http://www.palestinianforum.net/foru...ad.php?t=52724
مراسل صحيفة الوقت آدم أوز كوسة و السيدة أم محمد
مراسل الصحيفة : كيف تم زواجكم بالشيخ عبد الله عزام ؟
أم محمد : تربط العائلتين علاقات طويلة إزدادت بعد حرب ال 48 عندما رحلت عائلتنا إلى جانب عائلة الشيخ في جنين وتكونت علاقات وطيدة بين العائلتين , الشيخ عبدالله عزام كان متدينا منذ صغره , يعني منذ أن كان عمره 7 أو 8 سنوات , واشتد عوده وهو في الحركة الإسلامية ...وقد تربى على أخلاقها و مبادئها . سافر إلى طول كرم ليكمل تعليمه في مدرسة خضورية , ثم التحق بكلية الشريعة في دمشق , و في إحدى زيارته إلى البلاد تقدم بخطبتي و عمري لم يتجاوز الثالثة عشر .
المراسل : كيف كان عبدالله عزام كإنسان.. كزوج ... كأب ؟
أم محمد : لقد كان رجلا عظيما , ولو قارنتموه بالعلماء الموجودين في الساحة الإسلامية لوجدتم فرقا كبيرا بينهم وبينه , لقد كان جسده في الأرض و روحه في السماء , كان مرتبطا جدا بدعوته , و حريصا على تعليمي و إعدادي لكي أكون أما تسد ثغرة غيابه , و كان كثير الحرص على أطفاله , ويسعى دوما لكي يكونوا رجالا صالحين ..
المراسل : هل كان غيابه يؤثر عليكم وعلى تربية أطفاله ؟
أم محمد : احيانا كنت أقول له : يا عبدالله , أنت تترك اطفالك لمدة طويلة , لابد أن تنتبه لهم ولتربيتهم , فكان يقول : ولماذا اعددتك ؟ إني لأرجو الله أن لا يضيعهم , فلقد كانت الدعوة و الرسالة أهم اولوياته , ولا يؤثر شيئا عليهم ..
المراسل : متى بدأ جهاد الشيخ عبدالله عزام ؟
أم محمد : لقد بدأ في عام 1967 عندما احتل اليهود الضفة وقطاع غزة , وبقي يقاتل اليهود حتى اغلقت الحدود , فالشيخ عبدالله كان يرى الجهاد الطريقة الأمثل لنصرة الدين , ولذا بقي يبحث عن الجهاد حتى هاجر إلى باكستان و أفغانستان .. ولقد الف الموسوعة العسكرية وكان يسعى لتربية الشباب عليها ليكونوا مستعدين للجهاد في سبيل الله , وكم حاولت أن أستعيد الموسوعة و إحضارها للأردن , لكنها بقيت في أفغانستان ...فالشيخ عبدالله عزام ساهم كثيرا في تدريب المجاهدين في أفغانستان و إرسالهم إلى فلسطين , ولقد تربى الجيل الأول من الجناح العسكري للقسام على يديه ..
المراسل : كم سنة بقيتم في باكستان و افغانستان ؟ وماذا كانت نشاطاتكم هناك ؟
أم محمد : حوالي 16 سنة , كنا دائمي العمل , ونصل الليل بالنهار , وكنا نتمنى أن يكون اليوم 30 ساعة لنعمل من اجل دعوتنا , ولقد أسس الشيخ مكتب خدمات المجاهدين لدعم الجهاد الأفغاني , وكان يجمع التبرعات للمجاهدين , ويشاركهم في الجبهات .
المراسل : هل تعتقدي أن تنظيم القاعدة يسير الآن على نهج الشيخ عبدالله عزام ؟
أم محمد : في الحقيقة , الود بقي موجودا , وحتى الآن , تربطني علاقة طيبة مع عائلة بن لادن , وأنا أزورهم في زياراتي للسعودية , لكن هناك إختلافا حدث بين الشيخ عبدالله عزام و أسامة بن لادن ...
المراسل : ما هو الإختلاف ؟
أم محمد : سأعطيك مثالا , لقد انقسم مكتب خدمات المجاهدين في الأوان الأخيرة , حين أراد الشيخ أسامة بن لادن أن يفصل معسكرات المجاهدين العرب عن الأفغان , كانت هذه نقطة الإنفصال , فالشيخ عبدالله عزام كان يرى أن المجاهدين العرب يجب أن يبقوا بين الأفغان , لأنهم منارات علم للأفغان , تخيل لو وقع أسير في يد الأفغان ؟ كيف سيتصرفوا إن لم يكن بينهم من العرب من يعلمهم ؟و الشيخ اسامة كان يرى أن العرب يجب ان يبقوا معا , فقرر الشيخ عبدالله عزام الإنفصال , ولقد كان الشيخ اسامة يغدق على معسكراته , و يوفر لهم كل شيئ حتى الشوكلاته , بينما المجاهدين الأفغان يعيشون ظروفا صعبة للغاية , لقد كان الشيخ عبدالله عزام لا يوافق على هذا ويعترض عليه ...
المراسل : هل هناك إختلافات في المنهج ؟
ام محمد : في الحقيقة , الشيخ أيمن الظواهري لديه نزعة تكفيرية , ولقد رفض الصلاة خلف الشيخ عبدالله عزام في الأوان الأخيرة لأنهم يروا أن من لا يكفر من لا يكفر الكافر فهو كافر , مثلا الذي لا يكفر عبدالناصر فهو كافر ..ولكن الشيخ عبدالله عزام ترك الصلاة في مسجده و أصبح يذهب إلى المسجد البعيد الذي يصلي فيه الظواهري ليصلي خلفهم , فعبدالله عزام كان حريصا جدا على وحدة الصف ...لكن في الحقيقة هنا مجموعة من المصريين سيطروا على الشيخ أسامة , والشيخ أسامة الذي تضخمه أمريكا وتصوره و كأنه خارق عاطفي جدا , ويمكن لطفل صغير أن يقوده !!!
المراسل : في الوقت الحالي , لو كان عبدالله عزام بين أظهرنا , هل كان ليؤيد عمليات القاعدة ؟
ام محمد : لو كان عبدالله عزام موجودا , لما استطاعوا أن يتجاوزوه , فلقد كانوا يعتبرونه مرجعهم الشرعي , و لقد رأيت في التلفاز الشيخ اسامة بن لادن و الظواهري يجلسون أمام طاولة وعليها كتب الشيخ عبدالله عزام , فالشيخ أسامة ليس بعالم شرعي و لم يكمل تعليمه وترك المعهد بعد السنة الاولى و الظواهري دكتور و ليس عالما , وكان الشيخ عبدالله عزام هو مرجعهم في الأمور الشرعية ... بالنسبة للإختلاف, كان الشيخ عبدالله عزام يحب أن يكون الهدف واحدا , ولا يحبذ التشتيت و القيام بتفجيرات هنا وهناك , الشيخ عبدالله عزام كان يعيد الشباب الفلسطيني الذين كانوا ياتون لأفغانستان و في وسعهم دخول فلسطين لإمتلاكهم أوراق رسمية , ولو كان بوسع الشيخ أن يجاهد في فلسطين لما ذهب إلى أفغانستان , كل هذه التفجيرات و منها فتنة 11 ايلول ,هي تشتيت للهدف .. الشيخ اسامة وقع في خطا عندما بنى دولة داخل دولة في السودان , و كان منزله محاط بحراسات شديدة , وابتعد عن الناس ... لم يكن الشيخ عبدالله عزام يحب الإنعزال عن الناس أبدا , و أذكر مرة ان شخصا متدينا و من الشباب الملتزم , وقع في يد إستخبارات معادية , فصوروه صورا فاضحة و أعطوه كاميرا ليصور إحدى إجتماعات بن لادن في السودان , فاكتشف حراس أسامة الكاميرا , و في الصباح وجد الشاب مقتولا , بالرغم ان الشاب كان مكرها على ما فعل , كل هذه اخطاء ....
لم يكن عبدالله عزام لينعزل عن الناس و يصعد الجبال أبدا.
المراسل : إنتصار حماس في الإنتخابات التشريعية , كيف استقبلتموه ؟ وهل تعتقدين ان للشيخ عبدالله عزام دور في هذا الإنتصار ؟ يعني هل حماس هي استمرار لخط عبدالله عزام الجهادي ؟
أم محمد : نعم ,
حماس هي استمرار لخط الشهيد عبدالله عزام , و قادة حماس انفسهم قالوا أن نصرهم الأخير هو نصر عبدالله عزام , فلقد كتب الشيخ عبدالله عزام ميثاق الحركة أثناء وجوده في أفغانستان , اما عن كيفية إستقبالنا لخبر الإنتصار , أقول لقد شعرنا بسعادة كبيرة يشوبها بعض الخوف , نعم الخوف على حماس , فالتحديات كبيرة , ولا طريق لحماس إلا بالثبات على مبادئها , على حماس الثبات على منهجها , وهذه هي مسؤوليتها ..
المراسل : لو كان الشيخ عبدالله عزام يعيش في يومنا هذا , أين كنا سنجده ؟ هل كنا سنجده في أفغانستان ؟ أم في العراق أم في الشيشان؟ أين كنا سنجده ؟
أم محمد : في غوانتنامو ..
المراسل : من قتل الشيخ عبدالله عزام ؟
أم محمد : منظمة عالمية هي من تقف وراء الأمر , لا أعرف اسمها , لكنها كانت منظمة عالمية تحوي على العديد من الجنسيات , حتى أن الكثير من صور الشهيد عبدالله عزام أثناء الحادث حصل عليها المجاهدون من صحفية فرنسية قبض عليها قرب الحادث واحضروها إلى مكتب المجاهدين , ولقد تم إلقاء القبض على العديد من اعضاء هذه المنظمة كانوا يحاولون تصوير الإعتداء , ولقد كان هناك أحد افراد الجماعة الإسلامية في باكستان , يعرف أحد الباكستانيين العملاء , الذي كان يخفي قائمة طويلة للإغتيال , من بينهم سياف و رباني , وكان هذا العميل يقول حين يشرب المنكر و يغيب عقله : انا من قتلت ذلك الفلسطيني و ابناءه , فقام ذلك الرجل من الجماعة الإسلامية بقتل ذلك العميل بعد ان تاكد من علاقته بالموضوع .
المراسل : هلا أخبرتينا عن مواقف مؤثؤة في حياة عبدالله عزام ..؟
أم محمد : هي أكثر من أن تحصى , ولكني أذكر أن عبدالله عزام كان من أكثر الناس برا لوالديه , و في إحدى المرات و عندما كنا نعيش حياة عسيرة بعد عودتنا من مصر , حيث قام عبدالله عزام في مصر بالتبرع بما يملك لعائلة سيد قطب , أمينة قطب ..وغيرها بعد أن خرجوا من السجن .لم يكن في بيتنا إلا البلاط العاري , والقليل القليل من الأثاث و الأغراض الشخصية , اتت والدة عبدالله عزام لزيارتنا هي و ابنتها (أخت عبدالله عزام) , وعندما رأت بعض ما كان في المنزل , وكان من بينه أغراض شخصية لي (هدية من صديقة ) , قامت أم عبدالله بجمعها في ظرف و إعطائها لابنتها , فلم أستطع إلا النهوض والخروج من الغرفة , تبعني الشيخ عبدالله عزام , ونظر إلي وقال : صعب , أليس كذلك ؟ أعلم ولكنها أمي ...
بعد ان خرجوا , ورأى الحزن علي , قال لي مسليا : هل تقبلين بي أنا عوضا عما أخذته أمي ؟ هل تقبلين أن يبقي لك الله عبدالله عزام و يأخذوا هم ما أخذوا ؟
موقف آخر في السعودية أثناء الحج , دخل الشيخ عبدالله عزام إلى سوبرماركت , و كان ينوي أن يشتري بعض الفواكه ليتسحر الصغار قبل أذان الفجر , و كان هناك إزدحاما , أخذ الشيخ عبدالله كيسا و بدأ بملئه بالفواكه كما نفعل في الأردن , و لكن في السعودية الوضع مختلف , حيث يقول العامل بوضع الفواكه في الكيس وليس الزبون , عندما رأى صبي المحل الشيخ يجمع الفواكه صرخ :
يا حج , يا شيخ ,...
والشيخ عبدالله عزام لا يلتفت إليه , فجاء الفتى إلى الشيخ و شده من يده شدة كادت أن توقعه وقال :
هل أنت حمار ؟
قال الشيخ عبدالله عزام بكل هدوء : لا أنا عبدالله .
قلت للشيخ : و لماذا لم تصفعه على وجهه ليتربى ؟
قال الشيخ : وهل كان سيتربى لو صفعته ؟
المراسل : هلا ذكرتي لنا صورا من جهاد النساء ؟
أم محمد : كانت هناك إمرأة فقيرة جدا , و زوجها مقصر برعايتها , ولا يترك لها يوميا إلا ما يكفي لشراء رغيف خبز واحد لكل فرد من العائلة , فكانت المرأة تقوم بجمع فتات الخبز يوميا , وتضعه في كيس , و تحفظه في الثلاجة , ويوم الجمعة لا تشتري الخبز و يأكلوا فتات الخبز المحفوظ في الثلاجة , وتقوم بجمع ثمن الخبز وتتبرع به للمجاهدين , فجاءت هذه المرأة تسألني و الدموع تنهمر من عينيها : هل يجوز لي فعل هذا دون علم زوجي للتبرع للمجاهدين ؟
وهناك إمرأة أخرى , لم يكن زوجها إلا موظفا عاديا , ولا يملكون المال ليتبرعوا به , فقالت المرأة لي في إحدى دروسي , أريد ان اجهز غازيا , فكم يكلف ذلك ؟
قلت : حوالي 7 آلاف دينار أردني , ولكن كيف ستجميعن هذا و وضعك معلوم ؟
قالت : لا عليكي , فقط إدعميني و اعملي لمشروعي دعاية ,
قامت المرأة بتخصيص غرفة في منزلها و كتبت عليها : غرفة الجهاد في سبيل الله ,وكانت تجمع أكواب جبنة "كرافت" الفارغة , وغيرها من الأكواب , وترسم عليها ألوانا زيتية , وتبيع الأطقم للناس , وكان الناس يأزرونها و يساعدونها , فجهزت غازيين إثنين في غضون سنة واحدة فقط ...
المراسل : ما هو طريق الخلاص للأمة ؟
أم محمد : الجهاد في سبيل الله , فوقت الدعوة قد إنتهى , لابد من الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته , لقد كان اكبر خطئ في حياتي هو عودتي إلى الأردن , فهنا كانت وفاتي , الناس هنا لا يتحركون أبدا , ليس فقط في الامور السياسية أو الإسلامية , بل حتى عندما كانت الحكومة تضخ مياها ملوثة من المعامل الإسرائيلية , و عدت من لندن لأجد نصف أسرتي في المستشفى الإسلامي مرضى وفاتورتهم وصلت إلى 2000 دينار , حتى عندها لم يتحرك الناس ..الناس فقدوا القدرة على الحركة ...
مراسل : ماذا تقولين للنساء في تركيا وهن يعانين من ظلم الحجاب ؟
أم محمد : عليهن أن يستمروا في نضالهن , الرد على هذا الظلم هو بزيادة التمسك بالحجاب , و الإبتعاد عن الألبسة التي تخالف شرع الله كلباس البنطلون مع الحجاب و غيرها , فهذا التنازل سيكون الهزيمة لهن . فعليهن الصبر والنصر لهن لا محالة .
آدم اوز كوسة
علي كراتاش