
30-03-2006, 01:53 AM
|
مشرف
|
|
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
|
|
من الطبيعى ، أن يكون لدينا حب الخير من البداية ، على الأقل بذور من الفضيلة والتقوى حينما جئنا لهذه الدنيا . وهذا ما يفهمه المسلم ، من قوله سبحانه "فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ {29} سورة الحجر" . وهذا يوضحه أيضا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء ، ثم يقول : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم } .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح
"مداخلة : الروح من أمر الله وأمر الله يندرج تحت هذه الآية الكريمة (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {82} سورة يس) ، فالروح خلق من خلق الله ، ونسبتها لله كنسبة الأشياء التى فضلها الله من خلقه ، كبيت الله ، وعبد الله ، وناقة الله ، ورسول الله ، وكتاب الله" .
الهدف من البأساء والضراء ، والمعاناة والكفاح فى الحياة الدنيا ، هى لكى نطور أوضاعنا الروحية والأخلاقية ، بالإضافة لنتذكر دائما الغرض المطلوب منا فى هذه الحياة وفى الأوقات العصيبة ، وهذا كما يبينه القرآن الكريم :
( 1 ) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} سورة البقرة
( 2 ) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ {214} سورة البقرة
( 3 ) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ {186}
( 4 ) يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ {6} سورة الإنشقاق
( 5 ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {200} سورة آل عمران
وهكذا فالحياة الدنيا هى المجال المتاح لنا للتقدم والتقهقر الروحى والخلقى ، وبالرغم من أنه سبحانه قد أعطانا الفرص العديدة للهداية ، إلا أنه لم يجبلنا عليها :
"........... أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً .........." {31} سورة الرعد
ترك لنا التجربة ، وبالإرتفاع على اخطائنا ، والعودة إليه والتوبة ، نصل إلى مستويات عالية من الصفاء ، بل يعيننا الله للوصول إليها :
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً {70} سورة الفرقان
يتبع
|