عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 30-03-2006, 10:45 AM
الطاوس الطاوس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,090
Post نصيحة

من خلال ردودكم على مانقلته من حق في تفسير وبيان ماأختلفنا في فهمه لمسألة تحكيم شرع الله الى أبن عباس رضي الله عنه وأقوال العلماء الثقات ....فلم أجد الا ما يثبت باأنكم تقدمون أراء الرجال المفتونين على فقه الصحابة للكتاب والسنة..وهذا اكبردليل على انكم تحملون اوصاف الخوارج الذين نظرهم ابن عباس رضي الله عنه في نفس المسألة وهي تحكيم شرع الله ... أما مايريده المدعو البائع نفسه من تلبيس الحق بالباطل.. كالبحث عن الايات المتشابهات أو التهجم الاحاديث والايات وحملها مالاتحتمل ..فهذها الطرق كلها مردودة عليك ...وكذلك كلام العلماء الثقات متفق ولن يفرق بينهم الا زائغ ..أتق الله يارجل في امة محمد ..فتفسير العلماء واضح كشمس .. ولاتسلك سبيل الخوارج فهذها صفاتهم والناظر في الغلاة والفرق الغالية يجدهم على تكرر العصور تربط بينهم خصائص معينة، وتجمعهم أوصاف بينة تكاد تطرد فيهم، وقد ذكر العلماء لهم أوصافاً إجمالية وتفصيلية، والمطرد منها في كثير من فرق الغلاة: وصفان يجمعهما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو سعيد الخدري في قصة الرجل الذي اعترض على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم وإعطائه صناديد نجد أكثر من غيرهم وفيه: "ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله، يرون أنه خالد بن الوليد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من ضئضىء هذا قوماً يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان" وهذا تفصيل هذين الوصفين:

الوصف الأول - عدم فهم القرآن:

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم" أي أنهم يأخذون أنفسهم بقراءة القرآن وإقرائه وهم لا يتفقهون فيه، ولا يعرفون مقاصده، قال الإمام النووي: "المراد أنهم ليس لهم فيه حظ إلا مروره على لسانهم [هكذا] لا يصل إلى حلوقهم فضلاً عن أن يصل إلى قلوبهم لأن المطلوب تعقله وتدبره بوقوعه في القلب".

وعدم فهمهم للقرآن يجعلهم يأخذون آيات نزلت في الكفار فيحملونها على المسلمين، فقد قال عبدالله بن عمر رضي الله عنه في الخوارج: "إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين"، ومن مظاهر عدم فهمهم للقرآن اتباع متشابهه كاستشهاد الخوارج على إبطال التحكيم بقول الله سبحانه: {إنٌ الحٍكًمٍ إلاَّ لٌلَّهٌ} [الأنعام: 75]، فالمعنى المأخوذ من الآية صحيح في الجملة، وأما على التفصيل فيحتاج إلى بيان؛ ولذلك رد عليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال "كلمة حق أريد بها باطل" قال الحافظ: "وكان أول كلمة خرجوا بها قولهم: لا حكم إلا لله، انتزعوها من القرآن وحملوها على غير محملها".

ويؤدي بهم هذا القصور في فهم القرآن إلى الخروج عن السنَّة، وجعل ما ليس بسيئة سيئة وما ليس بحسنة حسنة، فهم إنما يصدقون الرسول فيما بلغه من القرآن، دون ما شرعه من السنَّة التي تخالف - بزعمهم - ظاهر القرآن، وما كان اعتراض الرجل على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا القبيل، فقد خرج عن السنّة وجعل ما ليس بسيئة سيئة "وهذا القدر [أي تحسين القبيح، وتقبيح الحسن] قد يقع فيه بعض أهل العلم خطاً في بعض المسائل ، لكنّ أهل البدع يخالفون السنَّة الظاهرة المعلومة".

الوصف الثاني: التكفير واستحلال الدماء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "يقتلون أهل الإسلام ، ويدعون أهل الأوثان" وهذا بناء على تكفير المسلمين الذي يكاد يكون وصفاً مشتركاً بين طوائف الابتداع والغلو، قال شيخ الإسلام: "الفرق الثاني في الخوارج وأهل البدع: أنهم يكفرون بالذنب والسيئات، ويترتب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم، وأن دار الإسلام دار كفر ودارهم هي دار الإيمان، وكذلك يقول، جمهور المعتزلة والجهمية، وطائفة من غلاة المنتسبة إلى أهل الحديث والفقه ومتكلميهم" واستحلالهم دماء المسلمين نتيجة لغلوهم وابتداعهم إذ يرون من ليس على طريقتهم خارجاً عن الدين حلال الدم، وهذا شأن صاحب كل بدعة فقد قال أبو قلابة: "ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف" وكان أيوب السختياني يسمي أصحاب البدع خوارج ويقول: "إن الخوارج اختلفوا في الاسم، واجتمعوا على السيف".

فهم على هذا يجمعون بين الجهل بدين الله وظلم عباد الله، وهاتان طامتان عظيمتان·

يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "طريقة أهل البدع يجمعون بين الجهل والظلم فيبتدعون بدعة مخالفة للكتاب والسنّة وإجماع الصحابة، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم" وينبني على هذا التكفير استحلال دماء المسلمين وقتل أهل الإسلام، وترك أهل الأوثان.

فهاتان الصفتان هما أصل البدع وهما العلامتان المميزتان للمبتدعين والغلاة، ولكني أنبه إلى ملحوظات عدة:

1 - أن وجود هاتين الصفتين ليس قاعدة كلية بل هو أمر أغلبي.

2 - أن هاتين الصفتين ليستا قيدا لا يمكن وجود الغلو إلا بهما، ولكنهما تلازمان الغلو الكلي الاعتقادي في غالب الأحوال.

3 - أن الحديث وإن كان في الخوارج إلا أنه يجب أن يُنتبه لأمرين:

(أ) أن الخوارج ليسوا ذلك العسكر المخصوص المعروف في التاريخ بل هم يخرجون إلى زمن الدجال.

(ب) أن أهل البدع الغالين يشاركون الخوارج في هذين الوصفين فهم لا يفهمون النصوص ويكفرون مخالفيهم، وتخصيصه عليه الصلاة والسلام لهذه الفئة التي خرجت في زمن علي بن أبي طالب إنما هو لمعان قامت بهم، وكل من وجدت فيه تلك المعاني ألحق بهم، لأن التخصيص بالذكر لم يكن لاختصاصهم بالحكم، بل لحاجة المخاطبين في زمنه عليه الصلاة والسلام إلى تعيينهم.
__________________
وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج، ونهى عن قتال الولاة الظلمةابن تيمية
واعلموا أن هذا العلم دين، فانظروا ما تصنعون، وعمن تأخذون، وبمن تقتدون، ومن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلهم مبطلون، أفّاكون، آثمون. الإمام الاوزاعي
ومن كان محسنًا للظن بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم، عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم، ويظهر لهم الإنكار، وإلا أُلْحق بهم، وجُعل منهم. ابن تيمية