أفغانستان
منذ العام 1894 م وأفغانستان تحتل الجزء الشمالي من بلوشستان إثر مؤامرة أفغانية بريطانية بغيضة ضد مملكة بلوشستان والتي تعرف بي معاهدة دوراند لاين وقد ضمة مساحة تقدر بي = 53333 كم مربع والتي تشكل 11,8% من مساحة بلوشستان المحتلة , إلى أفغانستان والتي هي مناطق هلمند و نيمروز وقندهار الجنوبية وغيرها من المناطق البلوشية والتي كانت جزء لا يتجزأ من بلوشستان .
ويحضرني قوله صلى الله عليه وسلم : (( من حمل علينا السلاح فليس منا , ومن غشنا فليس منا )) رواه مسلم
كيف بهذه الغدر والاعتداء وارتكاب هذه الجريمة الشنعاء باغتصاب الأوطان واحتلالها فبأي حق يكون ذلك وبأي شريعة أنزلها الله تقر بذلك ! وكيف باالمسلم بالتعاون مع الكافر المحتل ضد أخيه السلم وإغتصاب حقه وأي حق !!
إحتلال أرضه وطنه وسلبه حقوقه , فأي إسلام في نظم هذه الدول التي تركت الإسلام وراءها من دون الاكتراث إلا بي جشعها الأعمى في التوسع واللهث وراء اغتصاب حقوق الآخرين من دون وجه حق يذكر .
يعيش الشعب البلوش في بلوشستان الشمالية المحتلة من قبل أفغانستان أسوء الأوضاع المعيشية التي يمكن أن توصف بالمأساة الإنسانية حيث يعانون من الجوع والمرض والتخلف المخيف شأنهم شأن إخوانهم الذين فصل وقسم بينهم الاحتلال الفجائر من سلب للحقوق ونهب للثروات وظلم واضطهاد وتمييز عرقي .
إن الخطر على بلوشستان الشمالية خطر جسيم بضياع الهوية البلوشية فيها وسط المحاصرة البشتونية حيث يعيشون في تجمعات تحيط بها قبائل البشتون والذين يفوقونهم عددآ بها وضعف بنية اللغة والثقافة القومية لديهم جراء الاحتلال الذي فصلهم عن أجزاء بلوشستان والذي مضى عليه ما يزد عن القرن مهددون بشكل فظيع بالذوبان والضياع في أفغانستان و تبدد هويتهم القومية .
إن حكومة أفغانستان منذ إحتلالها لي بلوشستان الشمالية وإلى الآن ترفض أي إعتراف بالوجود البلوشي أو بي المناطق البلوشية المحتلة على أنها أراضي بلوشية وعلى الرغم من عدد البلوش المتزايد والذي يزيد عن المليون نسمه والمتمركزون في المنطقة الجنوبية لا يحضون بأي إعتراف وكأنهم مخلوقات فضائية من كوكب آخر !! يعاملون أسوأ من معاملة حتى لا أقول البهائم, حيث لا بنى تحتية ولا حتى خدمات غذائية و صحية تذكر في ظل الوضع الذي تعيش به أفغانستان والتي لا تحسد عليه أصلا !
لقد عاشت أفغانستان خمسة عشر عامآ من الحروب, وتحولت إلى بلد فقير في أزمات إنسانية متواصلة, وإنهارت بنيتها التحتية ولم تعد قادرة على تأمين الخدمات الصحية والاجتماعية الأساسية لسكانها .
ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر والمآسي تأكل تلك الأرض الذي بات سكانها يعانون إلى جانب الهجرة والتشرد من الجوع و المرض والإعاقة .
في جمهورية مزيفة صنعتها القوى الكبرى ولعبت به المصالح الدولية على هواها و مصالحها , بأطفاله المشردين حيث يوجد في كابول فقط 40 ألف طفل مشرد يتمركزون بها حيث تغص المدينة بأكثر من 3,5 مليون نسمة وفي كابول يوجد أيظآ 25 ألف معوق أما في أفغانستان كلها فيوجد مليونا معوق , فالحرب تركت بصمات مخيفة على أولئك الناس الذين يبحثون عن خيط أمل يتيح لهم الاستمرار بالبقاء على قيد الحياة .
وإذا كانت الحكومة قد وفرت لبعظهم المأوى , فهي لا تقد لهم سوى دولار ونصف الدولار شهريآ ! .
وتفيد التقارير إن ملايين السكان ونصفهم على الأقل من ألأطفال يواجهون الموت فاليوم ألف مرة !
وتحتل أفغانستان المرتبة الرابعة فالعالم من حيث عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر بعد سيراليون وأنجولا والنيجر , كما أن خمسين فا 50% من الأطفال يعانون سوء التغذية . وتجدر الإشارة إلى أن البلاد تفتقر إلى المياه النظيفة والتجهيزات الصحية , إذ لا تزيد نسبة السكان الذين يستطيعون الحصول على مياه الشرب المأمونة على 13% من عدد السكان .
ويستمر مسلسل المآسي الإنسانية على هذه الأرض والتي تستحق أن تسمى بجدارة أرض الموت والأفيون , فالدراسات تفيد إن مساحات الأراضي المزروعة بالأفيون بد سقوط طالبان قد وصلت إلى 71 هكتار .
وفي 2002/10/25 م صدر تقرير عن برنامج الأمم المتحدة للمراقبة الدولية للمخدرات يفيد أن إنتاج الأفيون الأفغاني وصل عام 2002 إلى 3400 طن في مساحته تساوي 74 ألف هكتار.
وتجدر الإشارة أيظآ ان معدل زراعة الأفيون مازالت في تزايد بالرغم من المحولات والجهود الحالية .
وفي سياق ما ذكر ما ورد تفيد الاحصائات ان ثلثي سكان أفغانستان يعانون من عدم توفر الخدمات الصحية وان نصف عدد الأسر الموجودة في مراكز الاستشفاء في كابول العاصمة, ويوجد طبيب واحد لكل ألف مريض, أما في باميان مثلآ فيوجد طبيب واحد لكل مئة ألف نسمة , وفي إقليم غور الشمالي الغربي ليس هنالك سوى طبيب واحد متوافر لسكان عددهم 300 ألف نسمه !! بينما الشعب البلوشي بعدده الذي يزيد عن المليون في بلوشستان الشمالية لا يتوفر له سوى طبيب إلى اثنين فقط !!
وهذه ولن آتي على ذكر الاغام والذخائر والتي تحصد بما بين 15 و 300 شخص يذهب ضحيتها شهريآ .
لقد ذكرت البعض من حكاية الموت في هذه البلد ومن الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكانه لي إعطاء خلفية عن ما يلاقيه الشعب البلوشي على هامش الهامش في ظل هذه المسلسل .
فما يتوقع وينتظر أكثر من بلد صنعه الاستعمار وأنشأته عصابة المجرمين وحكمه العملاء .
(( فعندما تتصارع الفيلة يسحق العشب ))
أن سياسية التجاهل وعدم الاعتراف الاعتراف والتي تنتهجها حكومة الاحتلال الأفغانية لا تقبل بأي حديث عن الوجود البلوشي أو عن احتلالها لي بلوشستان وتنكر أي حق للشعب البلوشي بها.
أفغانستان والتي تعيش اليوم تحت الحكم الأمريكي تحت الغطاء الوطني هي مجرد خشخاش طفل بيد أمريكا تحركها كيفما تشاء لي تأمين مصالحها في المنطقة.
في هذه الأوضاع والظروف أكثر من 112عام وبلوشستان الشمالية ترزح للاحتلال الأفغاني عليها...... تنتظر أن تشرق عليها شمس الحرية وترفع عنها الاحتلال الظالم فمهما طال أمد الظلم ولاحتلال لن يدوم فعين الله تعالى لا تغفو عن الظالمين والتاريخ يشهد على قضايا الشعوب والأمم فا بلاد الشام قبعت تحت الاحتلال الصليبي أكثر قرن ونصف وأمريكا الجنوبية ما يقارب الثلاثة قرون ولكن مهما طال المدى سيحين الوقت لي أن ينبلج ظلام الاحتلال وتشرق الشمس شمس الحرية.
|