عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 30-03-2006, 04:39 AM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

فإذا كان هذا رأي أهل العلم المعروفين ذلك الوقت، فما الذي غير هذا الحكم ؟.

فلماذا كان ذلك الجهاد إسلامياً لما كان العدو هم (الروس)، فلما كان العدو (أمريكا) لم يصر إسلامياً؟.

بل هم في هذا الوقت أولى بمسمى الجهاد الإسلامي من ثلاثة وجوه:

الأول: أن وضعهم في تطبيق الشريعة اليوم أفضل كثيراً من أيام الأحزاب.

الثاني: أنهم اليوم يد واحدة، وفي أيام الأحزاب كانوا أحزاباً متفرقين.

الثالث: أنهم اليوم يواجهون هجوماً شرساً من جميع دول الكفر (اليهودية والنصرانية والبوذية والهندوكية وغيرها)، أما في أيام الأحزاب فقد كانوا يواجهون (الروس) فقط.

الوجه السادس: أن يقال لأصحاب هذه الشبهة:

ما رأيكم في الجهاد الأفغاني الذي كان ضد الروس ؟.

إن قالوا: هو جهاد إسلامي.

فيقال: فما الفرق بينه وبين حال (طالبان) اليوم، والجميع يؤكد أن (طالبان) أفضل من (الأحزاب) بمراحل ؟.

وإن قالوا: حالهم كحال (طالبان) فهم مشركون قبوريون !.

فيقال لهم: فأين أنتم يوم أن كان المشايخ وأهل العلم يحثون على نصرتهم ويدعمونهم، ويسمونه جهاداً إسلامياً، ويصدرون الفتاوى – التي بلغت المئات – بوجوب نصرته، ويدعمونه بالأموال – التي بلغت المليارات –، وعندما كانت الدولة تشجع الشباب على الالتحاق بصفوف المجاهدين الأفغان، ويجعلون تذكرة المجاهد مخفضة بنسبة 75 في المائة، واستمروا على ذلك سنين طويلة ؟!!.

لماذا لم تحذروا منهم وتعلنوا عن قبوريتهم وشركهم في ذلك الوقت؟.

لماذا لم يأت هذا التحذير إلا عندما صار عدوهم: (أمريكا) ؟.

أم إن وراء الأكمة ما وراءها ؟!.

نعوذ بالله من الزيغ والهوى، وأسأل الله تعالى أن لا يجعلنا نراقب غيره في أقوالنا وأفعالنا.

الوجه السابع: أن يقال: هب أن تلك الدولة دولة مشركين ؟. فإن فيها مسلمين موحدين في مناطق متعددة، وهم مستهدفون أيضاً من (أمريكا)، ولو لم يكن فيها إلا مسلم موحد واحد فقط فإن إعانة (أمريكا) عليه كفر وردة.

الوجه الثامن: أن يقال: هب أن فيها تلك المنكرات، فإن غاية الأمر أن يكونوا كحال دولة المماليك في القرن الثامن والذين عرف عنهم تعظيم المشاهد وبنائها في مصر والشام، وهم الذين بنوا القبة النبوية، وانتشرت بينهم مذاهب الجهمية والاتحادية والصوفية وغيرها، وكثير من قضاتها على هذه المذاهب البدعية، ولكن كان أصل الإسلام موجوداً، ولما حصل غزوهم من التتار هب علماء الإسلام كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره في وجوههم – مع أن علماء تلك الدولة من الجهمية والصوفية سجنوه وامتحنوه مراراً – ووقف مواقف مشهورة في معركة (مرج الصفر) عام 702، وأفتى بكفر من أعان التتار على المسلمين في وقته كما سبق، وحرّض المسلمين على قتالهم برسائل وفتاوى مشهورة.

الوجه التاسع: أن يقال: هب أن جميع من في بلاد (الأفغان) مشركون – عافاهم الله من ذلك ووقاهم وحماهم – فإن (أمريكا) قد حدّدت المرحلة الأولى في حربها ضد (الإرهاب) بـ (27) هدفاً ضد بعض جماعات المسلمين في: كشمير والفلبين ولبنان ومصر والجزائر وليبيا والصومال واليمن وأوزبكستان، فهل هؤلاء كلهم مشركون أيضاً ؟.

الوجه العاشر: أن يقال: هب أن جميع الأهداف التي حددتها (أمريكا) في حملتها (الصليبية) هم من المشركين، فإن هذا لا يجيز بحال من الأحوال التعاون معهم، لأن هدفهم هو (الإسلام) بغض النظر عن (توحيد خالص) أو (مشوب بالشرك)، وقد قدمت الأدلة على ذلك في المبحث الثالث من الفصل الأول فراجعه.

الوجه الحادي عشر: أن المتتبع لتصريحات المسئولين في (أمريكا)، مع تحليلات الصحفيين فيها، يرى أن ما يؤرقهم ويقض مضاجعهم هو (الدعوة الوهابية) التي (تفرّخ الأصوليين) كما يقولون، لذلك فدعوة التوحيد هي هدفهم الأول - ولو أخروا هذا الهدف إلى حين -، ففي صحيفة (صنداي تلغراف) 23 سبتمبر 2001 كتب الصحفي (ستيفن سكوارت) مقالاً بعنوان (المسألة كلها بدأت من العربية السعودية)، وكان مما قاله فيه: ”وعليه فإننا يجب أن نسأل أنفسنا ما الذي جعل من هؤلاء الأفراد وحوشا؟ ما الذي يُحفّز نزعات العنف في ثاني أكبر أديان العالم (وأسرع الأديان نمواً في أمريكا) ؟“.

ثم قال: ”إن الكثير منهم سوف يجيبونك بكلمة واحدة: إنها ”الوهابية“. إنه صنف متوتر من الإسلام، انبثق أو ظهر، ليس خلال الحملات الصليبية، ولا حتى خلال حروب مقاومة الأتراك في القرن السابع عشر، وإنما منذ أقل من قرنين فقط. إنها حركة عينفة، إنها قليلة الاحتمال، إنها شديدة التعصب للنموذج. لقد ظهرت في العربية السعودية، كما أنها النظام الديني الرسمي لدول الخليج، ثم إن الوهابية هي الاتجاه الأكثر تطرفاً في الحركة الأصولية الإسلامية“.

وقال: ”الوهابية هي المقابل الإسلامي للطائفة البروتستانتية الأكثر تطرفاً. إنها حركة متقشفة وتطالب بالعقاب لأولئك الذين يستمتعون بأي نوع من الموسيقى ما عدا الدف، وبالعقاب الصارم حتى الموت لممارسة السكر أو المحرمات الجنسية، وهي تدين من لا يصلون بوصفهم كفاراً، في رؤية لم يحدث أن وُجدت في السابق، في السياق الرئيس للإسلام. إنها دعوة إلى الإسلام المجرد: صلوات وجيزة، ومساجد غير مزخرفة، وهدم للأضرحة (نظراً لأن المساجد المزخرفة والمقابر، تعرض أنفسها أماكنَ للتقديس، وهو ما يحمل معنى الوثنية في العقل الوهابي)، والوهابيون لا يسمحون حتى لاسم النبي محمد بأن يكون منقوشاً على المساجد، كما لا يسمحون بأن يُحتفل بعيد ميلاده“.

ومما جاء فيه: ”إذا أرادت أمريكا أن تفعل شيئاً مع الإسلام الراديكالي، فإن عليها أن تعقد اتفاقاً مع العربية السعودية. إن الدول المخادعة (العراق، ليبيا، إلى آخره) هي أقل أهمية في التوجه الراديكالي للإسلام من العربية السعودية. إن العربية السعودية هي المسبب الوحيد الأكثر أهمية، والداعم للراديكالية والعقائدية، والتعصب الرئيس في الإسلام“.

ونشرت صحيفة (نيويورك تايمز) مقالاً في عددها الصادر يوم الجمعة 3/8/1422 الموافق 19/10/2001 اتهمت فيه مدارس السعودية بأنها تصنع الإرهاب من خلال بثّ الأفكار المتطرفة والمعادية للغرب في عقول أبنائها، وزعمت تلك الصحيفة الأمريكية أن كتب الدين الدراسية في مدارس السعودية تحتوي على تحذيرات للمسلمين من تكوين أي صداقات مع اليهود والمسيحيين; لأنهم كفرة وأعداء لهم.

ونشرت صحيفة (شيكاغو تريبيون) في يوم الأربعاء 15/7/1422هـ الموافق 3/10/2001م مقالاً تكلمت فيه على (الوهابية) في الجزيرة العربية، وأنها منبع الأصولية الإسلامية الحديثة، ومما جاء في المقال: ”أن الوهابية لا تتسامح مع الديانات الأخرى، وتفرض نظاماً اجتماعياً متزمتاً“.
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)