
27-03-2006, 08:29 AM
|
عضو فعّال
|
|
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 303
|
|
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة البائع نفسه
سبحان الله ! , وأنا أقرأ في الصفحات والتعقيبات وبعد أن أنهيت شعرت بشيء غريب لا أحبه , ألا وهو الجفاف
نعم ... الجفاف الذي أصاب كتاباتكم فلم يبقي ولا ذرة من ماء الوحي المشرق
فأنا تعلمت أن الكتابة إذا خلت من أنوار الكتاب والسنة الصحيحة وأقوال ورثة الأنبياء فهي مظلمة بلا شك .
وإذا كان الحوار بعيد عن هذه المعاني العظيمة فأي شيء بقي لكي يستمتع القاريء ويمدح هذا الحوار
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد تكون على حق أيها البائع نفسـه ..
ولكن ألا تعتقـد بأنّ هذا الجفاف ، بات ينتشـر كالطاعون في كل زاويـة من حياتنا الكسيحـة .. ؟
حتى في حبنا وكرهنا ، وفي وعينا للتاريخ ، وفي استشرافنا للمستقبـل ..
بل وحتى في فهمنا للأسلام ... ؟!
ألا ترى أن هناك إنحرافا كبيرا جدا في تصورنا للإسلام ، عن الإسلام العقيدة ، والإسلام المفاهيم ، والإسلام الحركـــة ..؟
لقد حاصرنا الدين في زاوية مغلقة ليس لها علاقة بالعقل ، وليس لها علاقة بألإحساس والشعــور ..
نعم فيها شيء من عاطفة .. وشيء من رواسب ... ولكنها ليس الإســـلام ..!
ولعل ّ هذا هو الذي تمثله الآية الكريمة (( قالت الأعراب آمنــّــا قل لم تؤمنــوا ولكن قولوا أسلمنا ولمـّـا يدخل الإيمان في قلوبكم )) ..
ربما كانت هذه الآية تشير الى من دخل الإسلام رغبة أو رهبة .. ولكنها تتســع إلى من التزموا الإسلام تقليــدا أي بالطريقة التقليدية وليس الطريقة المنفتحــة .....!!
هذا هو الإسلام بالمعنى المصطلح في واقع المسلمين في خط التخلف ..
ولعل هذا النوع من الإسلام في تصور المسلمين هو الذي أدى الى أن ينكمش المسلمون في خط المواجهة وخط الحركـــة .. والى أن يفتقدوا الشخصية الإسلامية التي تتصل بمسألة الحرية والعزة والكرامــة .. وما الى ذلك ....
علينا أن نعترف أولا أنّ الواقع شيء ، والمثال والتمني شيء آخــر !
وأن صحة المباديء شيء .. وتطبيق الحالة الخارجية على تلك المباديء شيء آخر !!!
إنّ الواقع الفعلي يا عزيزي لغالبية المسلمين اليوم لا علاقة له بالإسلام ..
فالإسلام للأسف في واد والمسلمين في واد آخــر ..
أكثر المسلمين اليوم بعيدون تماما ، بعد السماء عن عمق الأرض ، عن روح وقيم ورسالة الإســلام .. !
أنظر أخي الكريم الى القرآن الكريم .. هل ترى أنطباق أعمال المسلمين عليه ...؟؟
لم يكن الإسلام في يوم ما دين قسر وقهر وكره وقتل وذبح ...
بل هو دين تسامح ومحبة ورحمة وأخوة وسلام (( أنا أرسلناك رحمة للعالمين )) ..
ربما علينا أن نكون شجعانا ، ونواجه بجرأة ضعفنا وعجزنا وعيوبنا .. وجفافنـــا !
ولا نبقى أسـرى الكلمات الرنانة والشعارات الطنانة ، التي تدغدغ المشاعر ، وهي أبعــد ماتكون عن الواقع والحقيقة ..
لك فائق التقدير والإحترام
تحياتي
نهر الحكمـة
|