]). ولا هذا فحسب ,بل أورد الصافي مفسر القوم رواية عن جعفر أيضا أنه قال : إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعال آبائهم )) (130). هذا ولا يكتفي على قتل ذراريهم ,بل يحيى آباءهم ويقتلهم كما روى المفيد كذبا على جعفر بن الباقر أنه قال : إذا قام القائم من آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم فأقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ,ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم ,ثم خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات)) (131). ولقد أورد العياشي أنه يقتل أيضا يزيد بن معاوية وأصحابه كما يقول : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن على عليه السلام وأصحابه ويزيد بن معاوية وأصحابه،فيقتلهم حذو القذة بالقذة )) ([3]13). ولم يقتنع القوم بهذه الأكاذيب ,ولم يشف غليلهم حتى بلغوا إلى أقصاه ,فافتروا على محمد الباقر أنه قال : أما لو قام قائمنا ردت الحميراء ( أي أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها ) حتى يجلدها الحد ,وحتى ينتقم لابنة محمد صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام منها ,قيل : ولم يجلدها ؟ قال : لفريتها على أم إبراهيم ,قيل : فكيف أخره الله للقائم ( ع ) ؟ قال : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة ,وبعث القائم عليه السلام نقمة )) ([4]13) كما أنهم حكوا روايات كثيرة باطلة ,ونسبوها إلى أئمتهم نذكر منها واحدا أن أبا جعفر الباقر قال : كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره والمؤمنون بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد...وأول من يبايعه جبرائيل (1) )) ([5]13).
|