أما القطاع الوظيفي في المؤسسات الحكومية القائمة على أرض بلوشستان نفسها تكاد تكون محتكرة لغير البلوش من البنجابيين أصحاب السلطة المطلقة والمهاجرين الذين أتوا من الهند أبان الانفصال عام 1947م حيث يشكلون نسبة 90% من أجمالي الموظفين , علاوة على ذلك فإنهم يحظون بمساكن , ومياه شرب معالجة ونقية وتعليم ورعاية صحية مجانية وغيره من الامتيازات والضمانات الاجتماعية لهم ولي أسرهم .
وذلك نموذج بسيط لي الواقع اليومي للفرد البلوش , اليوم وعلى عتبة الألفية الثالثة والعالم يتحدث عن الحرية والديموقراطية و غيرها ممن يشنون حروب تحت غطائها بينما لا تزال شعوب تحتضر جوعآ وتخلفآ قابعة في حقب العصور الوسطى المفتقدة إلى أقل الأقل من أساسيات الحياة , لا أعرف إن كان الخضوع للطامع المحتل كاستسلام الفريسة المنهكة القوى للمفترس المتضور جوعآ ليسفك دمها لي يضمن بقائه وكأن قانون الغاب هو السائد في وقتنا الحاضر , إن من ينظر إلى واقع الحال البلوشي تحت الاحتلال يحتار من أين يبدأ وبماذا يبدأ إن أراد الحديث وبماذا ينتهي ! إنها مأساة وجريمة بحق الإنسانية من الابادات الجماعية والتطهير العرقي والطائفي ونهب وتدمير كل ما على الأرض والقضاء على كل أخضر وإحراق كل يابس , كون شعب وأمه بأكملها ممزقه أشلاء الأرض يعيش تحت سجن كبير يحرم فيه من كل شيء بدءآ من حقه فالحياة ولا يقف الأمر عند هذه الحد من تلقي شتى ألوان العذاب والتقتيل , عندما تبدأ بل احتلال فلا بد أن ينتهي الأمر بي الفناء للشعب . يموت الشعب جوعآ ويتمتع المحتل بكل رفاهية الحياة, تنهب ثرواته ومقدراته ويمتص دمه حتى يموت فقرآ وإن بقى حيا فلا يكون إلا بحياة الذل والقهر والحرمان لا يستطيع أن حتى أن يتحدث بلغته إذ أنها جريمة في عرف الاحتلال ولا ينتهي الأمر عند هذه الحد إذ انه لا يعرف حدا بل يتعداه إلى فناء واغتصاب أرضه وموطنه وإيستطان المحتل بها.
إن بلوشستان المحتلة وهي تحت التمييز العرقي والقومي تحت الاحتلال الباكستاني الذي تديره الإمبريالية البنجابية الحاكمة الرافضة لكل ما هو بلوشي ويمت بصلة إليه تحت غطاء الإسلام ! إذ تدعي زورآ وتخدع العالم تحت مبدأ وشعار الأمة الواحد باكستان واللغة الواحدة الأوردو والشعب الواحد المسلم, غير أن الأخير ه بالأصح هي البنجابية , إذ انه منه وله وجود باكستان .
يكفي للإسلام أن يجمع الشعوب بتعدد قوميتها ولكن هل هنالك فعلآ إسلام في عقيدتها وسياستها أصلآ !!
لو رأينا قيام ونشأة باكستان أساسا بدءآ من مؤسسها البنجابي الذي تحدثنا عنه سابقآ نرى بوضوح أن قيامها كان لي مصالح قوميته البنجابية في الأصل إذ أنها الجميع بالجميع وتستأثر بكل المقدرات والإمتيازات وهي السلطة المطلقة فيما يسمى بي باكستان بي دليل الانفصال البنغالي فاعلي الرغم من كون البنغاليين هم الأغلبية في السكان وبرغم كونهم الأغلبية لم يكونوا سوى ضحية للمؤامرة البنجابية الباكستانية إذ كانوا كالبقرة الحلوب للبنجابيين شأنها شأن بلوشستان المحتلة وباقي الأقاليم كالسند والمقاطعة الشمالية الغربية , والتي يتغذى عليها النخبة الحاكمة من البنجابيين لي ضمان بقائها , إذ وعلى الرغم من كون إقليم البنغال من أغنى المناطق الزراعية ومواردها المائية الهائلة تعيش في ظل فقر مدقع ومجاعات وكوارث وأوبئة وتخلف وبطالة بسبب استئثار السلطة البنجابية للموارد وفرض هيمنتها على المنطقة هذه عدى الاضطهاد العنصري الشينفوني الجائر بفرض التفرقة العنصرية والتجزئة واستنزاف موارد البلاد الطبيعية واللجوء إلى القسوة والعنف في معاملة السكان ومحاولة طمس الهوية القومية وفرض لغة الاحتلال البنجابي الباكستاني على الرغم من كون البنغاليين هم الغالبية في السكان وتشكيل أحزاب موالية للسلطة البنجابية الحاكمة من أجل خدمة مصالحها . وإذ بالله يفضح تلك الدولة التي تدعي كذبآ وإدعاءآ بأنها دولة إسلامية ! والتي ما تزال تنص في دستورها منذ الاستعمار البريطاني وحتى الآن على أن يوم الأحد العطلة الرسمية في البلاد.
باكستان القائمة بزعمها على حماية المسلمين وحل مشكلاتهم في الهند, قد أصبحت مشاكل المسلمين واضطهاد المسلمين داخلها أكثر من أي بقعة في العالم. وإذ بي المسلمين فالهند الذين يبلغ عددهم حوالي الأكثر من 120 مليون نسمة لا يعاملون أسوأ مما تعامل به باكستان المسلمين, تلك الدولة التي تدعي حماية المسلمين لا ينفسها في تقتيل المسلمين أحد من المجازر الدموية التي أرتكبت بحق المسلمين من بين الضحايا من البنغاليين تهدر دمائهم في حرب استقلال بنغلاديش عن باكستان وإذ بدماء المسلمين التي هدرت في باكستان بين جناحها الغربي الذي هو اليوم باكستان وجناحها الشرقي الذي هو بنغلاديش اليوم أكثر مما هدر من دماء المسلمين في الهند عند تقسيم شبة القارة الهندية بمؤامرة بريطانية بنجابية عند الانفصال.
فجميع التبريرات عن هذه الدولة ساقطة وساقط مدعيها
(باكستان ) : تلك التي قامت وتعيش على دماء المسلمين !
يقول السيد غلام مرتضى سيد الملقب بي أبو القومية السندية عن باكستان : (( إن باكستان لا تعدو كونها أكثر من معقل لإمبريالية البنجابيين والمهاجرين الهنود حيث لا يمكن للسنديين أن يحلموا بالحصول على نصيبهم العادل لأنهم غير ممثلين في الجيش والإدارة الحكومية , إن الإسلام بالنسبة إلى تلك الإمبريالية هو مجرد أيديولوجيا لإكساب الشرعية وغطاء لتبرير هيمنتها على القوميات الأخرى ))
وعلى سبيل المثال يذكر تقرير من حكومة الاحتلال الباكستاني عن الجريمة في إقليم السند وحده عام 1990م مايلي : 1200 حادثة اختطاف و 18,723 سرقة بالإكراه و 88 سرقة بنك و 57 سرقة لي وكالات السفريات و 89 سرقة محل مجوهرات و 67 سرقة محطة بترول كما سرقت 10,000 سيارة ودفع 300 مليون روبية فدية لعصابات اللصوص . المشاكل القومية والعرقية في باكستان صــ 122 لي أبها دكسيت .
وكل هذه في إقليم السند وحده !!
فأي نظام يحكم هذه الدولة غير قانون الغاب !!
إن حديثي عن الشعوب الأخرى في باكستان لي إيضاح أنها ليست سوى وطن للبنجابيين تحت إيديولوجيا الإسلام لإكساب الشرعية والغطاء لي وجودها.
القضية الكشميرية
هل باكستان فعلا قامت من أجل حماية المسلمين وللمسلمين ؟
لا أضن عاقل محايد يقر بذلك. بعد 56 عام والقضية الكشميرية لم تزل تشتعل وتهدر دماء المسلمين والأبرياء بها
ولكن لي حساب من ؟
لماذا تطالب باكستان بكشمير ؟
هل لأنهم مسلمون فقط ؟!
أم تريد أرض كشمير الموصوفة بي جنة آسيا وثرواتها ؟
إن باكستان لا تطالب بي كشمير من أجل مسلميها بدليل أنه في الهند بها أكثر من 120 مليون مسلم موزعون في كل أرجاء الهند الكبيرة كالمليبار وحيدر آباد وغيرها فهل هي تطالب بي كل أقاليم المسلمين بالهند ؟
وهل الكشميريون يرون ويريدون الانضمام إلى دولة باكستان أم أنهم لا يعرفون ما يحصل للشعب البلوشي والسنديون والبشتون والمهاجرين الهنود المسلمين من اضطهاد وظلم وقمع وتصفية في خديعة الفردوس الإسلامي إذآ هل تريد باكستان ضم جميع مناطق المسلمين بالهند إليها لا إنها تريد الانتقام من الهند لانفصال بنغلاديش عنها بضم كشمير إليها وثرواتها وتوسعة أرضها .
|