ثانيا : العصر العباسي :
ب ـ المرحلة الثانية :
تبدأ تلك المرحلة من عام 198 هـ الى عام 300 هـ /818ـ912م وتميزت تلك الفترة بترجمة كتب الرياضيات والفلك واقتحام مجال الفلسفة والمنطق ، وأطلقت بشكل مرافق لها حركة التأليف والنقد والتعليق والشرح في تلك المجالات ..
وقد تزعم حكيم بني عباس ( الخليفة المأمون ) حركة الترجمة ، وقد عمل ما في وسعه لجلب الكتب اليونانية من بلاد الروم ، وقد ساعدته حادثة أقرب للصدفة في ذلك .. وهي أنه عندما انتصر على الروم عام 215هـ/830م ، وهو كان على علم بأن اليونانيين ، عندما انتشرت المسيحية في بلادهم ، قد جمعوا الكتب القديمة من المكتبات وألقوا بها في سراديب ..
فطلب المأمون من ملك الروم أن يبحث عن تلك الكتب ويسلمها له ، بدلا من الغرامة التي فرضها المأمون عليه إثر انتصاره عليه ، فوافق ملك الروم (توفل) على الفور ، واعتبر ذلك مكسبا له !
ولكن المأمون كان سروره عظيما ، فبعث بوفود برئاسة ( الحجاج بن يوسف بن مطر ) لانتقاء الجيد من تلك الكتب و إحضاره .. ولما عادت الوفود أمر بترجمة كل ما أحضروا ..
ج ـ المرحلة الثالثة :
وتبدأ بالعام 300هـ ، وتميزت بكثرة ترجمة الكتب الفارسية ، والأدبية منها على وجه التحديد ، وذلك من خلال نشاط شعوبي ، أراد منه الفرس أن يتباهوا بما لديهم على العرب الذين قضوا على أمجادهم من خلال إدخالهم بالدائرة الإسلامية .. وقد رعت الدولة البويهية هذا النشاط ..
__________________
ابن حوران
|