عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 16-03-2006, 11:57 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي شل عقل...يستهتر بك

أنت عمادي وملاك أمري وسر حياتي من صرخة الميلاد إلى أنة الموت !
ـ فأنت التي تحملين العواطف بين جوانحك وتحيطينه بعنايتك ورعايتك وتبسطين عليه الرحمة والرأفة ، وقلبك يسكب في قلبه حتى يستحيلا إلى قلب واحد .. خفقاتهما واحدة وشعورهما واحد. تسهرين عليه ليلك وتعطيه يومك وتحتملين جميع آلام الحياة في سبيله بكل شغف وإيثار ، وتبذلين الجهود الجبارة في سبيل تربيته. وأزيد في القول لأعلن بأنك سر الحياة الإنسانية به ، وينبوع وجودها وكوكبها الأعلى الذي ينبعث منه نورها لينحصر في كلمة واحدة.
هي قلب الأم ، فطوبي لنا أما تعد الأجيال رجالا ونساء.
ـ و أنت التي يجدك إلى جانبه تبعثين في نفسه روح الشجاعة والهمة وتغرسين في قلبه كبرياء الأمة وعظمتها وحسبه أنك تحسسيه بسيادته وأن رعية صغيرة أو كبيرة تضع ثقتها فيه وتستظل بظل حمايته ورعايته ، وتعتمد شئون حياتها عليه حتى يشعر بحاجته إلى إستكمال جميع صفات القائد ومزاياه في نفسه حتى يتم لها ما يريد. فما جد رجل في عمله وإستقام في شئون حياته وسعى فيها ولا دفع به في طريق المغامرة والمخاطرة والجد والمثابرة مثلك زوجة منهلة.
فطوبي لنا زوجة ورفيقة سامية.
ـ و أنت التي تبقين في آخر أيامه عكازا لشيخوخته ومستودعا لأسراره وهواجس نفسه و تسهرين بجانبه في فراش مرضه الليل كله تسمعين أنفاسه وتصغين لأنينه وتحرصين كل الحرص على أن تفهمي من حركات يديه ونظرات عينيه حاجاته وأغراضه ، فإذا نزل به القضاء كنت وريثته الوحيدة التي تعد موته نكبة عظيمة عليها ، لا يخفف من لوعتها في نفسها ما تركه من ميراث عظيم.
فكثيرا ما سمع السامعون في بيت الميت قبل أن يجف تراب قبره أصـــوات أولاده ( الرجال ) يتجادلون ويتشاجرون في المأتم ومظاهره والميراث وأنصبتهم فيه... في وقت إجتمعت فيه بناته ( الإناث ) نائحات باكيات لا يقمن لما تركه في الدنيا من متاع وأي شأن سوى لوعة الفراق...
إن الحياة مسرات وأحزان ، أما مسراتها ففي رأيي أننا مدينون بها للمرأة فهي مصدرها وينبوعها ، و أما أحزانها فالمرأة هي الوحيدة التي يمكن لها أن تحولها إلى مسرات.
فالرجل :
ـ كطفل لا يستطيع قبول عواطف أكثر من قبوله عواطف أمه.
ـ وكزوج لا يستطيع أن يكون رجلا ما لم يجد زوجة بجانبه.
ـ وكأب لن يجد في قلب ولده الرجل من الحنان والعطف والحب ما يجده في قلب إبنته.
فكم من الرجال الناجحين السعداء في حياتهم عاشوا أطفالا إعتنت بهم وبتربيتهم وتعليمهم أمهاتهم بعد أن فقدوا آبائهم. ولو أحصيناهم لوجدناهم أضعاف الذين نالوا هذا الحظ على أيدي آبائهم بعد فقد أمهاتهم ، و للرحمة والأمومة الفضل الكبير في ذلك.
فأنت النصف الآخر الذي لا حياة بدونه ، لأنه بدونه لا معنى للحياة ولا طعم لها ، والرجل لن يسمح بأن يجعلك فردة حذاء لو كنت له الأم التي ترعرع في رحمها ورضع حليبها وإلتف بعواطفها ... وفاءا لعناية به طفلا ورجلا و شيخا....
فكوني لنا النصف المكمل وليشل عقل يستهتر بك أو يجعلك سجينة في المعتقلات .
فإن فقدت غاليا أيتها العنود فتلك مشية الله التي لا مرد لها.
و إن تسلط عليك مستهترا فاتقي الله يحميك.
و إن إبتلاك بمستهترا فاحمدي الله أن أخرجك من دائرته.
لا تـــحــــزني
لأن الحزن يزعجك من الماضي ، ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك.
و إذكري قول الشاعر : ـ
ولقد ذكرتك والخطوبُ كوالـــحُ *** سودً ووجه الدهر أغبرُ وقاتمُ
فهتفت في الأسحار باسمك صارخاً *** فإذا محيَّا كلُ فجرٍ باســـمُ

ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعندالله منها المخرَجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فٌرِجَت وكان يظنُّها لا تُفرجُ


مهما رسمنا في جلالك أحرفاً *** قدسيةً تشدو بها الأرواحُ
فلأنت أعظمُ والمعاني كُلها *** يـا ربُّ عند جلالكم تنداحُ
اللهم فأجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سروراً وعند الخوف أمناً .. اللهم آمين.
و
يـــــــــــارب
الق على العيون الساهرة نعاساً أمنةً منك وعلى النفوس المضطربة سكينة وأثبها فتحاً قريباً.
و
يـــــــــــارب
إهدى حيارى البصائر إلى نورك ، وضُلاَّل المناهج إلى صراطك والزائغين عن السبيل إلى هداك ، اللهم أذهب عنّا الحزن ، وأزل عنّا اللهم وأطرد من نفوسنا القلق.

الأسطر التالية سمعتها فأعجبتني كثيراً، فأحببت وضعها هنا منسقةً للفائدة . قراءتها مراراً ، توجد بعدها هدوءً في النفس بإذن الله ، بإذن الله ، بإذن الله .

اللهم إنا نعوذ بك من الخوف إلا منك ، ومن الركون إلا إليك والتوكل إلا عليك والسؤال إلا منك و الإستعانة إلا بك أنت ولينا في الدنيا و الآخرة نعم المولى ونعم النصير.
ولكن إذا بارت بإبن آدم الحيل وضاقت عليه السُّبل وإنتهت الآمال وتقطعت به الحبال فلينادي ويقل : يا الله ..
و إذا ضاقت الأرض بما رحبت وضاقت النفس بما حملت فليهتف وليقل: يــا الله
و إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة فلينادي ويقل : يــا الله ..
وإذا ضاق الصدر واستعسرت الأمور فلينادي ويقل : يــا الله ..
واعلم أن الدهر يومان يوم لك ويوم عليك فإن كان لك فلا تبطر و إن كان عليك فاصبر فكلاهما سينحسر.
الرد مع إقتباس