عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 30-03-2006, 11:09 PM
فلوجة العز فلوجة العز غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 415
إرسال رسالة عبر MSN إلى فلوجة العز
إفتراضي

شعر جعفر بحسرة و تألم ...
" ليته انتظرني , ليته دلني أو على الأقل واساني .."

تأثر كثيرا بالأنشودة المرفقة بالموضوع , ألا و هي :
يا حواري الخلود..قد أتاكي الشهيد ..

عاد إلى التفكير بمعشوقته ,
اصبح شارد الذهن , كثير الصمت , و كأنه يعيش حالة إنفصام عن الواقع ,
أصبح جعفر يطيل من جلوسه بعد الصلوات , و يتلذذ بخلوات المسجد ..
بعد مدة قصيرة , بدأ جعفر بملاحظة رجل ممشوق الهامة , كث اللحية , يواظب على المكتوبات في نفس المسجد , لم يكن يراه من قبل ,
فقال والله لأسألنه من يكون ...
إنتظره جعفر بعد الصلاة , ثم سلم عليه , و تعارفا
جعفر : أخي الحبيب , هل أنت ساكن جديد في المنطقة ؟
أبو المثنى (هكذا عرف نفسه ) : لا يا أخي , فقط كنت في السجن و خرجت قبل أسبوعين ,
جعفر: و ماهي جنحتك ؟
أبو المثنى : التوحيد يا أخي الحبيب و الكفر بالطاغوت ,
جعفر : بارك الله فيك , و هل كنت في زنزانة إنفرادية ؟
أبو المثنى : لا , بل كان معي العديد من الإخوة , منهم أبو محمد المقدسي ...
جعفر فرحا ( و قد كان ملما ببعض المعلومات عن الشيخ المقدسي ) : شيخ الزرقاوي ؟
أبو المثنى : (ابتسامة ) هكذا يسمونه ,
جعفر: أخي الحبيب , لقد أرسلك الله إلي , قل لي بالله عليك , هل تعرف طريقا للذهاب للعراق ؟ أريد الجهاد في سبيل الله , بالله عليك , و الله إني صادق ...
أبو المثنى : أخي جعفر , أنا لا أشك في صدقك , لكن صدقني أن الأمر ليس هينا ...أنا أيضا مهتما بالذهاب إلى العراق و سألت الإخوة عن طريق فقالوا بوجوب الإنتظار ,
جعفر : إلى متى ؟
أبو المثنى : الله أعلم , إن تيسر طريق فسأخبرك ..
جعفر : بارك الله فيك , بالله عليك لا تنساني ,
أبو المثنى : توكل على الله ,
مرت أيام و اسابيع على هذا الحوار مع الشيخ أبي المثنى , ولم يتلق جعفر أي رد منه ,
في كل مرة يسأله جعفر يقول أبو المثنى : لا أدري , انتظر جوابا ...
طال إنتظار جعفر حتى جاوز السنة , و عاد الفتور إليه من جديد , لم يعد يرى أبو المثنى , ولا يدري ما حدث له ,
تخرج جعفر من جامعته , و تزوج من ابنة عمه , وبدأت حياته اكثر إزدحاما و إنشغالا في ظل الحياة العملية , تراجع حب الجهاد قليلا , و بدا جعفر "عاديا " في حياته ...
رزق جعفر بطفلة جميلة , سماها " جهاد " تيمنا بمعشوقته الغائبة ,
بعد سنتين , نسبت الشركة التي يعمل فيها جعفر اسمه ليذهب إلى العراق مع وفد لعقد صفقة مع بعد رجال الأعمال العراقيين ,
كان وقع الخبر على جعفر كبيرا , لم يصدق أنه سيذهب أخيرا للعراق , أخبر زوجته بنيته السفر , لكن لم يخبرها بنيته الإلتحاق بصفوف المجاهدين ,
راودته نفسه كثيرا , مناه شيطانه ,
" يا جعفر لمن تترك "جهاد" الصغيرة ؟ لمن تترك أم جهاد ؟ هل أنت مدرك أنك تذهب للموت ؟ "
لكن تلك الوساوس لم تثنه ,
" لا , لن انساكي يا معشوقتي الجهاد , ولولاكي ما سميت طفلتي جهاد ..."
استعد للرحيل , و ودع زوجته و طفلته "جهاد" وداعا حارا , ثم غادر جعفر ...
لقد كان اعينه تودع مسقط رأسه , و تودع معه الدنيا , لقد شعر جعفر بفرحة كبيرة , و إن كانت ليست كما توقع ,
لقد تسببت السنون بحدوث صدئ و تآكل في رغبته ,
نعم , لقد حسم جعفر الصراع , أو لعله قرر تأجيل البت في الأمر إلى أن يذهب إلى العراق ,
وصل جعفر إلى بغداد , حيث النخيل الباسق , الذي ارتوى من دماء المجاهدين ,
قلب نظره في الطرقات و الأزقة , حيث كان يتخفى قناص بغداد ,
كانت لحظات جملية , رقيقة , جددت من رغبة جعفر بالجهاد ,
توجهوا إلى الفندق , حيث قضوا ليلتهم الأولى ,
لم يدر جعفر ما يفعل ؟
هل ينهي مهمته أولا ؟ أم يترك زملائه و ويتوجه إلى منطقة الأعظمية أو الرمادي أو القائم ؟
هل يخبر زوجته ؟
هل ينتظر الصباح ؟
__________________
الرد مع إقتباس