فيجب على المسلم أن يتعلم قبل أن يتكلم وأن لا يتكلم إلا عن علم، وإلا فإنه إذا كفر مسلماً يكون قد ارتكب جريمتين عظيمتين:-
إحداهما أعظم من الأخرى وهي: أنه قال على الله بغير علم وقد قال سبحانه وتعالى: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ) وقال سبحانه وتعالى: ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثم وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ).
فجعل القول على الله بغير علم أشد من الشرك لأنه ذكره بعد الشرك وقال سبحانه: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) فحينئذ لا بد أن يتعلم الإنسان قبل أن يتكلم والعلم قبل القول والعمل، قال تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) فدل أن العلم يكون قبل القول والعمل، فالقول الذي لا ينبني على علم خصوصاً في أمور الدين وخصوصاً في أمور العقيدة.. قول باطل وكذب على الله سبحانه وتعالى، هذه هي الجريمة الأولى الخطيرة وهي القول على الله بلا علم.
الجريمة الثانية: أنه جنى على هذه المسلم فحكم عليه بالكفر وأخرجه من الإسلام وهذا يترتب عليه أحكام: يترتب عليه أنه زوجته تفارقه فلا تجلس معه، ويترتب عليه أنه لا يرث، ولا يورث، ويترتب عليه أنه إذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدعى له ولا يدفن في مقابر المسلمين وهذا كله في حق الأفراد فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالحكومات والدول ؟!
.. يتبع ..