عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 18-03-2006, 06:49 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

يعلم طفلاً صغيراً ، هذا التمر من تمر الصدقة ، أما مثل الجبانة لا يرد ميتًا ، كل شيء يأخذه ، هيك الناس الآن ، ويعد نفسه شاطراً ، والمشكلة أيها الإخوة القيم تبدلت ، فالذي يأكل مالاً حرام يعد عند الناس ذكياً شاطرًا ، يقول لك : دبر أموره ، والفتاة المتفلة اسمها (سبور) ، والإنسان الذي يأكل المال الحرام اسمه شطر ، والمنافق اسمه لبق ، والذي يقحم نفسه في هموم المسلمين ويبحث عن حل لها اسمه متهور ، والذي يتمسك بأهداب الشريعة اسمه متزمت ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام : (( كيف أنتم إذا لم تأمروا بالمعروف ، ولم تنهوا عن المنكر ؟ قالوا : أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال : نعم والذي نفسي بيده ، وأشد منه سيكون ، قالوا : وما أشد منه يا رسول الله قال : كيف أنتم إذا رأيتم المعروف منكرا ورأيتم المنكر معروفا ؟ قالوا : وكائن يا رسول الله قال : نعم وأشد منه سيكون ، يقول الله : بي حلفت لأتيحن لهم فتنة يصير الحليم فيها حيران)) .

[ أخرجه ابن أبي الدنيا عن أبي أمامة ] .

تبدلت القيم ، القيم كلها تبدلت من سنته العملية أيضاً أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول : ((إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها)) .

[ عن أبي هريرة رضي الله عنه ] .

تمرة رآها النبي على فراشه ، أمسكها ليأكلها ثم أحجب ، قال لعلها من تمر الصديقة ، هذا من ورع النبي عليه الصلاة والسلام .

وسيدنا الصديق حينما علم أنه شرب لبناً بمالٍ حرام تقيئه .
أيها الإخوة الكرام : الورع كما يقولون : زينة العلم الورع والحلم ، وقد قال بعض العلماء : إنما أهلك الناس فضول الكلام وفضول المال ، يعني مال مكتسب من شبهات.

والله زرت صديقاً لي في أحد الأعياد والده عمره ست وتسعون سنة ، قال لي بالحرف الواحد : أجريت تحليلات كاملة فكانت النتائج كلها طبيعية ، إنسان يجري تحليل دم ، وتحليل بول بالستة والتسعين ، ولا نسبة غير طبيعية !! قال لي والله ما أكلت في حياتي درهماً حراماً ، وأضاف : ولا أعرف الحرام بالمعنى الآخر .

من عاش تقياً عاش قوياً ، يعني هذا الشيخ السفرجلاني رحمه الله الذي بدأ بالتعليم بالثامنة عشرة ، وتوفاه الله بالسادسة والتسعين ، علّم تقريباً ثمانين سنة ، فكان إذا رأى شاباً يقول له : أنت كنت تلميذي ، وكان يا بني أبوك تلميذي ، وكان جدك تلميذي .
هذا الذي تمتع بصحة لا تصدق ، قامة منتصبة ، بصر حاد ، سمع مرهف أسنانه في فمه ، وأمد الله بعمر زوجته حتى توفيت بعده ، فكان إذا سئل : يا سيدي ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟ قال : يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر ، من عاش تقياً عاش قوياً.

يقول بعض العلماء : يكفي من الدعاء مع الورع اليسير منه ، تصور دعاء محفوظًا غيباً بأعلى مستوى من اللغة ، مأخوذًا عن النبي ، وتدعو الله نصف ساعة ، وليس هناك ورع لا ينفع ، لكن إذا دعوت باللغة الدارجة ولم تحفظ ولا دعاء مأثورًا ، لكن كنت مستقيمًا فهذا الذي ينفع ، فالدعاء مع الورع ينفع من دون ورع لا ينفع .

ويقول بعض العلماء : لا يعجبكم كثرة صلاة المرء ، ولا صيامه ، ولكن انظروا إلى ورعه ، فإذا كان ورعاً مع ما رزقه الله مع العبادة فهو عبد الله حقاً ، إذا مع هذه العبادة الرائعة ورع جمع مجدي الخير .

يقال : الورع في الفتنة كعابدة النبيين في الرخاء ، نحن مؤمنون إن شاء الله في زمن الشدة ، وزمن الفتنة ، وزمن الشهوات ، وزمن النساء الكاسيات العاريات ، وزمن الضلالات ، أن يستقيم أحدنا في هذا الزمن ، قال : عبادة المؤمنين في زمن الشدة كعبادة الأنبياء في زمن الرخاء .

قال بعض العلماء لغلام : ما ملاك الدين ؟ يعني ما أهم شيء في الدين ؟ قال الورع ، قال فما آفته ؟ قال الطمع ، ملاك الدين الورع وآفته الطمع .

وقال بعض العلماء : ما عبد العابدون بشيء أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه ، وأفضل العلم الورع والتوكل .

كملخص : الورع من أعلى مراتب الإيمان ، ومن أفضل درجات الإحسان ويحقق للمؤمن راحة البال ، وطمأنينة النفس ، والورع كف عن الحرام وبعد عما لا ينبغي والورع إشاعته في المجتمع يجعله مجتمعاً صالحاً نظيفاً ، والورع يحبه الله عز وجل ويحبه من خلقه ، الورع يستجاب دعاءه .

و الحمد لله رب العالمين

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا آثرنا ، ولا تؤثر علينا أرضنا وارضى عنا ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .

و الحمد لله رب العالمين

__________________


قال الله تعالى في كتابه العزيز ...
:" لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازه من العذاب ولهم عذاب اليم " ...
ال عمران (آية:188)

مشكلتنا أننا ...
نحب أن نعيش عيشة الغرب و نموت ميتة الصحابة